ما حقيقة التحركات العسكرية لدعم فصائل درعا في الأردن؟

وأكدت المصادر أن الأردن فيه الكثير من قادة الفصائل، ورغم مطالبتهم بعدم القيام بأي نشاط معارض أو السفر إلى تركيا،  لكن لا شيء على الأرض يشير إلى جدية ما يتم تداوله حول إحياء غرفة الموك.

وأضافت المصادر أن ما حرّك القضية هو تغريدة الإعلامي الإسرائيلي إيدي كوهين عبر صفحته في تويتر، والتي تحدث فيها عن تحركات دولية وعربية لإعادة تنشيط غرفة الموك المتوقفة منذ عام 2016.

لن تعود "الموك" وشروطها ميتة

وحول ذلك، نفى العميد المنشق عن نظام أسد أسعد الزعبي في حديثه لبرنامج تفاصيل الذي يبث على قناة أورينت، وجود أي تحرك من هذا القبيل لإعادة تفعيل غرفة الموك، وعزا ذلك إلى غياب الشروط الكفيلة بخلق بيئة مواتية لإعادة وضع غرفة "الموك" على خط العمل.

واستبعد الزعبي بشكل قاطع إعادة إحياء الغرفة، مشيراً إلى أن الظروف التي توفرت عام 2012، ليست متوفرة ولو بالحد الأدنى منها لإعادة تنشيط غرفة الموك.

مبادرتان.. إحداهما سورية

وحول زيارة عدد من قادة الفصائل للأردن، أكد الزعبي أن الزيارات أمر معتاد، إذ سبق وأن تم استدعاء الزعبي مع عدد من قادة الفصائل إلى الأردن للتنسيق حول إعادة انتشار ميليشيات أسد في الجنوب السوري بوساطة روسية حتى بعد إغلاق الموك عام2016.

وعرج الزعبي في معرض حديثه إلى وجود مبادرتين؛ إحداهما، يجري التشاور حولها مع أعضاء في الكونغرس الأمريكي يقودها سوريون لإبعاد إيران عن ريف دمشق الغربي ودرعا والسويداء، فالسوريون بحسب الزعبي أنشؤوا منطقة في الجنوب وهناك خلاف مع واشنطن حول نقطة واحدة، لم يفصح عنها الزعبي، مشيراً إلى أن التحرك الأمريكي تجاه الملف السوري "بطيء".

"غياب الموك لا يعني غياب التنسيق"

من جانبه، أكد اللواء في المخابرات العسكرية الأردنية اللواء فايز الدويري أنه لا يوجد أي أخبار أو معلومات في الموقف الرسمي الأردني حول ذلك، يبقى الحديث حول ذلك في المواقع الإلكترونية "لا يذكر" في الأردن.

لكن الدويري لم يستبعد وجود آلية تنسيق معينة لتحقيق مصالح محددة، وأضاف "قد يكون هناك تنسيق وأنا لا أستبعد ذلك، لا أملك اليقين لكن لا أنفي ذلك، سيبقى هناك تعاون مع الاستخبارات الأردنية لضمان أمن الحدود".

وأشار الدويري أن الأمور العسكرية قد خرجت من يد غرفة الموك، مع إقرار المناطق الأربعة والمعروفة بخفض التصعيد، من منظور إنساني قد يمكن التفكير بها، أما من منظور استراتيجي فهي "بلاء للثورة السورية"، وفق تعبيره.

رياض حجاب "محبط" ولا شيء بين يديه

وحول ذلك، استبعد العميد أحمد رحال وجود تحركات لإعادة إحياء غرفة الموك، مستنداً إلى أن تجربة الغرفة لم تكن ناجحة، والتجارب الفاشلة لا تكرر، وفق تعبيره.

واستند رحال إلى سببين للاستبعاد، أولهما؛ أن إنشاء غرفة الموك كان بهدف تنظيم مصالح الدول المعنية بالملف السوري في الأراضي السورية، لكن جميع الدول من بينها روسيا وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية أصبحت موجودة على الجغرافية السورية، فلا داعي لغرفة موك.

ثانيهما؛ هو أن الجيش الوطني الحرّ بات وفق التصنيف الدولي جيشاً يتبع لتركيا، وهو غير معترف به على أنه جيش سوري حر ومستقل.

وتطرق رحال للحديث عن التنف، واصفاً إياها بأنها "حالة خاصة"، ونشر حول  ذلك لقاء جنرال بريطاني مع مقدم سوري/ حيث أجري نوعان من المناورات وسلموا قطع سلاح جديدة، وهو موضوع مختلف، يخص الوجود الأمريكي والبوابة العراقية ومنع إيران من التوغل في الأراضي السورية، ويخص قضايا داعش، ولا علاقة له بغرف الموك والموم، حسب رأيه.

وحول التصريحات الأخيرة لرياض حجاب، قال رحال إن حجاب "محبط  فهو رجل دولة لا رجل سياسة ينتقي كلماته بشكل لا يزعج به أحد ولا يوجد بين يديه شيء.. لا يوجد حراك أمريكي أو دولي تجاه الملف السوري، على الأرض لا يوجد شيء.. كلامه فقط يندرج تحت إعطائنا جرعة أمل فقط .

ودلل رحال على كلامه بالقول إن الملف السوري لم يستفد حتى اللحظة من التحرك الأمريكي، والتحرك الأوروبي لا يحدث دون إيعاز من واشنطن، بينما الروس نقلوا لنا رسالة ومفادها أن هناك انفراجة في الحل السوري.

وختم بالقول" على ما يبدو أن حجاب كان هناك شيء بين يديه وفقده خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وهو يتأمل بإعادة إحيائه" على حد وصفه.