مذكرات خدام10.. كيف غدر حافظ أسد العراق وقدم الأسلحة لإيران بالمكر والخديعة؟

مذكرات خدام10.. كيف غدر حافظ أسد العراق وقدم الأسلحة لإيران بالمكر والخديعة؟
كشفت مذكرات النائب الأسبق لرأس نظام أسد "عبد الحليم خدام" التي تقوم صحيفة "الشرق الأوسط" بنشرها لليوم العاشر على التوالي، تفاصيل العلاقات بين سوريا وإيران فور انتصار "الثورة" في طهران، وكيف أن نظام حافظ الأسد استقبل نجاح الثورة في إيران بقيادة المرشد الخميني، بسرور كبير وتفاؤل عميق.

وتحدث أيضا عن دور موسى الصدر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، في تأسيس العلاقات بين دمشق وعدد من الشخصيات الإيرانية المعارضة للشاه الإيراني.

وتطرق إلى كيفية تأسيس "الحرس الإيراني " لميليشيا "حزب الله" في لبنان بعد الاجتياح الإسرائيلي عام 1982.

وبدأ خدام حديثه عن زيارته لطهران في أغسطس (آب) 1979 حيث أجرى محادثات مع الخميني وعدد من المسؤولين الإيرانيين الذين ركزوا في أحاديثهم على أهداف "الثورة"، والإجماع الشعبي لتأييدها، إضافة إلى العلاقات السورية - الإيرانية، والسعي إلى بناء علاقات قوية مع سوريا.

وأشار إلى أنه اتفق مع المسؤولين الإيرانيين على تنمية العلاقات، واستمرار التشاور بين الدولتين، والتعاون في جميع المجالات، وتنسيق الجهود والمواقف تجاه مجمل القضايا التي تهم الطرفين.

وعن لقائه بالخميني قال خدام: كنت أول مسؤول سوري، بل المسؤول السوري الوحيد الذي اجتمع بالخميني، حيث إنه تحدث حديثاً قصيراً، لكنه كان حازماً واضحاً، وأكد أن "الثورة" حققت انتصارها وأنها ستكون مع المظلومين وستقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وستواجه قوى الاستكبار العالمي، وطلب مني نقل شكره للرئيس حافظ الأسد، وحرصه على العلاقات المتينة مع سوريا".

وذكر خدام أنه في فترة التقرب من إيران كانت الخلافات عميقة بين القيادتين السورية والمصرية بسبب توقيع معاهدة الصلح مع إسرائيل، كما كانت العلاقات السورية - العراقية في أسوأ حالاتها، بالإضافة إلى توتر الوضع في لبنان، مع الجبهة اللبنانية من جهة، ومع منظمة التحرير الفلسطينية من جهة ثانية، ومع إسرائيل من جهة ثالثة.

وتابع: في تلك المرحلة، أخذنا خيارين أساسيين كان لهما دور كبير في تحديد مسار السياسة السورية: الأول؛ توقيع معاهدة الصداقة والتعاون مع الاتحاد السوفياتي، والخيار الثاني؛ إقامة تحالف مع إيران.

وبيّن خدام أنه مع تحالف نظام الأسد مع إيران لم تتوقف بعض أطراف الدول العربية عن الضغط على سوريا من أجل المصالحة مع العراق، وتجميد العلاقات مع إيران، غير أن تلك الضغوط لم تنجح. 

توريد أسلحة لإيران 

وعن الحرب الإيرانية العراقية قال خدام: تحولت قضية الحرب العراقية - الإيرانية بين عامي 1980 و1988 إلى قضية ذات اهتمام كبير لدى النظام في سوريا(..) وساعدت الحكومة السورية إيران عسكريا من خلال إقناع الاتحاد السوفياتي بالإيعاز إلى دول أوروبا الشرقية لبيع أسلحة إلى إيران. وبالفعل، فقد تم ذلك عبر سوريا، فكانت العقود توقع باسم سوريا، وتدفع إيران قيمة الأسلحة التي تورد إلى مرفأ اللاذقية، ومنه بالطائرات إلى طهران.

وعن تأسيس ميليشيا "حزب الله"، أوضح خدام أن الدخول الإيراني الأوسع إلى لبنان كان خلال الاجتياح الإسرائيلي للأراضي اللبنانية في مطلع يونيو (حزيران) عام 1982، إذ أرسلت إيران لواء من ميليشيا الحرس الثوري عبر سوريا إلى لبنان لتشكيل "حزب الله".

ولفت إلى أن حافظ الأسد كان يريد الإمساك بلبنان، وتوجيه سياساته الخارجية، وإغلاق النوافذ أمام خصوم سوريا، وكانت ثقته عميقة في نبيه بري، الذي أصبح السياسي الأبرز في طائفته، وحظي بدعم كامل سياسياً وعسكرياً من النظام في سوريا الذي ساعده أيضا في نزاعاته مع "خصومه.

ونوه إلى أن نفوذ "حزب الله" أخد ينمو في الجنوب ويتسع وأصبح بفضل الدعم والمساندة الإيرانية قوة رئيسية منافِسة لحركة "أمل" في الساحة الشيعية، وقد أدى ذلك إلى قتال عنيف بين "الحركة" و"الحزب"، ولم يتوقف إلا بعد ممارسة ضغوط قوية، سورية وإيرانية.

وبحسب المذكرات لم يكن الرئيس حافظ الأسد قلقاً من النفوذ الإيراني، كما لم يكن في ذهنه أن إيران تبني قاعدة عسكرية وسياسية في لبنان تهدف لخدمة استراتيجيتها، وأن لديها طموحاً في التوسع الإقليمي، وهي حليفة نتعاون معها في مواجهة النظام العراقي.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات