رحيل فايز خضور: الشاعر الحداثي الذي آمن بالأساطير السورية

رحيل فايز خضور: الشاعر الحداثي الذي آمن بالأساطير السورية
غيّب الموت صباح يوم الأحد (9/5/2021) الشاعر السوري فايز خضور، ابن مدينة السلمية، وابن جيل الستينات الشعري، وأحد أعلام قصيدة النثر في سوريا، الذي رحل بعد معاناة مع المرض.. ومع الصمت في زمن الثورة! 

ولد فايز خضور في القامشلي عام 1942 لأسرة تعود أصولها إلى مدينة السلمية في محافظة حماة، تنقل بين محافظات عدة،  وحصل على الشهادة الثانوية من مدينة مصياف، قبل أن يدرس اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة دمشق، ويتخرج منها  عام 1966.

وعمل مدرسا لعام واحد قبل أن ينتقل للعمل في المجال الصحفي والأدبي بين دمشق وبيروت، ثم يرتبط بالمؤسسة الرسمية لاتحاد الكتاب العرب شاعرا وأمين تحرير ومشرفا على النشر كقارئ مخطوطات،  ثم أمينا لتحرير بعض مجلات الاتحاد كـ (الأسبوع الأدبي) و(الموقف الأدبي) وغيرهما. 

بدأ فايز خضور كتابة الشعر في سن مبكرة.. ونشر أولى قصائده وهو في السادسة عشرة من العمر أواخر الخمسينيات.. متأثرا ببودلير وبدر شاكر السياب ثم خليل حاوي.. قبل أن يختط طريقه الشعري الخاص، حين امتزج شعره الحداثي بالأسطورة والتاريخ.. وأغرق في الرمز.  

ديوانه الأول (الظل وحارس المقبرة) صدر عام 1966 وكان عبارة عن مختارات مما كتبه بين عام 1958- 1965.. ثم تتالت دواوينه الأخرى بعد ذلك خلال فترتي سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين.. حيث كان  نشاطه الشعري الأبرز والأكثر فعالية والذي أثمر 10 دواوين شعرية (صهيل الرياح الخرساء، عندما يهاجر السنونو، أمطار في حريق المدينة، كتاب الانتظار، ويبدأ طقس المقابر، غبار الشتاء، الرصاص لا يحب المبيت باكراً، آداد، ثمار الجليد، سلماس) أما آخر دواوينة فكان (مرايا الطائر الحر) الصادر عن دار مجلة فكر ببيروت عام 2010 وقد قامت وزارة الثقافة في سوريا  بنشر دواوينه الشعرية ضمن سلسلة (الأعمال الكاملة) عام  2003.

 كما أصدرت الوزارة عام 2004 كتابا يضم نصوصاً نثرية تمثل سيرته الذاتية وبعض آرائه في الشعر والحياة. بعنوان (ظلال الكلام) عام 2004  ومنح جائزة الدولة التقديرية عام 2012 .

عرف فايز خضور من أبناء الجيل الشعري الثاني من شعراء الحداثة العربية، لكن شعره لم يلامس ذائقة الجمهور العريض، ولا كل عشاق الأدب..  وقد دافع فايز خضوره عن إغراقه بالرمز واستحضار الأسطورة في شعره بالقول في حوار صحفي أجري معه عام 2004: 

" الرمز والأسطورة أدوات معرفية، يجب – وأقول يجب – أن يتعامل معها كل مبدع لديه مشروع إبداعي، مشروع شعري، مشروع ثقافي، لأن الرمز والأسطورة كما قلت، أدوات معرفية تغني وتثري النص من خلال تعميقه، وتوسيعه، وتعدد دلالاته، ومن هنا.. وعندما اعتمدت على الأسطورة السورية القديمة، فلأنها داخلة في المشروع الشعري الذي يعمله عليه فايز خضور".

يذكر أن الشاعر فايز خضور الذي رحل عن (79) عاماً، هو والد الممثل مهيار خضور، الذي تلقى كل الدعم من والده حين اختار أن يدرس التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية، وقد أطلق مهيار على ابنه الأول اسم (فايز) ليحمل اسم أبيه، فيما نعت نقابة الفنانين التابعة لنظام الأسد الشاعر فايز خضور، باعتباره والد "الزميل مهيار خضور" كما نعته جهات أدبية عدة، حيث يوارى الثرى في بلدة السلمية التي ينتمي إليها نسبا ومناخا وشعرا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات