"المونيتور" تكشف أهداف روسيا من إنشاء رصيف عائم لقاعدتها البحرية في طرطوس

"المونيتور"  تكشف أهداف روسيا من إنشاء رصيف عائم لقاعدتها البحرية في طرطوس
تعمل وزارة الدفاع الروسية على توسيع قاعدتها البحرية في ميناء طرطوس بعد التوسع الكبير في قاعدة حميميم الرئيسة الواقعة في ريف اللاذقية، وفقاً لموقع "المونيتور" المعني بأخبار منطقة الشرق الأوسط .

في 5 من شباط، نشر موقع "The Drive" صوراً من الأقمار الصناعية تُظهر عمليات توسيع أحد المدرجين الرئيسين في قاعدة حميميم الجوية الروسية في سوريا بنحو 1000 قدم. 

وأضاف ذلك الموقع حينها أن "التوسعة ستسمح للقاعدة بدعم المزيد من عمليات النشر المنتظمة للطائرات الأكبر والأكثر حمولة، بما في ذلك طائرات نقل الشحن الثقيلة وحتى القاذفات المحتملة".

الجديد بالأمر أن وكالة "تاس" الروسية للأنباء نقلت قبل أيام عن مصدر على صلة بالجيش الروسي قوله إن ورشة إصلاح السفن بالمنشأة البحرية الروسية في طرطوس ستحظى برصيف عائم في عام 2022.

وذكرت "تاس" أن الجيش الروسي يعمل على توسيع القدرات الفنية للقاعدة البحرية في ميناء طرطوس لتسهيل إصلاح السفن والغواصات، إذ تتم عمليات الإصلاح  حالياً بوساطة ورش عائمة تم إحضارها من البحر الأسود وبحر البلطيق، كما يتم إرسال السفن التي تحتاج إلى إصلاح في بعض الأحيان إلى الموانئ الروسية.

وقال محمد فايز الأسمر، العقيد المنشق عن نظام أسد لموقع "المونيتور": "بات معروفاً أن روسيا تسعى إلى إبرام اتفاقيات طويلة الأمد من أجل إنشاء وجود دائم وتعزيز قدراتها العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، موضحاً أن "الرصيف العائم هو أحد تلك المشاريع التي من شأنها أن تجعل القواعد الروسية في سوريا منصة انطلاق لأنشطة موسكو في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج العربي"

وتابع: "الرصيف العائم سيوفر لروسيا مساحة لخدمة بوارجها وسفنها التجارية وسفنها الأخرى في البحر الأبيض المتوسط بسرعة أكبر وبتكلفة أقل، ولن تضطر روسيا بعد الآن إلى سحب السفن التي تحتاج إلى صيانة دورية لبحر البلطيق أو البحر الأسود". 

وعن سبب تفضيل موسكو إنشاء رصيف عائم وليس حوضاً دائماً، قال إن ذلك يعود لسرعة إنشائه من جهة وانخفاض تكلفته من جهة أخرى، مضيفاً أن "الأرصفة الدائمة هائلة وتتطلب دراسات مكثفة وجهود هندسية كبيرة لإنشائها، فضلاً عن إمكانية تفكيك ونقل الأرصفة العائمة إلى منطقة أخرى مناسبة في المستقبل".

 الباحث في مركز نماء للأبحاث المعاصرة، مصطفى المصطفى قال لـ "المونيتور": "لطالما كان واضحاً أن الولايات المتحدة لم تكن مهتمة بسوريا وأن عملياتها اقتصرت على المناطق الغنية بالنفط الخاضعة لسيطرة قسد".

وأضاف "في غضون ذلك، كانت روسيا حليفا قويا للنظام منذ أيام حافظ الأسد. كما أن موسكو لا تواجه أي تهديد يجبرها على مغادرة سوريا، إذ إن جميع الأطراف المتصارعة على الأراضي السورية، بما في ذلك المعارضة المسلحة وتركيا، على استعداد للتواصل مع روسيا على أمل التخلص من النظام". 

واعتبر أن "المنافس الوحيد لروسيا في سوريا هو إيران، لكن جميع الأطراف تتفق على التنسيق لطرد طهران من سوريا وجعل روسيا تملأ الفراغ الذي ستتركه وراءها، كل هذا يطمئن موسكو ويدفعها إلى تطوير قواعدها في سوريا وتوسيع وجودها في الشرق الأوسط ".

بدوه قال الصحفي السوري الذي يعيش في موسكو، نصر اليوسف، إن "الرصيف العائم يخدم المصالح العسكرية والاقتصادية لروسيا لأنه يقدم مزيداً من التحكم والسيطرة على ميناء طرطوس. وبحسب الاتفاقية الموقعة بين الجانبين ستساهم روسيا بنحو 500 مليون دولار لتطوير القاعدة وقدرتها على استقبال السفن الكبيرة".

وأضاف أنه على الرغم من عدم وجود منافسين لروسيا في سوريا، فقد اختارت بناء رصيف عائم بدلاً من رصيف دائم، وقد يعكس هذا عدم رغبة موسكو في البقاء في الميناء لفترة أطول، ويبدو أن الروس فضلوا الخيار الأقل فائدة ولكنه الأكثر ضماناً".

ووقعت موسكو مع نظام اسد اتفاقية تسمح لها باستئجار ميناء طرطوس لمدة 49 عاماً دخلت حيز التنفيذ في أوائل عام 2018. 

وتنص الاتفاقية على تجديدها بشكل تلقائي لمدة 25 عاماً آخر ما لم يرسل أحد الطرفين خطابا عبر القنوات الدبلوماسية يطلب إنهاءها قبل عام واحد على الأقل من تاريخ انتهاء صلاحيتها.

وينتشر الروس في مناطق سيطرة النظام وفي شرق نهر الفرات الخاضع لسيطرة الأكراد. وصلت القوات الروسية أيضا إلى قلب البادية السورية.

 بالإضافة إلى ميناء طرطوس وقاعدة حميميم العسكرية غرب سوريا، تستثمر روسيا في عدد من حقول النفط ومصانع الفوسفات في وسط وشرق سوريا ووقعت عشرات الاتفاقيات الاقتصادية التي يعتقد محللون أنها ستعزز هيمنة موسكو على الاقتصاد السوري. 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات