في ذكراه الثانية: الساروت.. ثورة لا تموت

في ذكراه الثانية: الساروت.. ثورة لا تموت
"شهيدنا لا ما مات، زغردلّوا يا البنات"، أنشودة بقيت تخلد صاحبها وتجدد له أهازيج الفخر والرثاء معا، صاحبها الذي حاز لقب روح الثورة ونبضها وحارسها ومنشدها وما كان ليبخل بدمه الحر ثمنا لحرية السوريين وفي سبيل ثورتهم، ليبقى اسمه منارة للثائرين ومثالا يُحتذى به لثورة تصاب ولا تموت.

عامان على الرحيل وعبد الباسط الساروت لا زال يثبت أنه ثورة مجسدة في كل مراحلها، في جولات الانتصار والانكسار معا، وفي زمن الحضور والغياب، حين حفرت هتافاته وأناشيده في أعماق الذاكرة الثورية ووجدانها، وحين دافعت بندقيته عن كرامة كل السوريين في ميادين البطولة والشرف، حتى ختم مسار البطولة والكرامة بدمه الطاهر فداءً لجميع الثائرين.

رحل عبد الباسط الساروت في مثل هذا اليوم قبل عامين (2019) متأثرا بجراح أصيب بها خلال مشاركته بالمعارك الدائرة ضد ميليشيا أسد بريف حماة، حين كان قائد فصيل "لواء حمص العدية" التابع لـ "جيش العزة" أبرز الفصائل في تلك المناطق المحررة.

كان خبر استشهاده فاجعة لا مثيل لها عند الثائرين الأحرار، عبرت عنه مراسم الحزن والقهر الذي رافق وداعه في جميع المحافل والأماكن وفي مواقع التواصل الاجتماعي، لا أبالغ في أن ذلك الخبر حدث استثنائي والواقع يشهد بذلك، من حيث أعداد المشيعين والمودعين في كل مكان، ومن حيث عبارات الوداع التي تشابهت بحرقتها وصدقها عند جميع المودعين له، حين أحس السوريون أن ثورتهم أصيبت للمرة الأولى في مقتل، أصيبت لكنها لم تمت، واختصرها الساروت في شخصه وكان بما قدم رمزا حاضرا ومثالا يحتذى به حتى تحقيق النصر رغم كل الصعوبات.

حارسها ومنشدها وثائرها وقائدها وشهيدها، هي أوصاف أطلقتها الثورة السورية على شهيدها الساروت، وباتت صوره الثورية وأناشيده في كل المواقع والأماكن، ولا سيما أنشودة "يا يما ثوب جديد" و"شهيدنا لا مامات ..زغردنلوا يا البنات" وأنشودته الشهيرة "جنة جنة جنة.. جنة يا وطنا".

يمثل الساروت ثورة بحد ذاته، ثورة في مظاهراته وفي هتافاته وأناشيده المخلدة بذاكرة الجميع والتي تصدع في كل يوم لإسقاط الطاغية وأعوانه ولتكون إشراقة أمل جديد بفجر الثورة المنشود، رغم قذائف الحقد التي صوبها المجرمون تجاه الثائرين وما كانت لتقتلهم لأن الحق يضعف ولكنه لا يموت.

برع الساروت في قيادة الشارع الثائر في حمص العدية حين أرعبت الأسد ونظامه وميليشياته بصوتها الثوري الواحد، حيث آثر عبد الباسط ثورة شعبه على حلمه الكروي حين كان حارس منتخب شباب سوريا، لكنه حقق حلما آخر بأن يكون ناشطا وثائرا، في حين أنه شكل بعد ذلك فصيل "شهداء البياضة" للدفاع عن حمص وأحيائها في وجه ميليشيا أسد وشبيحته، الذين أوجعتهم سلمية الثورة وآلمتهم أناشيد الساروت ورفاقه كحال كل المناطق الثائرة في وجههم.

وفي مطلع عام 2016 هجّر قسرا من ريف حمص الشمالي إلى إدلب ومن ثم إلى تركيا، والتي مكثف فيها بعض الوقت وعاد مجددا إلى الشمال السوري ليقود الحراك الشعبي من جهة، وليكون أحد المدافعين عن أرضه من جهة، حتى قتل خلال المعارك بريف حماة الشمالي، لتودع سوريا برحيله ثائرا مقاتلا وقياديا ومنشدا متميز بأناشيده التي لا زال صداها يتردد في أحياء حمص المدمرة وفي قلوب محبيه من نخبة الأحرار.

وما إن تفتح مواقع التواصل الاجتماعي إلا وذكراه تملأ أرجاء تلك المواقع بفخر وحب منقطع النظير، من خلال عبارات خطها الثائرون السوريون من فنانين ومثقفين وقياديين ومقاتلين بأبهى الكلمات وأجملها، لتجديد محبتهم لحارس الثورة وشهيدها الذي يشكل بالنسبة لهم أملا متجددا في اجتياز كل الصعاب حتى تحقيق الانتصار، وليثبتوا أيضا أن الثورة تصاب ولا تموت وكذلك "ساروتنا لا ما مات".

التعليقات (2)

    ابو جهاد

    ·منذ سنتين 10 أشهر
    المجد والخلود لروحه الطاهره

    ابراهيم الكردي

    ·منذ سنتين 10 أشهر
    الله يرحمو .والله يرحم الثورة الحقيقية .مع الاسف صار اسم الشباب اليوم مو ثوار صارو مرتزقة بس عم يعملو شو ما تطلب منون تركيا نسيو هدفون بشار
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات