"ليس كارثة غذائية فقط".. 42 منظمة يحذرون من قطع المساعدات الأممية عن "المحرر"

"ليس كارثة غذائية فقط".. 42 منظمة يحذرون من قطع المساعدات الأممية عن "المحرر"
تتزايد مخاوف السوريين المهجرين قسراً من الفيتو الروسي قبل جلسة مجلس الأمن المنتظرة في العاشر من تموز القادم من أجل تجديد التصويت على القرار 2533، والذي ينص على السماح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى سوريا من الحدود السورية التركية عبر معبر باب الهوى قبالة محافظة إدلب.

وتسعى روسيا والصين إلى إغلاق المعبر الوحيد المتبقي للسوريين في مناطق المعارضة بغية تجويعهم ومنح نظام أسد التحكم الكامل بجميع المساعدات الأممية الإنسانية بعد أن نجحت في تموز الماضي، عبر فيتو مجلس الأمن، بإغلاق معبر "باب السلامة" أمام المساعدات الإنسانية، لتجهض قرار المجلس بمطلع العام الماضي، وليبقى معبر "باب الهوى"، الشريان الوحيد الذي يمد السوريين بالمناطق المحررة، بالمواد الأساسية للبقاء على قيد الحياة.

نداء المنظمات الإنسانية

وحذرت منظمات الإغاثة الإنسانية في بيان مشترك نشره موقع سيريا ريليف أمس الخميس من كارثة إنسانية تلوح في الأفق إذا فشل مجلس الأمن الدولي في تجديد قرار يسمح بوصول المساعدات المنقذة للحياة التي يتم تسليمها عبر الحدود إلى سوريا. 

وفقاً للبيان، حذرت 42 منظمة غير حكومية من أنه سيكون من المستحيل استبدال توفير الإمدادات الغذائية بالنطاق الذي تقدمه الأمم المتحدة، والتي ستضطر إلى التوقف عن العمل إذا لم يتم تجديد القرار، نظراً لأن برنامج الغذاء العالمي يزود 1.4 مليون سوري بالسلال الغذائية شهرياً عبر معبر باب الهوى. 

وأكد البيان أنه إذا فشل مجلس الأمن في دعم التجديد، فسوف تنفذ هذه الإمدادات بحلول أيلول (سبتمبر) القادم، كما ستتوقف حملة التلقيح التي تقودها الأمم المتحدة ضد كوفيد -19 للأشخاص الذين يعيشون في شمال غرب سوريا، حيث تم تسجيل ما لا يقل عن 24257 حالة إصابة مؤكدة.

وطالبت المنظمات غير الحكومية الموقعة على البيان مجلس الأمن بإعادة المصادقة على قرار تقديم المساعدة الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا لمدة 12 شهراً أخرى، وإعادة المعابر المغلقة باب السلام في الشمال الغربي واليعربية في الشمال الشرقي، لضمان وصول السوريين المحتاجين أينما كانوا إلى المساعدات المنقذة للحياة.

وقالت الرئيسة التنفيذية لمنظمة أنقذوا الأطفال إنجر أشينج إن "مجلس الأمن ملزم بضمان استمرار وصول المساعدات إلى بعض العائلات الأكثر حرماناً في العالم، وعدم وضع السياسة فوق حياة الناس كما رأينا كثيراً في الماضي، وإن الإخفاق في تجديد المساعدة عبر الحدود لسوريا هو قبول مذلّ للمعاناة الإنسانية وخسائر في الأرواح يمكن تجنبها بالكامل ".

وفي سياق متصل، دعا فريق منسقو استجابة سوريا عبر صفحتهم على فيسبوك المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى تحمل مسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية بشكل كامل تجاه الملف السوري، والمضي قدماً بتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة وقطع الطريق أمام كافة المحاولات الروسية لقطع المساعدات الإنسانية عبر الحدود والتي تقدم خدماتها لأكثر من 3.6 مليون مدني من أصل 4.3 مليون نسمة تقطن في المنطقة.

الأمم المتحدة تحذر من كارثة 

من جهته، أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أنه يوجد في شمال غرب سوريا 3.4 مليون شخص محتاج، أكثر من 90 بالمئة من هؤلاء تم تقييمهم من قبل الأمم المتحدة على أنهم في حاجة ماسة أو كارثية، ولا سيما 2.7 مليون نازح داخلياً، مشيراً إلى أن معظمهم يعيشون في ألف مخيم على الحدود مع تركيا.

وأضاف المكتب في بيان أن باب الهوى هو شريان الحياة الأخير الذي يحول دون وقوع كارثة إنسانية لملايين الأشخاص في سوريا، موضحا أن حوالي ألف شاحنة مساعدات تابعة للأمم المتحدة تعبر من تركيا إلى شمال غرب سوريا كل شهر لتصل إلى 2.4 مليون شخص شهرياً.

تفاقم الأوضاع بشكل كبير 

وخلصت دراسة مفصلة أعدها مركز الدراسات الاستراتيجية الدولي إلى أن عمليات الأمم المتحدة عبر الحدود من تركيا نمت من حيث الحجم والتعقيد لتلبية الحاجة المتزايدة منذ عام 2014 ، وأن إنهاءها سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع بشكل كبير في شمال غرب سوريا. 

وأوضحت أن الأوضاع في شمال غرب سوريا هشة، وسحب مساعدات الأمم المتحدة عبر الحدود يمكن أن يدفع بسهولة نحو الأزمة، وستؤدي إلى كارثة إنسانية وسط جائحة عالمية وضغوط هائلة على تركيا المجاورة، ويمكن أن تنتشر آثارها بسهولة إلى بقية الشرق الأوسط وأوروبا وما وراءهما، وقد يؤدي اليأس إلى مزيد من النزوح.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات