تحقيق يفضح تستر نظام أسد على الأرقام الحقيقية لإصابات كورونا

تحقيق يفضح تستر نظام أسد على الأرقام الحقيقية لإصابات كورونا
كشف تحقيق صحافي سوري عن حقيقة تعاطي نظام أسد بمؤسساته الطبية مع الحالات المصابة بفيروس كورونا ومحاولات إخفائه للأرقام الحقيقية التي تعكس واقع تفشي الوباء ومدى جهوزية القطاع الطبي في المستشفيات العاملة في مناطق سيطرة أسد لاستيعاب أعداد الإصابات المطردة بين السوريين.

وبحسب شهادات أطباء وممرضين عاملين على خط الدفاع الأول للوباء جمعتها معدتا التحقيق (دانة سقباني ويارا خليفة)، فإن المشافي الخمسة المخصصة لعلاج إصابات كورونا في العاصمة دمشق استقبلت عشرات الحالات خلال شهر نيسان الماضي، إلى أن عدداً قليلاً منه استطاع إجراء مسحة كورونا، في حين أن البقية كان حظهم عاثر.

وعليه، اقتصرت وزارة الصحة في حكومة نظام أسد على إحصاء أعداد المصابين بكورونا ممن استطاعوا إجراء مسحة التحليل، في حين تجاهلت العشرات منهم ولم تسجل أسماءهم ولم يكونوا في حصيلة اليوم التالي والتي تصدر عن الوزارة يومياً.

ووفقا لمقابلات أجرتها معدتا التحقيق مع عاملين في الكادر الطبي، فإن وزارة الصحة في حكومة أسد عممت على مشافي العاصمة بعدم إجراء مسحات كورونا إلا لمن تظهر عليهم عوارض قوية وشديدة، وأكدوا وجود إصابات تفوق الأرقام المعلن عنها من قبل وزارة الصحة، فبعضها بقيت في المنزل أو ذهب إلى طبيب خاص، لكن القاسم المشترك أن جميعهم لم تشملهم الأرقام الرسمية.

وفيات مزدوجة

لكن وباء كورونا حل ضيفاً ثقيلاً على الكوادر الطبية ليستهدف الجراحين ممن باشروا إجراء عمليات جراحية مختلفة لمرضاهم دون أن يكونوا على دراية بإصابة المرضى بوباء كورونا، ليقضي الأخير على الطبيب والمريض معاً.

وحول ذلك، يتحدث طبيب في أحد المشافي الحكومية رفض الكشف عن اسمه عن وفيات غير مسبوقة بين أطباء الجراحة، يقول «فقدنا عشرات الأطباء بسبب تعرّضهم لعدد كبير من المرضى، وأيضاً نتيجة ضعف إجراءات التعقيم ضمن غرف الجراحة».

وأكد الطبيب حدوث حالات عدوى بين الجراحين من مرضاهم نتيجة عدم التأكد من أن المرضى الذين سيخضعون لعمليات جراحية مختلفة غير مصابين بكورونا، وهو ما أدى إلى وفاة كثيرين من أطباء الجراحة على وجه الخصوص».

 بلغة الأرقام

وأوضح التحقيق أن بيانات وزارة الصحة لدى نظام أسد تشير إلى إجرائها نحو 103,566 اختبار PCR في مختبرات في دمشق وريفها وحلب وحمص واللاذقية، حتى 20 مارس/آذار 2021.

ويبلغ عدد المخابر المخصصة لتحليل فيروس كورونا في عموم سوريا 21 مختبراً موزعين على ست محافظات، 11 منها موجودة في دمشق، ضمنها ثلاثة مختبرات عامة (أحدها مخصص للدبلوماسيين).

وبلغة الأرقام، يتراوح سعر المسحة بين 125 ألف ليرة سورية (العملية المحلية) في المخابر التابعة للحكومة، و130 حتى 150 ألف ليرة في المخابر الخاصة.

في حين، لا يتجاوز عدد أسرّة العناية في المشافي الحكومية بدمشق 130 سريراً، وهو عدد يمكن أن يمتلئ خلال يوم أو يومين في وقت الذروة. وفي دمشق يبلغ عدد أسرة العناية المشددة في المشافي العامة والخاصة 96 سريراً، ليصبح إجمالي القدرة الاستيعابية للمنظومة الصحية في مشافي دمشق هو 1920.

ورغم ذلك، للمشافي الخاصة سطوتها في الوباء، إذ تتفرد المشافي بأسعار خيالية لاستقبال مريض كورونا، يتطلب على المريض دفع نحو نصف مليون ليرة أجرة الليلة الواحدة في مشفى خاص، عدا عن ثلاثة ملايين ليرة عند التسجيل، وهي كلفة الأدوية اللازمة للعلاج ضمن المشفى فقط.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات