القَتَلة السّاديون
وقال المساعد أول المنشق عن نظام أسد (معين عز الدين) وهو أحد الذين كانوا مسؤولين عن حماية القصر البلدي وحراسة مداخله ضمن ما يسمى (حامية القصر البلدي) في حديث لـ أورينت نت: "ما كان يجري في معبر بستان القصر - المشارقة مرعبا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، كان هناك تعليمات للقناصين على سطح المبنى بقتل ما يمكن قتله من المدنيين كل يوم، غالبية من كانوا على السطح هم إما علويون أو شيعة ويتبعون لفرع المخابرات الجوية، كان هناك تفقد لجميع عناصر القصر البلدي كل 3 أيام، وفي كل مرة يقوم العقيد المسؤول عن الحامية ويدعى (سعيد لطوف) بإصدار أوامر واضحة بالقتل، كان كلامه يتصبب حقداً تجاه أي شخص يمر باتجاه مناطق (المسلحين) وفق تعبيره، وخاصة أولئك الذين يحملون بضائع أو حقائب، بدعوى أنهم ينقلون المتفجرات.
وأضاف: "الأمر الأفظع هو سادية القناصين على سطح المبنى، في كل مرة يسقط فيها مدني برصاصهم كنا نسمع ضحكاتهم عبر القبضات، وقد كان على السطح 4 قناصين أحدهم مسؤول عن المعبر والآخر مسؤول عن الطرف الغربي من المدنية (الإذاعة وما حولها)، وآخر عن الطرف الشرقي (القلعة ومحيطها ومنطقة (باب جنين وباب أنطاكيا وفرع المرور)، أما الرابع فقد كانت مسؤوليته مسح المنطقة المحيطة بفرع الحزب بالتحديد".
رهانات على القتل
وبحسب عز الدين، "لم يقتصر الأمر على الوحشية في القتل فحسب، بل الأفظع هو تحويل قتل الأبرياء كوسيلة للتسلية، حيث كان القناصين في الغالب يراهنون على (من يقتل أكثر)، أو من يصيب أهدافاً بعيدة أو متحركة، كانوا مجرمين بكل ما تعنيه الكلمة من معنى".
أما الأمر الأهم، فكان ترويج نظام أسد للمبنى على أنه دائرة حكومية، على الرغم من أن الطوابق الثلاثة الأولى فقط كانت للموظفين، بينما يُحظر إلى باقي طوابق المبنى المكون من 18 طابقاً إلا بتصريح حتى للحرس المحيطين بالبناء"، وفقاً للشاهد.
مجزرة النهر
وتطرق عز الدين إلى مجزرة النهر التي حدثت أواخر كانون الثاني من العام 2013، وقال "في ذلك اليوم، كان هناك أوامر بإطلاق النار وقنص كل شخص يمكن رؤيته في مجرى النهر، ونظراً لعدم كشف القصر البلدي للمكان الذي تمت به عمليات انتشال الجثث، فقد كانت الأوامر مشددة للقناصين المتمركزين في حي الإذاعة أكثر، لكونهم يطلون بشكل أكبر على مجرى النهر".
وأضاف أن غالبية أولئك الضحايا كانوا من المعتقلين لدى فرع المخابرات الجوية، مشيراً إلى أن نظام أسد عمد إلى تسجيل جميع من تم قتلهم ورميهم آنذاك كـ (مشمولين بالعفو)، في محاولة لتبرئة نفسه وإلقاء التهمة على فصائل المعارضة.
هكذا تخلصت من عصابات أسد
وحول التدابير التي رافقت عملية انشقاقه، قال عز الدين: "سنحت لي الفرصة مطلع 2014 للانشقاق، حيث تمكنت حينها من الحصول على أمر مهمة عبر بعض الرشاوى، وقمت بالتنسيق مع فصائل الجيش الحر في بستان القصر عن طريق بعض الأشخاص، وبالفعل حصلت على هوية شخصية لأحد الأشخاص المتوفين، وتم نقلي بوساطة (عربة جر) على أني أعاني من مرض بالقلب بعد أن ارتديت شماخاً وغيرت في ملامحي بعض الشيء، وعايشت خلال رحلة الانتقال التي استغرقت نصف ساعة ما يقاسيه المدنيون في كل يوم، باختصار ذلك الطريق لم يكن يصدّر سوى رائحة الموت فقط.
التعليقات (2)