وتشهد مناطق سيطرة أسد في سوريا انفلاتاً أمنياً وأخلاقياً متزامناً مع حالة اقتصادية متدهورة يعيشها السوريون، في ظل تسلط ميليشيات أسد وميليشيات إيران والروس على مفاصل البلاد.
التشخيص بالإذلال والتحقير
يقول (مدين أبو محمد) وهو مواطن سوري كان يقطن في مدينة حلب قبل أن يغادرها إلى الشمال السوري في حديث لـ أورينت نت: "قبل شهرين تقريباً توجهت إلى مشفى حلب الجامعي شاكياً من مرض ألم المفاصل، وهناك وبعد دخول إلى الطبيب قام بتوجيهي إلى قسم الأشعة من أجل إجراء صورة ليكتشف سبب الألم، إلا أنه ما لم يكن في حسباني أن تتحول غرفة الأشعة إلى (حلبة ملاكمة) سيتم فيها تحطيم جسدي تحت الركل والضرب المبرح."
ويضيف: "في غرفة الأشعة كان هناك ممرضة تتولي مهمة التصوير وتدعى (فاطمة م)، وما إن دخلت حتى بدأت بتوجيه كلمات مذلة لي مثل (قعود هون خلصني) و (لسا صارعين سمانا بالمرض ويا ريت فيكن شي)، وغيرها من الكلمات التي اعتاد غالبية الموظفين في دوائر أسد الحكومية استخدامها مع المواطنين، وعندما رددت على كلماتها بجملة (ليش هيك عم تحكي معي)، انهالت علي بالشتائم، واصفة إياي بـ (المتخلف الذي لا يجب أن يوجه كلامه لها)، وبين أخذ ورد وجدال، بدأت بالصراح وطردي إلى الخارج (انقلع لبرا يا حشرة).
رضوض وكسور
وبحسب المصدر، فإنه وخلال الصراخ، حضر عدد من العاملين في المشفى (مستخدمين وممرضين آخرين)، وفيما حاولت توضيح الموقف لبعض من بدؤوا بالسؤال عما يجري، انهال علي شخصان يعملان كـ (مستخدمين) بالضرب وشرعا بركلي وصفعي ولكمي، حتى أخذت الدماء تنزف من وجهي، ثم قاما بسحلي وأخرجاني من المشفى، فيما بدأ أحدهما بالبصاق علي واتهمني بـ (قلة الشرف)، وفهمت من كلامهما أن الممرضة قد اتهمتني بـ (التحرش).
وتابع: "خرجت من المشفى وأنا أعاني من آلام شديدة في منطقة الظهر والصدر، إضافة لبعض الجروح والكدمات في الوجه، وابتعدت عن المشفى وأنا بالكاد أستطيع الوقوف ثم توجهت إلى مشفى الرازي ودخلته (إسعاف)، وقد تبين أنني أعاني من خلع في الكتف وكسر في اليد، وقد تم وضع جبيرة على يدي، وأصبحت لا أقوى على تحريك يداي الاثنتين بسبب تعرضهما لأضرار كبيرة".
لم تعد بلدنا
(أبو محمد) وعدد ممن أعرفهم ممن وصلوا إلى مناطق الشمال السوري المحرر مؤخرا، عبر رحلة استغرقت أياماً وساعات، عبّروا عن الوضع في مناطق سيطرة نظام أسد بقولهم: "هذه البلد لم تعد لنا، هذه بلد المافيات بعد الآن، الحياة في مناطق سيطرة أسد أشبه بالجحيم، والوضع هناك لم يعد يطاق، الشعب هناك (ميت على قيد الحياة)، وجميع من يسيطرون هناك يسعون لتحقيق مكاسبهم على حساب الناس البائسين.
التعليقات (6)