وتعتبر السباحة في المسابح العامة والخاصة أكثر أماناً لمرتاديها من السباحة في الأنهار والمسطحات المائية التي شهدت عشرات حالات الغرق في كل عام خاصة.
ويقول الشاب مازن ديوب وهو يستعد لنزول المياه إنه يقصد المسبح ويمارس رياضة السباحة مع أصدقائه مرة في الأسبوع وأحياناً مرتين، ويضيف أن هذه المسابح تعد " المتنفس الوحيد لنا مع ارتفاع درجات الحرارة وعدم توفر المراوح والمكيفات التي اختفت مع اختفاء الكهرباء عن إدلب" .
ويعتبر أن المسبح بالنسبة له ليس فقط لممارسة رياضة السباحة وإنما أيضاً فرصة للاجتماع مع الأصدقاء وقضاء وقت ممتع ومسلٍ ينسيه الهموم اليومية والضغوطات النفسية المتعلقة بالنزوح والفقر.
ويرى الديوب أن أسعار المسابح هذا العام مرتفعة قياساً بالأعوام الماضية وهي لا تناسب الجميع وخاصة أصحاب الدخل المحدود.
ويطالب الجهات المعنية بضرورة متابعة الأسعار وتخفيض أجور المسابح ليتسنى لجميع الفئات الاجتماعية ارتيادها والاستمتاع بسباحة تخرجهم ولو قليلاً من "واقعهم المؤلم".
وتختص المسابح العامة باستقبال الأطفال والشباب فقط، أما العائلات فهي تضطر لاستئجار مسابح خاصة حين يريدون قضاء قسط من الراحة هربا من ضجيج الحياة، غير أنها غدت حكراً على الميسورين لارتفاع أسعارها بشكل جنوني منذ بداية الموسم الصيفي هذا العام.
يحاول الأربعيني أنس الدعدوش أن يدخر بعض المال لينفقها في تلبية رغبة عائلته بالتوجه إلى دركوش غرب إدلب حيث الطبيعة الساحرة والمسابح العائلية الجميلة، ويقول الدعدوش لأورينت نت: إن "أبنائي يعشقون السباحة ويتلهفون لرحلات دركوش، فيما لا أستطيع تجاهل رغبتهم تلك رغم كل ما أمر به من ظروف صعبة".
ويؤكد أن أجرة يوم واحد في مسابح دركوش العائلية تبلغ ما يقارب من ٥٠ إلى ١٠٠ دولار أمريكي تبعاً لموقع المسبح والخدمات المقدمة فيه وهي مبالغ يعتبرها " خيالية واستغلالية قياساً بإيجار يوم واحد " بينما يكفيه هذا المبلغ مصروفاً لعائلته أكثر من نصف شهر، ومع ذلك هو لا ينوي إلغاء الرحلة وحرمان أبنائه بهجتهم بقضاء هذا اليوم المميز بالنسبة لهم.
من جهة أخرى يبرر صاحب مسبح العاصي في دركوش أنور السليم ارتفاع إيجارات المسابح العائلية للتكاليف الإضافية التي يتكبدها أصحابها مثل استخدام نظام الفلترة وتشغيل مولدة كهربائية وإنترنت وتجهيزات مطابخ ووقود للطبخ، لكنهم يحاولون قدر الإمكان مراعاة ظروف العوائل محدودة الدخل بما لا يلحق الضرر بهم على حد تعبيره.
وفي وقت أصبح فيه السوريون يبحثون عن ترفيه يكسر روتين حياتهم البائسة من خلال السباحة أثبتت الدراسات الحديثة الفوائد المتنوعة للسباحة على الصحة العامة بما فيها تقليل أعراض الاكتئاب والاضطرابات النفسية على وجه الخصوص.
وذكرت مؤسسة الصحة النفسية في بريطانيا بحسب موقع جريدة (the independent) أن ممارسة السباحة من الأساليب المختلفة التي يمكن للأشخاص اتباعها لتقليل الاكتئاب والقلق فضلاً عن ذلك الشعور بالسعادة والتعامل مع الأزمات بالشكل الأفضل.
التعليقات (1)