ناجون عراقيون يروون معاناتهم وأسرارا من السجون الإيرانية

نشرت وكالة عرب 24 شهادات لناجين عراقيين من معتقلات النظام الإيراني، تعرض لأول مرة، منذ تولي الأطراف الحليفة لطهران الحكم في العراق بعد سقوط نظام الرئيس العراقي الأسبق صدّام حسين.

وتناول التقرير المصور الذي بثته الوكالة شهادات عدد من الجنود السابقين السنّة في الجيش العراقي في عهد الرئيس السابق صدام حسين، الذين ألقي القبض عليهم في جبهة الأهواز شمال إيران، واحتجزوا في معتقلات النظام الإيراني، يروون مشاهداتهم وما ذاقوه من أصناف التعذيب الجسدي والنفسي الممنهج الذي ارتكتبه ميليشيات إيران بحقهم.

واستهلّ التقرير شهادات الناجين بمقاطع فيديو لمدينة واسط العراقية ذات الأغلبية السنيّة والتي ينحدر منها المعتقلون السابقون من جيش صدّام، وقال جواد كاظم هاشم، أحد الناجين، إن نظام إيران اعتقل الجنود العراقيين على إثر تهمة قتالهم في صفوف جيش صدام حسين وولائهم له، وعليه تعرضوا لمعاملة رديئة وأصناف من التعذيب، وفق تعبيره.

في حين كشف حسين علي جندي آخر في الجيش العراقي أيضاً ، عن اعتقال النظام الإيراني له ولنحو خمسة آلاف ممن كانوا معه منذ حرب الخليج الثانية مطلع التسعينيات لقي عدد منهم حتفه في أقبية المعتلقات الإيرانية.

وتحدّث علي عن تلاعب المكون الكردي العسكري بهم وقتئذ والإيقاع بهم وتسليمهم إلى الجانب الإيراني، ليقضوا في سجونها نحو ثلاث سنوات، خرج بعضهم فاقداً عقله، في حين اختفى كثير من الجنود دون ورود أي أنباء عنهم أو معرفة ما إن كانوا على قيد الحياة أم لا، على حد وصفه.

واستدرك علي في حديثه للوكالة مُدَلِلاً على نظام الحكم القائم في العراق والموالي للنظام الإيراني بالقول «بعد عودتنا إلى العراق، استبشرنا خيراً بما أسموه بالعهد الجديد، لكنّه غير موجود».

وتطرّق علي للجوء مخابرات إيران إلى تجويع المعتقلين من العراقيين المحتجزين لديها كأداة حرب لمعاقبة الجنود، بينهم سياسيون، بتهمة قتال إيران إلى جانب صف الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، مضيفاً «الغذاء قليل، يعطوننا في اليوم كاسة رز واحدة».

إلا أن المعتقل السابق خالد راضي فقد تعرض لاعتقال على أيدي ميليشيات إيران في بغداد، وذلك بعيد عودته من إيران التي خرج إليها مطلع التسعينيات، مشيراً إلى احتجازه في عدد من سجون العراق متنقلاً بين بغداد وكركوك بعد سقوط نظام صدام حسين في البلاد.

وتحدث راضي عن وجود آلاف الأسر العراقية التي لم تقاتل ولم تصطف إلى جانب الرئيس الأسبق ورغم ذلك تعرضت لاعتقالات واسعة، مشيراً إلى اعتقال النظام الإيراني لعراقيين في سجونه منذ أكثر من سبعين عاماً.

ويأتي التقرير الحالي بعد تقرير سابق لشبكة سكاي نيوز البريطانية في 7 من آذار الماضي، تحدثت فيه عن معاناة أستاذة في جامعة ملبورن الأسترالية اعتقلت في السجون الإيرانية بتهمة التخابر، وتحدثت فيها عن زنازين تشبه الصناديق بحجم مترين في مرتين، وتعذيب نفسي ومحاولات متكررة لتجنيدها.

ووثقت عشرات التقارير الأممية والصحافية انتهاكات ميليشيات إيران بحق المعتقلين لديها سواء من الإيرانيين أو من مزودجي الجنسية أو من الجنسيات الأخرى، وتحدثت عن مراكز اعتقال سرية "تعود أصناف التعذيب فيها إلى العصور الوسطى".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات