قلب معالم وبيئة جديدة .. إيران ترسم حدود النار المستقبلية مع "تركيا" شرق حلب

قلب معالم وبيئة جديدة .. إيران ترسم حدود النار المستقبلية مع "تركيا" شرق حلب
تواصل إيران العمل على اختراق المجتمعات المحلية شرق حلب، مستعينة بوجهاء من أبناء المنطقة، ومسخرة لهذا الغرض إمكانات مادية تُوصف بـ"الضخمة".

وفي سبيل تحقيق ذلك، تحضر إيران لإنشاء حسينيات في مدينة مسكنة، وفق ما أفادت به شبكة "مسكنة نيوز"، التي كشفت عن اجتماع عقده أوس الخفاجي مؤسس ميليشيا "أبو الفضل العباس" أحد الفصائل العراقية، مع أحمد العريف، أحد وجهاء قبيلة "خفاجة" في سوريا.

وأوضحت الشبكة أن أوس الخفاجي تعهّد ببناء حسينيات خلال استقباله العريف في دمشق، حيث جرى الاجتماع.

وسبق الزيارة هذه، جولة أجراها أكثر من مسؤول عن ملف "التشيع" في سوريا، منهم المعمم عبد السيد الموسوي، واجتمع في المنطقة بعدد من شيوخ العشائر للغرض ذاته، أي افتتاح حسينية في المنطقة.

والواضح أن إيران تولي ريف حلب الشرقي أهمية خاصة، كما يؤكد الناشط الإعلامي أحمد محمد من ريف حلب الشرقي لـ"أورينت نت"، مؤكداً أن المنطقة تشهد اجتماعات دورية بين وجهاء العشائر وقيادات الميليشيات التابعة لإيران.

وبما يخص الأنباء عن افتتاح حسينيات في ريف حلب، يؤكد أن المسألة مازالت مثار نقاش، إذ يبدو وكأن إثارة هذا الأمر متعمد لجس نبض الشارع الذي تسوده أجواء تتسم بالانقسام حيال افتتاح الحسينية، في هذه المنطقة التي لم تسجل وجوداً للشيعة أبداً.

ويقول محمد، إن غالبية الموجودين في منطقة مسكنة ومحيطها هم من الموالين لنظام أسد، وأما القسم الثاني مرهق ولا يستطيع أن يقوم بحراك مناهض للميليشيات الإيرانية، التي تحظى بقاعدة واسعة في المنطقة، والتي تشهد انتشاراً كبيراً لميليشيا أسد.

وفي محاولة لتفسير أسباب تركيز إيران على ريف حلب الشرقي، يلفت الناشط الإعلامي إلى أهمية المنطقة التي تربط حلب وشمال سوريا بالمحافظات الشرقية، حيث تطل مسكنة على طريق "حلب- الرقة".

يضاف إلى ما سبق، بحسب محمد، أن ريف حلب الشرقي كان سباقاً على مستوى سوريا في تشكيل الميليشيات المدعومة من إيران، التي ساندت ميليشيا أسد في حربها على السوريين منذ اندلاع الثورة السورية في العام 2011، مضيفاً: "مع هدوء الجبهات عاد قسم كبير من العناصر إلى مناطقهم، وتحاول إيران استغلالهم لخلق حواضن محلية في هذه المنطقة الاستراتيجية".

وفي السياق ذاته، قال الباحث المختص بالشأن الإيراني، غداف راجح، إن التوغل الإيراني في حلب تزايد بعد سيطرة ميليشيا أسد على مركز المدينة بشكل كامل في أواخر العام 2016، حيث بدأت إيران بمد أذرعها للسيطرة على كامل مدينة حلب وريفها.

وأضاف راجح في تصريحات لـ"أورينت نت" أنه بعد أن سيطرت إيران بشكلٍ شبه تام على ريف حلب الجنوبي، الذي بات يُعتبر قاعدة مُتقدمة للإيرانيين، تُحاول طهران اليوم مد هذا النفوذ إلى ريف حلب الشرقي.

ووفق الباحث، تحاول إيران التغلغل في النسيج الاجتماعي السوري من خلال حملات التشيّع التي تُطلقها في المناطق الفقيرة من سوريا، لتكون هذه المناطق وبعد فترة موالية لإيران.

وثمة أهداف متعددة لإيران، منها محاولة الوقوف بوجه النفوذ التركي شمال سوريا، والحفاظ على المصالح الاقتصادية لطهران من خلال الشراكات مع الموالين لها ولنظام أسد، ليأخذ التمدد الإيراني شكل الاحتلال المباشر، سياسياً وعسكرياً واقتصادياً واجتماعياً.

وقال راجح من خلال السيطرة على ريفي حلب الجنوبي والشرقي، تضمن طهران مد ميليشياتها العابرة للحدود بمقاتلين جُدد وبرواتب بخسة، خصوصاً وأن أبناء المنطقة يعيشون حالة من الفقر المدقع، حيث تعتمد طهران في تمددها في هذه المنطقة على ميليشياتها مثل "لواء الباقر" و"حزب الله" السوري، و"لواء القدس".

وفي وقت سابق، كشف موقع "إيران إنسايدر" المراقب عن كثب للتحركات الإيرانية في سوريا، عن اعتزام إيران بناء "حسينية" في محيط بلدة دير حافر بريف حلب.

وفي المجمل، تستغل إيران الطبيعة العشائرية للمنطقة، والأوضاع المعيشية المتردية، لنشر التشيّع وخلق حواضن اجتماعية موالية لها في المجتمعات السورية المحلية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات