بعد أن فقدوا أراضيهم في سوريا: مزارعون سوريون يستثمرون في أراضي مصر

بعد أن فقدوا أراضيهم في سوريا: مزارعون سوريون يستثمرون في أراضي مصر
بمزروعات بعضها سورية، وأخرى من خيرات الأراضي المصرية، بدأ العديد من المزارعين السوريين الذين استقروا في الأراضي المصرية، مشاريعهم الزراعية الخاصة، معتمدين على نقل خبرتهم إلى الأراضي المصرية الخصبة، من خلال استئجار وضمان الأراضي الزراعية في العديد من محافظات مصر لاسيما في منطقة دلتا النيل ومحافظات شمال مصر قريبا من دمياط وكفر الشيخ وغيرها، حيث ستجد العديد من المزارع التي يديرها سوريون ويعمل فيها شباب مصري وسوري، يزرعونها بمختلف أنواع الخضار والفاكهة والحبوب، منها ماهو سوري المنشأ حيث عمد المزارعون إلى الحصول على البذور من سوريا واستخدامها في الأراضي المصرية التي كانت مكانا مناسبا لزراعتها. 

أورينت نت رصدت العمل الزراعي السوري في مصر من خلال التحقيق التالي.. 

بذور سورية في الأراضي المصرية

باذنجان حمصي " للمكدوس "، قرع ، لوز سوري " عوجا "، تفاح سوري، بقلة .. وغيرها من المزرعات السورية التي صارت مألوفة في الأسواق المصرية، إلا أنها ليست مستوردة من سوريا، بل تزرع في مصر بأيدٍ وخبرة سورية، حيث يؤكد " محمد أبو الفضل " وهو مزارع سوري مقيم في محافظة كفر الشيخ، أنه وصل لمصر بداية عام 2014، واستطاع خلال ثلاث سنوات استثمار عدة دونمات في كفر الشيخ، مستفيدا من خبرته في مجال الزراعة وناقلا معه العديد من الزراعات السورية، حيث زاد الطلب عليها نتيجة لوجود الكثير من السوريين في مصر فضلا عن تعرف المصريين عليها ورغبتهم بها، ويؤكد أبو الفضل أن هناك عددا جيدا من المزارعين السوريين الذي يستثمرون في الأراضي المصرية سواء في منطقة الدلتا أو في أراضي الصعيد المصري، ومنهم من يزرع بعض الزراعات السورية، ومنهم أيضا من دخل السوق المصرية بزراعات مصرية كالقمح والمنغا والكيوي فضلا عن الزراعات الموسمية للخضار والفاكهة، مشيرا إلى أن السوق المصرية الواسعة والمتنوعة أتاحت المجال أمام العمل الزراعي للسوريين، وأن خصوبة الأرض المصرية تساعد في عملية الزراعة وتنوعها. 

نعوض ما خسرناه في سوريا 

" ضاعت أراضينا في سوريا وخسرنا عملنا، ونحاول العمل بما تعودنا عليه قدر الإمكان" بهذه الكلمات بدأ راشد يحيى - وهو مزارع سوري من غوطة دمشق ويقيم في مصر منذ سبع سنوات – حديثه لأورينت نت، مؤكدا أنه وعائلته مزارعون " أبا عن جد " وفي مصر وجدوا المكان المناسب للعمل فيما تعلموه وتربوا عليه، مؤكدا أن طبيعة الأراضي والعمل تختلف بين البلدين، من حيث السقاية والزراعة والمواسم والتنوع، مشيرا إلى أن الأرضي المصرية خصبة وأرض خير، وتنوع زراعي كبير، فضلا عن سهولة تقبل التربة والأجواء المصرية للزراعات الجديدة، ويستذكر راشد أرضه في سوريا مؤكدا أنها كانت أضعاف ما ضمنه الآن في مصر من أرض، مؤكدا أن الحرب والقصف الذي تعرضت له الغوطة من قبل جيش نظام أسد أحرقت الأرض التي كان يملكها بكل ما فيها، حيث وصلته صور أرضه بعد أن أصبحت خرابا، معتبرا أن عمله في مصر بالزراعة تعويض بسيط لما خسره هناك في ريف دمشق. 

محال للبيع وترويج عبر " فيسبوك "

عشرات محالات بيع الخضار السورية، تنتشر في العديد من المناطق المصرية، لاسيما في مدينة أكتوبر والعبور ومدينة نصر، حيث ينشط تجار الخضار السوريين في الترويج لبضائعهم، وجلب الزبائن الباحثين عن منتجات زراعية سورية عبر " فيسبوك " من خلال الإعلانات التي تملأ صفحات الجالية السورية، والتي يعلنون فيها عن توفر الخضار السوري أو المنتجات بأيدٍ سورية، ويؤكد سامر الخطيب " وهو سوري مقيم في مصر أن معظم " خضار المونة  السنوية " يقوم بشرائها عبر التواصل على أرقام الهواتف التي تنشر على صفحات السوريين في مصر مع صور منتجات الخضار والفاكهة الموسمية، لاسيما باذنجان المكدوس والقرع والبامية والفاصولياء، حيث يتم الترويج لها في مواسمها، وعرضها على المشترين، مؤكدا أن فكرة زراعة المزروعات السورية، كانت صائبة جدا، حيث أغنت البيت السوري في الغربة وأعانت الناس على تأمين " مونة السنة " التي تعوّد السوريون عليها في بلادهم، لما تساهم فيه من توفير مادي طوال العام. 

تصوير: مصطفى أحمد

تصوير: مصطفى أحمد

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات