مبادرة (الخوذ البيضاء) لأطفال الشمال المحرر: صناعة الفرح النبيل في الحدائق والطرقات

مع اقتراب عيد الفطر السعيد تتزين الطرقات والمرافق العامة والخاصة بصور وأشكال مختلفة.. وتزهو النفوس  متأملة أن تسترق شيئا من الفرح في أحد مواسم الفرح.. فقد درج السوريون في حياتهم الطبيعية أن يستقبلوا العيد استقبال الزائر المشتاق... فكلٌ يستعد لاستقباله ومعايشة تفاصيله بكل سعادة وسرور، حيث يتسابق الناس في إضفاء بصمتهم الإيجابية على جدران ونوافذ الأيام الأخيرة من الشهر الكريم، فتبرز المبادرات والفعاليات لإسعاد الآخرين ومسح غبار التعب وقسوة النزوح وشظف الحياة والترحال عنهم.

سجل "الخوذ البيضاء" المشرّف"

تعتبر منظمة الدفاع المدني أو كما تعرف حالياً "بالخوذ البيضاء" من أهم المنظمات في المحرر، بل هي من أهم المؤسسات التطوعية التي أظهرت تماسكها وفعاليتها في زمن الثورة.. كونها تسعى منذ لحظة تأسيسها في العام 2013 إلى خدمة الناس وإنقاذ أرواحهم من جحيم القصف والموت تحت الأنقاض، وتحظى بمكانة مرموقة في قلوب السوريين على اعتبارها غير متحيزة، وتسعى دائما للتخفيف من مصائبهم في زمن الحرب، بل ويمتد عملها إلى زمن السلم في تخديم المرافق العامة لجعل الحياة أفضل وأجمل رغم ما أصابها من تدمير وحزن وألم.

ومع اقتراب "عيد الفطر" أطلق  الدفاع المدني السوري مبادرة تطوعية تتمثل بتنظيف وتجميل طرقات وحدائق مدينة إدلب وريفها، وحول هذه المبادرة تحدث لأورينت نت (حسن الحسان) مدير المديرية الثالثة في الدفاع المدني السوري قائلاً:

 "بدأت خطة العمل في المبادرة مع بداية شهر رمضان المبارك ومن المقرر أن تنتهي قبيل عيد الفطر السعيد، وتهدف المبادرة إلى إعادة تأهيل مايمكن تأهيله من المرافق العامة في مدينة إدلب وريفها، ضمن الإمكانيات المتاحة، حيث تعمل في المبادرة ثلاثة مراكز وأكثر من 40 عنصرا من الدفاع المدني على إزالة مخلفات الحرب والقصف من ركام وأتربة وتجميل الطرقات والدورات الرئيسة وتنظيف الحدائق العامة وتركيب الألعاب والأسياج الحديدية وترميمها وطلاء الأرصفة وبعض الواجهات بألوان مختلفة وتزويدها بعبارات توعوية وتحفيزية".

 التنفيذ.. وخطة العمل 

 يتابع (حسن الحسان) حديثه إلينا مسهبا في سرد تفاصيل عمل شاق ودؤوب يهدف لزرع الفرح في حياة الناس.. فيقول: 

"نسعى لتغطة أكبر قدر ممكن من المرافق العامة في عموم المحرر، عبر عدة مشاريع مدروسة وتستهدفها بشكل صحيح ومباشر فعلى سبيل المثال أنهينا منذ عدة أيام مشروع إعادة تأهيل دواري الكرة والمحافطة بإعادة طلاء وتشجير الدوارين وترميم ماهو مدمر ومكسور وتنظيف المدخل الرئيسي من الجهة الغربية لمدينة إدلب والطرق الرئيسة بحي الجامعة ودوار المتنبي وتزيين حديقة الذرة و تزويدها بألعاب للإطفال ومقاعد عامة وتقليم الأشجار وطلاء الأرصفة إضافةً لأعمال مماثلة في مدينة معرة مصرين، كما قمنا بتنظيف طريق أوتستراد باب الهوى بين مدينة سرمدا وبلدة حزانو، وأضاف (الحسان) "تواصل فرق الدفاع المدني السوري عملها ليلاً و نهاراً على صيانة الحديقة العامة في بلدة الحمامة بريف جسر الشغور الغربي و إصلاح وحدة الألعاب فيها، كما عملت فرقنا على غسل وتنظيف عدة مساجد بريف إدلب الغربي، وشملت مسجد قافلة الخير في مخيمات الزوف، ومساجد بلدات الشغر، الزعينية والشخيب، على أن يتم استكمال ما تبقى من مساجد وأماكن عامة في ريف إدلب الغربي بالأيام القليلة القادمة، ومستمرين في أعمالنا حتى قدوم عيد الفطر السعيد".

غاية.. وأثر

"العمل الإنساني لا يتجزأ" هكذا عبّر (أحمد الشيخو) مدير المكتب الإعلامي بالمديرية الثالثة في الدفاع المدني السوري عند سؤالنا له عن دوافع وغايات المبادرة وأردف قائلاً "عندما يختفي صوت الرصاص نحاول تحسين الوضع الإنساني والخدمي في المدن والبلدات والمخيمات وترميم مادمره نظام أسد والاحتلالان الروسي والإيراني في عموم المحرر، لينعكس الأثر الإيجابي على الناس القاطنين شمال غرب سوريا ولنكون معهم في صف واحد في مواجهة نظام الإجرام والتدمير وللتأكيد أمام العالم أننا مستمرون بالحياة مهما كانت الظروف ونسعى لتحسينها ما استطعنا إلى ذلك سبيلا".

الأمر الذي أكده (علي الحاج)  النازح من ريف إدلب الجنوبي وهو يراقب تركيب الألعاب وإصلاحها في إحدى حدائق مدينة إدلب مع أولاده الثلاثة.. قائلاً "أشعر بالسعادة والامتنان لإيجاد مساحة يلهو بها أطفالنا بعد أن عانوا قساوة الحرب ومرارة التهجير والنزوح وبشكل مجاني أيضاً وخاصة أننا بطبيعتنا الريفية نميل إلى المساحات الخضراء والابتعاد عن ضوضاء المدينة وازدحامها".

هذا ولا تزال عدة منظمات وهيئات إنسانية تسعى ضمن كل ماتملكه من إمكانيات مادية ولوجستية إلى تحسين الوضع العام في الشمال المحرر في عدة مجالات مختلفة ولا سيما مع فترة الهدوء النسبية التي تشهده المنطقة عموماً.. ومع موسم الأعياد الذي يرتجى أن يكون بشرى خير وحياة أفضل وأجمل.