لماذا اعترف موقع عسكري روسي بهزيمة ميليشيا أسد أمام داعش وكيف برر؟

لماذا اعترف موقع عسكري روسي بهزيمة ميليشيا أسد أمام داعش وكيف برر؟
كشف موقع (topwar) الروسي فشل ميليشيا أسد وحلفائها في عملياتها العسكرية ضد تنظيم داعش بمناطق شرق حماة، محاولا تبرير الخسائر الكبيرة التي تتكبدها الميليشيا وحلفائها خلال الأيام الماضية على امتداد البادية السورية.

وقال الموقع الحربي (غير حكومي) في تقرير له، اليوم الأربعاء، إن العملية العسكرية الأخيرة لميليشيا أسد ضد معاقل تنظيم داعش في مناطق شرق حماة "انتهت بالفشل"، معترفاً بخسائر "كبيرة" في صفوف الميليشيا جراء هجوم شنّه التنظيم على أرتالها وقال: "تكبد الجيش السوري خسائر. وقع جندي سوري ضحية لهجوم تنظيم الدولة الإسلامية، وأصيب أربعة (على الأقل)، هذه ليست المحاولة الأولى من قبل الجيش العربي السوري لتدمير مقاتلي داعش شرق حماة، لكن النتائج حتى الآن لا تزال غير ناجحة".

وبرر التقرير أسباب فشل ميليشيا أسد والاحتلال الروسي في معارك البادية السورية بأن مقاتلي داعش يستخدمون الاتصالات السرية، وقال في هذا الصدد: "وقع الهجوم على الرتل في منطقة صحراوية قرب منطقة أثريا، في الوقت نفسه، يُلاحظ أن المسلحين يواصلون استخدام الاتصالات السرية لشنّ هجمات على وحدات الجيش العربي السوري".

ويأتي التقرير بعد خسائر فادحة تكبدتها ميليشيا أسد وحلفائها خلال مجموعة هجمات متفرقة استهدفتهم في مناطق البادية بأرياف حمص وحماة والرقة ودير الزور خلال الأسبوع المنصرم، وأدت لخسائر تقدر بعشرات العناصر والضباط والآليات العسكرية، في محاولة روسية لتبرير الفشل العسكري والخسائر المتزايدة للميليشيات خلال المعارك على امتداد البادية السورية، بحسب الكاتب والباحث في الجماعات الجهادية، خليل المقداد.

ويوضح المقداد في حديثه لأورينت نت أن "التقرير يحاول تبرير فشل العمليات العسكرية ويحاول أن يعطي الانطباع أن المقاومة عنيفة، وأن ميليشيا أسد ضعيفة وبحاجة للوجود الروسي، وأن روسيا ما زالت تحارب الإرهاب"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن التقرير موجه إلى الداخل لتبرير الخسائر البشرية في صفوف الميليشيات، وهو رسالة أيضا للقوى الدولية الأخرى التي تطالب بخروج روسيا من الأراضي السورية أو تفاوضها حول تكلفة الوجود الروسي في سوريا.

فيما قلل نصر يوسف خبير بالشأن الروسي من أهمية ماجاء في التقرير  وأشار إلى أنه يهدف إلى تسليط الضوء ولفت الأنظار الدولية إلى أن العمليات الروسية في مكافحة الإرهاب مازالت مستمرة ضد تنظيم داعش في البادية السورية، وأن "التنظيم لم يمت بعد ومازال يحتفظ بسراديب ومخازن أسلحة كبيرة تحت الأرض، ومكافحته هي إحدى أهم المهام الروسية في سوريا".

وتشهد مناطق البادية السورية معارك عنيفة منذ أيام بين تنظيم داعش وميليشيا أسد وحلفائها بغطاء الطيران الروسي، وتتركز تلك المعارك بين من ريف حمص الشرقي (السخنة) وريف حماة وحتى بادية دير الزور، حيث تعرضت الميليشيا لسلسلة هجمات واسعة خلال الأسبوع الفائت، أسفرت عن مقتل عشرات العناصر والضباط من صفوفها إلى جانب إصابة عشرات آخرين، في ظل غارات جوية ينفذها طيران الاحتلال الروسي على مواقع تنظيم داعش، بحسب إعلام أسد.

آخر تلك الهجمات أسفرت عن مقتل ضابط وعدد من عناصر ميليشيا أسد وحلفائها وفقدان الاتصال بآخرين، حيث تحدثت شبكات محلية، اليوم، عن العثور على أربع جثث لعناصر آخرين من بينهم الرائد "علاء معلا" وذلك بالقرب من "السخنة" بريف مدينة حمص الشرقي.

سبق ذلك هجوم يعتبر الأكبر شنه تنظيم داعش على رتل لـ "الفرقة 25" التابعة للميليشيا وهو في طريقه لمطار كويرس على طريق خناصر أثريا، أسفر الهجوم عن مقتل وإصابة 15 عنصرا بينهم ثلاثة ضباط، لكن إعلام أسد لا يعترف بشكل رسمي بخسائره بينما تنشر صفحات موالية صور وأسماء القتلى من صفوفه.

فيما أعلنت وسائل إعلام أسد الرسمية الأسبوع الماضي عن إصابة 13 عنصراً من ميليشيا أسد جراء انفجار لغم أرضي في منطقة مريجة الجملان بمناطق البادية شرق حماة، إضافة لانفجارين آخرين أسفرا عن مقتل وإصابة عشرات آخرين بينهم ضباط جراء انفجار لغم أرضي في محيط منطقة أثريا بمنطقة سليمة شرق حماة.

وينتشر مقاتلو داعش في جيوب البادية السورية منذ انحسار مناطق سيطرة التنظيم بشكل نهائي أواخر عام 2019، حيث اتبع داعش أسلوب الهجمات الخاطفة على مواقع وأرتال خصومه (ميليشيات قسد وأسد) على امتداد ضفتي نهر الفرات، لكنّ الهجمات الأكبر تتركز في مناطق سيطرة ميليشيا أسد، خاصة في المعاقل الأكبر للتنظيم بريفي حمص وحماة الشرقي.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات