"قسد" تحشد قواتها في محيط منبج والعشائر تقول كلمتها

"قسد" تحشد قواتها في محيط منبج والعشائر تقول كلمتها
عززت ميليشيا قسد قواتها العسكرية في محيط مدينة منبج شرق حلب بشكل غير مسبوق، وذلك في محاولة لزيادة السيطرة على المنطقة التي تشهد انتفاضة شعبية وتوترا أمنيا منذ أيام، خاصة بعد دعوات عشائرية لمواصلة المظاهرات الشعبية ضد الميليشيا وجرائمها.

وقالت مصادر محلية من منبج لأورينت نت، اليوم الجمعة، إن أكثر من 30 سيارة عسكرية رباعية الدفع وآليات أخرى استقدمتها ميليشيا قسد من مواقعها في الرقة صباح اليوم، تتضمن آلاف العناصر المسلحة بما فيها (HAT) المعروفة بالقوات الخاصة، إضافة لتعزيزات أخرى وصلت من مناطق مختلفة.

في حين تحدثت صفحة "الإعلام الحربي" التابعة لميليشيا قسد، عن دخول قوات عسكرية ضخمة إلى مدينة منبج منذ صباح اليوم، وتشمل (الأسايش، قوات التدخل السريع ومكافحة الإرهاب) وتتضمن أكثر من 4 آلاف عنصر وعشرات المدرعات العسكرية، في محاولة للتصدي لمظاهرات شعبية مناهضة لقسد، دعت إليها العشائر بعد صلاة الجمعة.

غير أن المدينة وبعض قراها سجلت مظاهرات شعبية سلمية عقب الصلاة، طالب فيها المتظاهرون بوقف جرائم قسد وسياستها التعسفية تجاه السكان، وخاصة إلغاء التجنيد الإجباري وإبعاد الميليشيات الأجنبية عن المنطقة، كما نددوا بسياسة تهميش العرب في منبج ورفع صور وشعارات خاصة بميليشيا (بي كا كا) وفرض مناهج أجنبية أيضا.

العشائر تحسم أمرها

في هذه الأثناء شهدت المنطقة اجتماعا لعشائر منبج في قرية الهدهود لبحث مجريات التوتر الحاصل مع ميليشيا قسد، حيث اتفقت العشائر المعنية على وقف التصعيد مؤقتا لإعطاء فرصة لميليشيا قسد لتنفيذ مطالبهم بعد أن خضعت "مرغمة" لمطالب المتظاهرين، وذلك على لسان أحد زعماء العشائر الذي  ظهر ضمن تسجيل مصور بثه ناشطون.

كما اتفق المجتمعون على تحديد اجتماع شامل وموسع لجميع العشائر والأهالي يوم الأحد المقبل، لإصدار البيان الختامي الذي يحدد مصير منبج وريفها وتسليمه لميليشيا قسد لتطبيق بنوده بما يتوافق مع رغبة الأهالي والعشائر، في حين تعهد فصيلا (جيش الثوار) (لواء جند الحرمين) من صفوف مجلس منبج العسكري، بحماية المظاهرات الشعبية والانحياز بشكل كامل لصفوف الأهالي في حال عدم تنفيذ قسد لمطالبهم التي سيتضمنها البيان الختامي.

Tb-3KY50T94

وشهدت منبج وريفها انتفاضة شعبية غير مسبوقة خلال الأيام الأربعة الماضية عبر مظاهرات شعبية غاضبة ترفض جرائم قسد وخاصة قرار التجنيد الإجباري لشبان المنطقة، حيث أطلقت الميليشيا النار على المظاهرات الشعبية ما أسفر عن  مقتل خمسة أشخاص وإصابة عشرات آخرين من صفوف المتظاهرين، لتخضع بعدها قسد لمطالب المتظاهرين وتزعم تعديل القرارات الأخيرة في بيان مصور.

لكن العشائر التي خسرت عددا من أبنائها رفضت أي تصالح مع الميليشيا وأصرت في بيانات عديدة على تنفيذ مطالب الأهالي، وأبرزها إلغاء التجنيد الإجباري ورفض سياسة التمييز العنصري وطرد الميليشيات الأجنبية من المنطقة "قوات قنديل" (وهي ميليشيا أجنبية تتصف بمستوى عال من الإجرام، استقدمتها لقمع الحراك السلمي)، في ظل حظر تجول فرضته الميليشيا ونشرت عشرات الحواجز في المدينة للتصدي للتهديدات الشعبية التي تتوعدها.

وتمثلت مطالب العشائر في منبج بإلغاء قرار التجنيد الإجباري بشكل نهائي وإطلاق سراح المعتقلين، وعدم التعرض أو اعتقال أي شخص شارك في المظاهرات في الأيام الماضية، وإلغاء الجمارك المفروضة على جميع المواد الأساسية كالإسمنت والحديد والأعلاف والمواد الغذائية، وتوفير المحروقات والغاز بأسعار مناسبة، وإلغاء الكفالات والإقامات للوافدين إلى منبج، وأخيرا المطالبة بفصل جميع المسؤولين الفاسدين والمتسلقين ومحاسبتهم وطرد الميليشيات الأجنبية وقوانينها وشعاراتها العنصرية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات