"حزب الله سيقتلني".. من هو الشيخ الشيعي "مشيمش" وما خفايا قرار ترحيله من فرنسا إلى لبنان؟

"حزب الله سيقتلني".. من هو الشيخ الشيعي "مشيمش" وما خفايا قرار ترحيله من فرنسا إلى لبنان؟
أبلغت السلطات الفرنسية أحد أبرز المعارضين لميليشيا "حزب الله اللبناني والمنشقين عنه بضرورة مغادرة الأراضي الفرنسية إلى لبنان خلال بضعة أيام.

وبحسب ما ترجمته أورينت نت، استهل البلاغ الذي أصدرته دائرة الهجرة الفرنسية الجمعة الماضية بعبارة "غادر دون تأخير وجهة البلد الذي تعلن أنك مقيم فيه"، ونص بيان التبليغ على أن يراجع مشيمش القنصلية اللبنانية في باريس في 4 من أيار المقبل للحصول على وثيقة سفر بهدف المضي في إجراءات ترحيله إلى لبنان.

وهددت دائرة الهجرة مشيمش بعقوبات في حال امتنع عن تزويد السلطات الإدارية بوثائق سفره أو أي معلومات متعلقة به تسمح للسلطات بتنفيذ الإجراءات اللازمة بحقه.

وفي مكالمة هاتفية أجرتها أورينت نت مع المعارض اللبناني لـ"حزب الله" حسن مشيمش المقيم في فرنسا أمس، يعتقد أن قرار الترحيل جاء على إثر ضغط قوي على المخابرات الفرنسية المرتبطة بأفضل العلاقات مع المخابرات الإيرانية ونظام الملالي في طهران وميليشيا "حزب الله"، معتبراً أن فرنسا لا تريد إزعاج طهران، خاصة وأن محادثات جنيف حول الاتفاق النووي الإيراني تجري بالتوازي مع ذلك.

وأضاف" أعتقد منذ سنين أن الحكومة الفرنسية تقيم أفضل العلاقات مع الخميني وحزب الله وزعيمها حسن نصر الله، بدليل أن الأخير قد صرح في مقابلة له على قناة الميادين منذ عام تقريبا أنه يجري اتصالات مع المخابرات الأوروبية، وحزبه تعاون مع المخابرات الفرنسية بذريعة "محاربة الإرهاب".

واتهم مشيمش فرنسا بحرمانه من حق لجوء مشروع و"واضح كالشمس"، لكن باريس تعتمد سياسة قديمة جداً قائمة على مصالحها مع الدول، وفق تعبيره.

وحول البلاغ، قال مشيمش: "أبلغوني بأن عليّ مراجعة القنصلية اللبنانية في باريس للحصول على وثيقة سفر لإعادتي إلى لبنان، وإلا سيتخذ بحقي عقوبات قاسية، ولا أدري ما هي هذا العقوبات".

وأوضح مشيمش بأن أي إنسان يأتي إلى فرنسا لطلب لجوء سياسي فيها، يتقدم إلى "الأوفترا"؛ وهي مؤسسة وليست محكمة، تدرس طلب شخص ما للجوء السياسي، تقول "نحن رفضناك وعليك مغادرة فرنسا، لكن يحق لك بقانون فرنسا أن تذهب إلى المحكمة للطعن"، وهذا ماقمنا به. المحكمة قبلت، وطلبت مني الانتظار حتى وقت المحاكمة، وريثما يأتي موعد الجلسة يحق لي البقاء، وفق قانون البلاد على الأراضي الفرنسية".

واستدرك مشيمش في حديثه قائلا: "ما حصل، أن في كل مدينة فرنسية يوجد فيها محكمة إدارية مستقلة عن القضايا السياسية، لكن المحكمة الإدارية الموجودة في المدينة التي أقطن تجاوزت صلاحياتها وأبلغتني بأن عليّ مغادرة أراضي فرنسا، راجعنا المحامي على إثر ذلك.

وحول إعادته إلى لبنان، يجزم مشيمش أنه سيتعرض إلى تعذيب وحشي من قبل عناصر أمن مطار بيروت التابعة لميليشيات "حزب الله، وستقدم الأخيرة بدورها على تذويبه بالحمض النووي، واستدرك بالقول "سوف أقتل نفسي".

وتحدث مشيمش لأورينت أنه يحتفظ بشفرة في جيبه ليقدم على قتل نفسه ما إن تم ترحيله إلى لبنان، "أحبذ الموت بيدي لا بيد ميليشيا حزب الله، فأساليب تعذيبهم السادية لا تُحتَمل".

قانونياً، وكّل مشيمش محامياً له منذ سنوات، بالتوزاي مع ذلك، كشف مشيمش لأورينت بأنه يجري البحث عن وجهة بديلة، غير فرنسا ولبنان، للسفر إليها وطلب اللجوء السياسي فيها، بمساعدة "جملة من الأصدقاء"، مؤكداً على أن "كل الاحتمالات متوقعة".

سياسياً، نشر اللواء أشرف ريفي عبر حسابه في تويتر أمس الأحد تغريدة يطالب فيها السلطات الفرنسية بإعادة النظر في طلب مغادرة مشيمش لأراضيها، مبدياً تخوفه من أخطار قد يتعرض لها مشيمش من قبل ميليشيات "حزب الله" نظراً لمعارضته لها. وختم اللواء ريفي تغريدته بالقول "نثق أن فرنسا حامية المضطهدين والحريات وحقوق الإنسان".

ويعرف الشيخ الشيعي محمد مشيمش أبرز المعارضين لميليشيات "حزب الله"، درس العلوم الإسلامية في طهران عام 1987، ثم عاد إلى لبنان ليكمل دراسته هناك.

انتسب إلى ميليشيا "حزب الله" في تلك الفترة، وشغل منصب رئيس تحرير صحيفة "العهد" الناطقة باسم الحزب، ليصبح معاوناً لرئيس حزب الله السابق صبحي الطفيلي، وسفيراً للحزب في أوروبا وإفريقيا.

اعتقل مشيمش من قبل المخابرات الجوية التابعة لميليشيا نظام أسد على الحدود السورية اللبنانية أثناء توجهه برفقة عدد من اللبنانيين لأداء العمرة في تموز عام 2010، ليقضي نحو عام ونصف في أقبية مخابرات أسد بتهمة التخابر مع إسرائيل.

بعد الإفراج عنه، عاودت مخابرات أسد اعتقاله مجدداً ولنحو ثلاثة أشهر أخرى عام 2011 متهمة إياه بالعمالة لصالح مخابرات أجنبية، بينها الفرنسية والألمانية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات