حراك حي الشيخ جراح وقفازيْ إيران الحمساوي والجهادي!

حراك حي الشيخ جراح وقفازيْ إيران الحمساوي والجهادي!
يمكن قراءة هذا المقال قراءة فانتازية بحكم المعلومات الواردة فيه والمقارنات التي عقدت ما بينها، وهي معلومات وقرائن تنتمي بالفعل إلى عالم الفانتازيا، فما كان لعربي أو مسلم أن يتوقع حدوثها بل أن يتخيل وقوعها قبل نصف قرن مثلا .

مقارنة أولى: لماذا يدافع قيادي إسلامي في أراضي ثمانية وأربعين عن نتنياهو فينقذه من السقوط، في وقت لم نسمع عن هذا القيادي الإسلامي دفاعا عن الفلسطينيين أو السوريين أو تصريحا ينصرهم؟ 

في وقت يدافع فيه نائب شيوعي إسرائيلي (نائب في الكنيست ) عن فلسطينيي القدس ويعتصم في حي الشيخ جراح مع إسرائيليين عرب، رفضا لتهجير فلسطينيين من بيوتهم، فيتعرض للضرب من شبيحة صهاينة؟

مقارنة ثانية: لماذا حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين منسجمون إلى هذه الدرجة مع الاستراتيجية الإيرانية فتدخلا في معارك تضر بقضية الشعب الفلسطيني؟ في وقت سعت فيه إيران لتدمير المجتمع السوري المسلم وتهجيره من وطنه؟

مقارنة ثالثة: لماذا لم تدخل داعش قبل سنة 2018 في أي معركة ضد النظام؟ بل يرفض دواعش أحد الحواجز في مدينة سورية هي الرقة مثلا تكفير بشار الأسد (حادثة حقيقية رواها للكاتب شخص من الرقة) بينما يقتلون أحد عشر ألف سوري وعراقي ويسبون نساء المسلمين والأزيديين؟  فمن هو هذا "الإسلامي" الذي يحول حياتنا إلى فانتازيا مدمرة؟ ولماذا يدافع عمن يعتبره عدواً ويصمت عن ظلم المسلمين؟ 

بحسب التعريف المغربي الشائع للإسلاميين فهم يهود المغرب العائدون من الأندلس الذين دخلوا الإسلام، وجرت تسميتهم إسلاميين لتمييزهم عن المسلمين، بحسب عالم المستقبليات المغربي المهدي المنجرة . وبحسب الوقائع والتشابهات السلوكية والعقائدية يمكن أن نشمل بهذا التعريف المسلمين الذين تهودوا داخل الإسلام -دون قصد منهم- فلم يغادروه شكليا لكنهم تأسلموا . وهكذا فالإسلامي اليوم في كل مكان من هذا العالم الإسلامي هو يهودي العقل والسلوك، مسلم الوجه واللسان .

فمن هو هذا "الإسلامي" الذي يحول حياتنا إلى فانتازيا مدمرة؟ ولماذا يدافع عمن يعتبره عدواً ويصمت عن ظلم المسلمين؟ 

بدليل أن كل ما فعلته الحركات الإسلامية ومشايخها وفتاوى هؤلاء المشايخ أدى إلى تدمير العالم العربي وصبّ بالتالي في مصلحة أعداء المسلمين .

وأمامنا صفحات سوداء من العمل الإسلامي الجهادي العسكري تحديدا، تؤكد ما نذهب إليه، ابتداء من تنظيم القاعدة وصولا إلى حزب الله وداعش وحركة حماس، ولن أتحدث هنا عن الإسلام السياسي ضيّق الأفق الذي ولد ميتا جرت عملية استيلاده لقيادة العالم العربي الإسلامي إلى الخلف .

كيف يعادي السلوك الجهادي للتنظيمات الإسلامية مصالح المسلمين ويخدم مصالح " الكفار"؟ 

على خلفية تفكك الاتحاد السوفيتي وانتكاس الموجة الشيوعية سياسيا وثقافيا، وقبل الإعلان الرسمي لنهاية الدولة السوفيتية 1991 تأسس تنظيم القاعدة بواسطة عميل أمريكي 1989خوفا من عودة العرب إلى دفاترهم القديمة العودة إلى القومية والعروبة، وبالفعل وبدعم وسائل إعلام عربية فاعلة "قناة الجزيرة" خصوصا جرى ملء الفراغ الذي تركه سقوط الشيوعية في العالمين العربي والإسلامي.

في لبنان تأسس حزب الله بناء على صفقة إيرانية سورية ... وأول ما فعله الحزب هو عملية تطهير للجنوب اللبناني من المقاتلين الشيوعيين والقوميين العرب والقوميين السوريين المنخرطين في جبهة المقاومة الوطنية التي كانت تنفذ عمليات عسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان ..

بعد سنوات ظهرت فيها فاعلية حزب الله في إلغاء أي وجود عسكري أو سياسي أو إعلامي للشيوعيين والقوميين وصعود الإسلام السياسي الحزبلاوي في لبنان والجوار السوري تم تأسيس حركة حماس بمهمة وحيدة ربما هي تكرار لسيناريو حزب الله، إنما داخل الأراضي الفلسطينية وفي الجوار السوري واللبناني والأردني .. هكذا جرت محاولة إحلال الوعي الإسلامي القروسطي محل الوعي السياسي الثقافي القومي العربي الماركسي الوطني وجرى خرق وشق الحركة السياسية الوطنية الفلسطينية لصالح حماس ومن خلفها إيران والنظام السوري.

في لبنان تأسس حزب الله بناء على صفقة إيرانية سورية ... وأول ما فعله الحزب هو عملية تطهير للجنوب اللبناني من المقاتلين الشيوعيين والقوميين العرب والقوميين السوريين المنخرطين في جبهة المقاومة الوطنية

وكما فعل حزب الله فعلت حماس، جرى استخدام السلاح الوحيد الذي يتقنه الإسلاميون العسكريون سلاح الإعلام والدعاية والخطابة لغسل الأدمغة واستعادة الأمجاد، هذا السلاح الذي أحسنت من قبل الأنظمة العسكرية الديكتاتورية استخدامه منذ هتلر وموسوليني وصولا إلى عبد الناصر والقذافي وحافظ الأسد وصدام حسين ... إلخ

فهو السلاح الوحيد الذي يجري عبره هزيمة الأعداء وتحطيمهم وتحقيق الانتصارات الساحقة !! عبر بث الأكاذيب والأوهام في الأذهان، على خلاف الواقع والوقائع .

هذا السلاح يستخدم على خلفية عمليات عسكرية محصلتها على الأرض مدمرة للشعب الفلسطيني (ضربات إسرائيلية لغزة)، كما اللبناني من قبل وبعد، كما أن محصلتها السياسية ليست لصالحهم كذلك الأمر. 

سلوك حماس في حراك حي الشيخ جراح الأخير؟ 

ولنأخذ ما يجري منذ أيام في فلسطين نموذجا للبحث لندرك كيف يتصرف الإسلام الجهادي المرتبط بجهة خارجية، (ربما لم توجد حركة إسلامية محلية في أي بلد عربي، فكلها مرتبطة بجهات خارجية).

بدأت حركة مدنية فلسطينية قادها شبان وشابات في القدس لحماية منازل يريد الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون الصهاينة الاستيلاء عليها وسرقتها من ساكنيها وعبر وسائط التواصل الاجتماعي تحول حي الشيخ جراح الى قضية عربية وعالمية لفتت الأنظار، وتحولت صور اعتقال شبان وشابات فلسطينيين بوجوه باسمة إلى أيقونات في عالم الميديا.. 

هذا شيء جديد في تاريخ النضال الفلسطيني بعد تحول العالم الافتراضي إلى عالم مؤثر في الإعلام السياسي الدولي، ظهر وبقوة أن الحراك المدني السلمي يستعيد وجوده بمفردات ورسائل يفهمها العالم وتؤثر في وجدانه .. فكيف ستتصرف الحكومة الإسرائيلية وقد كشفت تلك الاعتقالات ومحاولات الاستيلاء عورتها؟ 

على الفور جاءت المساعدة التي لم تتوقعها إسرائيل ولا الناشطون الفلسطينيون ولا أهالي حي الشيخ جراح ولم يتوقعها أحد: إنها صواريخ حماس وبيانات الجهاد العسكرية .. وخلال يومين فقط تحولت التصريحات السياسية العالمية من داعم للفلسطينيين ومهاجم أو مؤنب للإسرائيليين، إلى تصريحات تساوي بين الطرفين وتدعوهما للتهدئة ... 

هذه بركات إيران وقفازَيها الحمساوي الجهادي، تنقذ إسرائيل من ناحية وتضغط عليها من ناحية لتمرير صفقة النووي مع الأمريكان، وليس صاروخ إيران بشار " الطائش " الذي سقط قبل أسبوعين قرب مفاعل ديمونة ببعيد عن سيناريو الضغط هذا .

هذه بركات إيران وقفازَيها الحمساوي الجهادي، تنقذ إسرائيل من ناحية وتضغط عليها من ناحية لتمرير صفقة النووي مع الأمريكان،

للتنظيمات الإسلامية السياسية بخطابها الدعائي السطحي قدرة على اجتذاب الشارع بسهولة وهي مع شارعها البسيط والساذج - كما أغلب عناصرها وكوادرها- تعتبر للإسرائيلي كما للأنظمة العربية بديلاً مثالياً لأي حراك مدني سلمي، بديل يسهل التعامل معه والتلاعب به ومن ثم السيطرة عليه، ومن ثم، وبواسطته السيطرة على الشارعين، الحليف والمعادي، بل وتستطيع هذه الأنظمة -بما فيها الإسرائيلي- تقديم نفسها للعالم على أنها ضحية لإرهاب إسلامي معادٍ للديمقراطية والحضارة ولا يعرف الرحمة!

التعليقات (2)

    Omar zamannoun

    ·منذ سنتين 11 شهر
    كلام تافه من الالف الى الياء لايستحق الرد اتعجب من من هذه المحطة التي اكن لها كل الاحترام ان تفقد مصداقيتها من اعين الجمهور كما سقطت محطة العربية

    آشور

    ·منذ سنتين 11 شهر
    كلام يجب أن يتحول إلى جزء من مقرر دراسي في العالم العربي والإسلامي .. هو واقع يتعامى كثيرون عن رؤيته ويتماهى كثيرون معه بكل أسف! لم تجلب لنا ولن تجلب لنا الحركات الدينية بالعموم سوى المصائب فمتى نستفيق وننقلب عليها كمواطنين؟!
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات