إعلام أسد يُهلل لزيارة "الرئيس الأبخازي" وخبير دولي يوضح علاقتها بصراع مخلوف- أسد

لاقت زيارة رئيس جمهورية أبخازيا أصلان بزانيا لدمشق اهتماما كبيرا من قبل معظم وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة التابعة لنظام أسد والتي خصصت حيزاً واسعاً من تغطياتها الإخبارية للحديث عن هذه الجمهورية التي انفصلت عن جورجيا بدعم من روسيا. 

كما أصدر النظام قبل وصول الرئيس الأبخازي مساء الأحد، في زيارة "اقتصادية" تستمر لأيام، قرارا يقضي بافتتاح مكتب تمثيلي في دمشق، لغرف التجارة والصناعة بجمهورية أبخازيا، وتسمية نزار الجبان مديراً عاماً للمكتب.

كذلك، كشفت رانيا أحمد معاون وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية لدى نظام أسد، عن الانتهاء من الموافقات لإقامة منطقة صناعية سورية في أبخازيا، مشيرة إلى أن الهدف من ذلك "دعم المنتجات السورية، إلى جانب إنشاء شركة نقل بضائع مهمتها نقل البضائع من مرفأ طرطوس و بالعكس".

العقوبات الأوروبية والأمريكية

وقال مستشار العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي في مركز "جنيف للدراسات" ناصر زهير، إنه من الواضح أن الحسابات الروسية المتعلقة بملف جورجيا حاضرة بقوة في هذا الجانب، إذ تسعى موسكو من خلال توجيه الأوامر بإقامة هذه العلاقات لكل من نظام أسد وأبخازيا، إلى تثبيت انفصال الأخيرة عن جورجيا، من خلال هندسة علاقات دبلوماسية واقتصادية لأبخازيا، وكان لافتاً، غياب أسد عن استقبال رئيس أبخازيا في مطار دمشق الدولي.

وأضاف زهير لـ"أورينت نت" أنه بعيداً عن حسابات موسكو، يحاول نظام أسد توظيف هذا الحراك لصالحه، لجعل أبخازيا محطة للاستثمار بالخارج، بعيداً عن سطوة العقوبات الأوروبية والأمريكية (قيصر) المفروضة عليه.

وأوضح أن النظام بدأ يتبع استراتيجية جديدة، تقوم على تأسيس استثمارات خارج سوريا، للتهرب من العقوبات، لافتا إلى أنه من القراءات الأخرى التي تفسر انفتاح نظام أسد على أبخازيا، رغم هشاشة اقتصادها وتواضع حجمه، أن النظام يحاول الاستفادة من أبخازيا لجعلها موقعاً لتوزيع المنتجات السورية التي فشلت في إيجاد طريقها نحو الأسواق العربية المجاورة، على خلفية فضائح تهريب الممنوعات والأقراص المخدرة.

 خلاف مالي

وثمة تفسير آخر، لمّح إليه ناصر زهير، مرتبط بتسوية الخلاف المالي بين آل أسد وأقاربهم وآل مخلوف بقوله: "يُعتقد على نطاق واسع أن لدى آل مخلوف استثمارات كبيرة في روسيا (فنادق، قصور)، ومنذ وفاة محمد مخلوف خال بشار في الخريف الماضي متأثراً بإصابته فيروس كورونا، والأنباء تتوارد عن مفاوضات على تلك الاستثمارات".

وبيّن زهير أن نقل استثمارات آل مخلوف من روسيا إلى سوريا صعب جداً في ظل عدم وجود رؤية واضحة لمستقبل البلاد، مضيفاً أنه من غير المستبعد أن تكون أبخازيا محطة لتسوية الخلافات المالية بين أسد وأقاربه آل مخلوف.. ومن المهم هنا الإشارة إلى أن أبخازيا تعتبر رائدة في مجال السياحة والمنتجعات على الساحل الشرقي للبحر الأسود.

في المقابل، تضع قراءات أخرى توقيت الحراك الأخير في العلاقات بين أبخازيا ونظام أسد، في إطار الاستهلاك المحلي، والدعاية المرتبطة بمسرحية "الانتخابات" التي يتحضر النظام لتأديتها، حيث يريد الأخير إعطاء انطباع بأنه نجح في نسج علاقات دبلوماسية، وأن الانفتاح الدولي عليه مسألة وقت.

وكانت أبخازيا قد افتتحت في تشرين الأول/أكتوبر 2020، سفارة لها في دمشق، وذلك بعد عامين من اعتراف نظام أسد بها كدولة مستقلة، وتوقيعه معها معاهدة "الصداقة والتعاون".

وقبل ذلك، تم التوقيع على اتفاقية للإعفاء المتبادل من سمات الدخول لمواطني البلدين من حاملي جوازات السفر الدبلوماسية والرسمية.

ويقتصر الاعتراف دولياً باستقلال أبخازيا الذي اُعلن عنه في العام 1991 عن جورجيا، على روسيا ونيكاراغوا وفنزويلا وناورو، إلى جانب نظام أسد مؤخرا.