كيف يسدد نظام أسد ثمن النفط الإيراني؟

كيف يسدد نظام أسد ثمن النفط الإيراني؟
تطرح مواظبة إيران على تزويد نظام الأسد بشحنات النفط الخام، السؤال المتكرر حول طريقة سداد أسد الثمن، في وقت تعاني فيه خزينته العامة من شح الدولار.

وبما يشبه الاتفاق، تزوّد إيران نظام أسد بشحنات نفط شبه ثابتة، تقارب الـ3 ملايين برميل شهرياً، وهي الكمية التي تغطي  نصف حاجة أسد من المحروقات، على أبعد تقدير.

ويُنتظر خلال الساعات القليلة، أن تصل ميناء بانياس ثلاث ناقلات نفط إيرانية على متنها نحو مليون و700 ألف برميل نفط خام، وفق مواقع متخصصة بمراقبة حركة الملاحة البحرية.

ولئن كان من المعلوم أن إيران لا تقدم شيئاً لأسد بالمجان، فإن المعلومات عن المقابل الذي تتقاضاه إيران لقاء شحنات النفط هذه، متضاربة وتكاد تكون غير متوفرة.

كيف يقوم أسد بالسداد؟

واستناداً إلى تصريحات سابقة لمسؤولين إيرانيين، تحصل طهران على أضعاف ما تنفق في سوريا وغيرها من دول المنطقة، والحال كذلك، يؤكد الباحث بالشأن الإيراني، ضياء قدور في حديثه لـ"أورينت نت"، أن إيران تسترد جزءاً من ثمن النفط من إيرادات مصافي النفط في حمص وبانياس.

ويوضح، أن الشحنات تصل المصافي السورية، وبعد تكرير النفط، يوزّع نظام أسد كميات منها بسعر مدعوم، ويتم بيع القسم الأكبر في السوق السوداء بسعر مرتفع، حتى يستطيع دفع الثمن على شكل أقساط.

ويقول قدور،  إن إيران تشترط  قبل تفريغ الشحنة استلام نصف قيمة النفط نقداً، والقسم المتبقي على شكل أقساط.

في المقابل، يرجح الخبير بالشأن الإيراني، غداف راجح، أن يكون المقابل الذي يقدمه أسد مقابل النفط لإيران، هو العقود والاستثمارات، وهذا ما يفسر من وجهة نظره زيادة الاستثمارات الإيرانية في مجال العقارات والصناعة السورية.

ويوضح لـ"أورينت نت"، "تُقدم إيران منظومة دعم (السلاح والنفط والميليشيات) مقابل الاستثمارات والتملّك العقاري، والتمدد الثقافي والمذهبي"، ويُنهي بقوله: "مع كل يوم جديد يزداد حجم النفوذ الإيراني، وهذا ما يشعرنا بهول المصيبة التي يلحقها ذلك بمستقبل سوريا".

ابتزاز إيراني

ويؤيد راجح، الباحث في مركز الدراسات الإيرانية في أنقرة "إيرام" الدكتور محمد عبد المجيد، ويقول لـ"أورينت نت": " لا تحصل إيران على أموال مقابل النفط، بل على عقود واستثمارات في الطاقة والمطاحن والفوسفات".

ومن هنا، يُرجع عبد المجيد، تفاقم أزمة المشتقات النفطية في مناطق النظام في بعض الأحيان، إلى تعمد إيران التلكؤ بإرسال شحنات النفط الخام، للضغط على أسد للحصول على امتيازات استثمارية أكبر، وبالشروط التي تفرضها هي.

ثم يضيف، أن العقوبات المفروضة على إيران تُصعب عليها بيع النفط، مما يجعلها تقبل ببيعه بسعر أقل من سعر السوق العالمية، بصعوبة بالغة، ولذلك تفضل إيران بيعه لأسد حتى لو لم يكن الثمن نقداً، بل على شكل استثمارات.

وأبعد من ذلك، يعتقد عبد المجيد، أن هدف إيران في سوريا لا علاقة له بالاقتصاد بالدرجة الأولى، بل للهيمنة على المنطقة، والنظام من أهم مرتكزات المشروع الطويل الأمد في سوريا والمنطقة عموماً.

تتقاطع مصلحة أسد وإيران في ملف النفط، بحيث تمكن الشحنات التي تصل تباعاً، إلى بانياس طهران من تصريف كميات من نفطها الخام، مقابل استرداد ثمنه مزيداً من الاستثمارات، بدلاً من أن يبقى في مخازنها الممتلئة، في حين لا يعارض أسد ذلك، لطالما أنه باق في السلطة.

التعليقات (1)

    احمد سعيد

    ·منذ سنتين 10 أشهر
    ولك النفط قيمة لنشر التشيع والمتعة وقتل السنة ما فهمتوها اضافة لحق استيفاء الدين بالأرض والنفوذ وأنا سوري آه يانيالي
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات