شذرات في الطاغية والطغيان

شذرات في الطاغية والطغيان
1- الطاغية ذو السلطة المطلقة المحتكرة للقوة،  ،يدمن على القوة والسيطرة. ولا يمكن أن يبرأ من هذا الإدمان أبداً. فليس هناك من مشفى خاص لعلاج "الطغاة" من الإدمان على القوة والسيطرة، فتموت الذات وهي في حال إدمان ،سواء ماتت بصورة طبيعية، أو ماتت عبر تمرد، ثورة، اغتيال. ومن أهم عوارض الإدمان هذا الشك الدائم بالذوات السيارة حولها ،والرافضة لها  والخوف من الموت، والطاغية إذا ما واجه خطراً حقيقياً محدقاً به – وبسبب إدمانه يقامر مقامرة مطلقة حتى بآخر نفس من أنفاسه، إنه حتى ولو أحاطت به كل الظروف التي تنذر بنهايته  فإنه لايفقد الأمل بتجاوز المحنة حتى خسارته النهائية – الموت.

وهكذا نحصل على وجود في غاية التعقيد، ذات، مركزية، قوية، محتكرة، سادية، خائفة، شكاكة، مدمنة، مقامرة، خاضعة، مخُضعة، مبتذلة، مريضة بكل أشكال البرانويا "جنون العظمة" والحق إن الذوات السيارة حول الطاغية هي التي تحقنه بمصل جنون العظمة الذي لاشفاء منه أبداً.

 

2- فعلى امتداد عقود من الزمن والطغاة يعملون خناجرهم في روح التاريخ - الشعب، ملحقين به الهزيمة تلو الهزيمة. ولأن روح التاريخ هي روح الشعب فإن الخناجر التي طعنت روح التاريخ بوصفها روح الشعب، ظلت مسلولة للحفاظ على هزيمة التاريخ.

3- إن الطاغية مؤسس سياسة الهبش والنهب والفساد والقتل  ،وهو لهذا  شر مطلق، شر قادر على تدمير البلاد والعباد. وليس البديل عن هذا الشر شراً آخر يتوهم فرض وهم أيديولوجي بالقوة على البشر. وليست الأصولية بكل أنواعها بديلاً عن الدولة المستبدة القاتلة، بل هي الوجه الآخر لها.

4- الطغاة قتلة الأمهات ،كل أم ثكلى أم قتيلة . لا يمكن لقلب أن يتسع لحب الأم ولقتل أكبادها . الاحتفال بالأم يعني أن نحتفل بأوطان تشبه الأم . قتلة الوطن قتلة الأم ، قتلة الحرية قتلة أحضان الأم ،قتلة اللغة قتلة الأم ،قتلة المرأة قتلة الأم ،الطاغية هو الصورة الأوسخ من القتلة.

5- لو أنهم أعلنوا من أول صرخة من صرخات حناجر  الساحات تنحيهم عن السلطة لمروا في ذاكرة الشعوب، رغم كل انحطاطهم ونذالتهم،  بقليل من الكرامة.لكنهم أصروا أن يرحلوا مهانين أذلاء بالمطلق .

6- لا يفلح قوم تولى أمرهم  طاغية عسكري.حكم العسكر عموما، وفي بلادنا على وجه الخصوص، يساوي:غياب العقل ،غياب الضمير ،غياب الوطنية ،غياب الحياء. حكم العسكر هو الشر المطلق.

7-روح الشعب مصطلح  لا يعرف معناه الطاغية،فيتراءى له بأن هذه الروح التي لا أحد يعرف أوان انفجارها،قد ماتت،فيستسلم لوهمه،لأن التجربة التاريخية للبشر،آخر ما يفكر بها الدكتاتور،.ولهذا هو لا يدري متى تلقي روح الشعب في لحظة انفجارها البنية الدكتاتورية في مزبلة التاريخ.

8-أما قطيع الدكتاتور فسرعان ما ينزوي في ركن مظلم من زويا الوسخ التاريخي ليمثل دور الضحية التي لا حول لها ولا قوة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات