وفيما هوّنت هيئة تحرير الشام من أبعاد هذه الخطوة، معتبرة أنها تأتي في سياق طبيعي يساير تطور ومواكبة الأحداث الجارية في الثورة السورية، توجس منها البعض خيفة ورأى فيها جوانب وأثاراً سلبية قد تظهر في المدى القريب.
وذكر المسؤول عن العلاقات الإعلامية في هيئة تحرير الشام (محمد خالد) في حديث مصور لأورينت، إن "الهيئة تميزت بمواكبتها لمراحل الثورة على كافة الصعد وأهمها العسكري، مشيراً إلى أن اسم شعب التجنيد، يأتي في هذا الإطار وفي ظل تطوير العمل المؤسساتي العسكري.
وقال إن شعب التجنيد هي زيادة في التنظيم لاستيعاب الراغبين بالانضمام للهيئة وتوزيعهم على الجبهات للدفاع على المناطق المحررة.
ولفت إلى أن الهيئة تريد تنظيم عملية المنتسبين وتجهيز نفسها عسكريا، لأي شيء قد تخفيه المرحلة المقبلة لمواجهة احتمالية أي هجوم أو حملة عسكرية جديدة على المناطق المحررة.
ونفى مسؤول العلاقات العامة سعي الهيئة إلى فرض التجنيد الإجباري، من وراء هذه الخطوة، لكنه لم يؤكد نفي ذلك بشكل نهائي في المستقبل.
تجنيد إجباري وحجة لمواصلة القصف
من جانبه، أكد العميد (الدكتور عبد الله الأسعد) رئيس مركز رصد للدراسات الاستراتيجية، أن الإعلان عن (شعب تجنيد) من قبل تحرير الشام سينجم عنه نتائج كارثية، فالكل يعلم أن مصطلح (شعب تجنيد) يعني (تجنيد الشبان إجبارياً في صفوف القوات) كما هو الحال بالنسبة لشعب التجنيد لدى نظام أسد، لذا فإن الإعلان عن شعب التجنيد يأتي بهدف ضم الشبان بشكل إجباري لصفوف الهيئة، لأن هناك شباناً كثيرون لا يرغبون بالتطوع أو الانضمام في صفوفها، وهذه خطورته الأولى.
وأما الثانية، فإن الاسم الجديد سيكون الحجة الدولية ولا سيما بالنسبة للروس لتبرير قصفهم وجرائمهم للمحرر، بحجة أنها تتبع لـ (تحرير الشام) وهو مصنف على لوائح الإرهاب.
وقال لموقع أورينت نت، إن "عملية ضم الشبان على ما يبدو ستكون بالإكراه والإجبار وليس كما يشاع حول عملية ضم تطوعية، تماماً كما هو الحال في مناطق سيطرة أسد، وهذا يعد بحد ذاته خدمة لنظام أسد وحليفته روسيا، سيما وأنهم بخطوتهم هذه، سيحولون الشعب السوري بأكمله وخاصة في إدلب إلى حاضنة لهم، ويعطوا الحجة للروس وغيرهم من أجل مواصلة القصف".
واعتبر أن شعب التجنيد المعلن عنها بمثابة هدية كبيرة للمحتل الروسي ونظام أسد، عبر إظهار مناطق سيطرتها كـ (منطقة منظمة لها) وأنها (هيكل تنظيمي) يشبه هيكل الدولة المسيطرة،
ويرى أن هذه الخطوة ستكون تغطية تغطية كبيرة على وجود جيش وطني تعداده 150 ألف مقاتل وأصبحوا في صدارة الموقف، وهنا تكمن الخطورة الثالثة لهذا الموضوع.
التعليقات (7)