مذكرات خدّام 6: مراسلات صدام لتحييد إيران تمهيداً لغزو الكويت تتحول إلى حرب من نوع آخر

مذكرات خدّام 6: مراسلات صدام لتحييد إيران تمهيداً لغزو الكويت تتحول إلى حرب من نوع آخر
نشرت صحيفة "الشرق الأوسط" السلسة السادسة من مذكرات نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدّام اليوم السبت، والتي تناولت حزمة رسائل متبادلة بين الرئيس العراقي السابق صدام حسين، والمرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس هاشمي رفسنجاني، قبل اجتياح العراق للكويت عام 1990 طوال أربعة أشهر متواصلة.

قبيل الاجتياح، سعى الرئيس العراقي السابق صدام حسين إلى تهدئة بوادر حرب محتملة مع إيران وانتزاع ضمان أن إيران "مأمونة الجانب" ولا خطر من احتمال تدخل عسكري آخر في العراق تمهيداً لغزو الكويت، وعليه أبرق الرئيس صدام إلى إيران في شهر رمضان يعرض اقتراحاً من بندين.

أولهما؛ عقد لقاء مباشر بين الرئيس صدام، والذي سمّى نفسه في أولى البرقيات بـ"عبد الله ..صدام حسين" إلى جانب نائبه عزت الدوري، مع الجانب الإيراني ممثلاً بالمرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس هاشمي رفسنجاني. 

وثانيهما؛ أن يكون اللقاء المقترح في مدينة مكة المكرّمة في السعودية، على أن يجري تنسيق عقد اللقاء بين الجانبين مع الملك فهد بن عبد العزيز وقتئذ، وحاول صدام خلال رسالته الأولى مغازلة طهران وإرضاء مقاومتها الرنانة ضد إسرائيل، متذرعاً بأن الأخيرة سعت في تلك الفترة لإشعال فتيل حرب بين العراق وإيران، طالباً أن يكون اللقاء مع الإيرانيين ثاني أيام عيد الفطر.

بعيد أيام، أبرق الرئيس الإيراني أكبر هاشمي رفسنجاني معلناً التزام بلاده بالقرار رقم 598 القاضي بإعلان سلام شامل ودائم، ورحب رفسنجاني بالمقترح العراقي لإبرام سلام مع بغداد، مشيراً إلى سحب إيران قواتها من العراق إلى الحدود "خلق شكاً لدى طهران في حسن نوايا التزام العراق بالمعاهدة"، وفق تعبيره.

في حين استبدل رفسنجاني ما اقترحه صدام بعقد اجتماع بين ممثل عن العراق وآخر عن إيران في دولة صديقة، غير السعودية، وخلق أرضية مشتركة بين البلدين حول القضايا التي تعنيهما والمصالح المشتركة لكليهما، قبل إجراء اجتماع مباشر بين الطرفين.

رُفقت رسالة رفسنجاني، مع رسالة أخرى أبرقها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات يستجدي فيها المسارعة في "إتمام الصلح" وإجراء مفاوضات إيرانية عراقية مباشرة.

لكن ردّ صدام على رسالة رفسنجاني جاء بنبرة تصعيدية، إذ وصف صدام رسالة رفسنجاني بانطوائها على عبارات مبطنة في بداياتها و "خشنة" في نهايتها، واعتبر أن مناورة طهران الكلامية كما فعلت سابقاً على مدى عشر سنوات لن يحقق السلام بين البلدين.

واقتبس صدام من رسالة رفسنجاني عبارات كـ"الحرب المفروضة" و"بطء الفهم" و"السلام على من اتبع الهدى" كدليل على عدم جدية طهران في إحياء السلام مع العراق، فضلاً عن تحفظها عن إعلان موافقتها على عقد الاجتماع في مكة المكرمة، معلناً تمسكه بالمقترح الذي قدمه.

ليأتي الرد الإيراني طالباً الإبقاء على تبادل الرسائل في الحالات الضرورية فقط، واتهم رفسنجاني صدام حسين بعدم التزامه بآداب المخاطبة في الرسائل السابقة، طالباً منه تخطي "حرب الرسائل" بينهما.

وأشار رفسنجاني أن حضور المرشد الإيراني "مبكر جدا"، فهو لن يشارك في المحادثات بين الطرفين في الوقت الحالي، وقارن رفسنجاني بين رسائل صدام السابقة قبل إعلان إيران التزامها بقرار إحلال السلم وبعدها، وعمليات بيت المقدس واستعادة خرمشهر والانسحاب التكتيكي في نهاية الحرب.

واستطرد رفسنجاني في رسالته الثانية انتشار القوات العراقية على المرتفعات الحدودية مع إيران، في محاولة إظهار خلاف ما يرمي إليه صدام الساعي لإبرام سلام مع إيران، على حد قوله.

وأشار رفسنجاني أن بلاده أوعزت لممثل سفيرها ناصري أن "يتحاشى الاشتراك في بحث القضايا الشكلية والهامشية التي تؤدي إلى قتل الوقت وإطالة الوضع الحالي"، وختم مؤكداً على أن لقاء رئيسي الجمهوريتين "سيكون مناسباً وصالحاً فقط في حالة أن يثق الطرفان من نتائجها الإيجابية، وبعكس ذلك فإنه من الممكن أن تكون لها آثار سلبية وخسائرها أكثر من الوضع الحالي".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات