إيران.. مسرحية الانتخابات تتلقى ضربات موجعة رغم تصريحات خامنئي (فيديو)

واجهت الانتخابات الرئاسية الإيرانية مقاطعة شعبية واسعة في البلاد، رغم إصرار نظام الملالي على إنجاحها من خلال التحريض الديني والتهديد المبطق الذي حملته تصريحات متكررة للمرشد الإيراني الأعلى علي خامئني.

ونشر ناشطون إيرانيون على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم الجمعة مقطعا مصورا يظهر إحراق مركز انتخابي في إقليم بوشستان إلى جانب صور أخرى توضح خلو الكثير من المراكز الانتخابية الأخرى من الناخبين في العديد من المناطق والمحافظات الإيرانية.

كما أعلن مسؤولون سابقون في الحكومة الإيرانية ومثقفون وناشطون مقاطعتهم للانتخابات الجارية، أبرزهم الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد الذي قال: "ما يمكنني فعله الآن ضد هذا الخطأ الكبير، هو عدم المشاركة في هذه الانتخابات" إلى جانب مقاطعة شعبية واسعة بحسب استطلاعات للرأي أجرتها مؤسسات داخلية وخارجية.

وفتحت مراكز الاقتراع في جميع المحافظات الإيرانية أبوابها أمام الناخبين صباح اليوم وستغلق منتصف الليل لانتخاب رئيس جديد للبلاد خلفا لحسن روحاني، حيث ضمت قائمة المرشحين أربعة أشخاص، أبرزهم إبراهيم رئيسي (مرشح خامنئي) والذي يشغل رئيس مجلس القضاء، وعبد الناصر همتي المدير السابق للمصرف المركزي وهو محسوب على التيار الإصلاحي.

سبق ذلك دعوات مكثفة من نظام الملالي للمشاركة في الانتخابات الرئاسية وعلى رأسهم المرشد علي خامنئي الذي عدّ مقاطعة الانتخابات تتنافى مع الدين الإسلامي وتعد "كفرا" وتزيد الضغوط السياسة والاقتصادية على بلاده وقال أيضا: إن "استعراض القوة من خلال المشاركة الكثيفة بالانتخابات سيخفف الضغوط الخارجية عن الجمهورية الإسلامية" مضيفا: "سيقع حدث بالغ الأهمية في البلاد.. بحضوركم وتصويتكم ستحددون في الواقع مصير البلاد في جميع القضايا الرئيسة ".

بين صناديق الانتخابات وصناديق الفاكهة

وحيث أن نظام الملالي يستميت لنجاح مسرحية الانتخابات التي يفرضها على الإيرانيين بعيدا عن النزاهة والديمقراطية التي يدّعيها، حاول المرشد الأعلى علي خامنئي تضليل الرأي الداخلي بمهاجمة من يصفهم بـ "أعداء إيران" باعتبارهم يفضحون سياسة نظامه وميليشياته في التسلط على الشعب الإيراني، وقال عبر تغريدة على "تويتر" اليوم: "بعض الدول التي لا تعرف الفرق بين صندوق الاقتراع وصندوق الفاكهة تقول إن #انتخابات_إيران ليست ديمقراطية!".

لكن إيرانيين كثيرين أكدوا تفضيلهم لصناديق الفواكه على صناديق الانتخابات في بلادهم، ما يشكل صفعة للمرشد ذاته بسبب استهزاء الكثير من شعبه بمسرحية الاقتراع الانتخابي، وذلك بحسب استطلاع أجرته صحيفة "القبس" الكويتية مع بعض الإيرانيين من مواطنين وموظفين ومعارضين في محافظات كشيراز وطهران وتبريز وكرمانشاه وغيرها.

ونقلت الصحيفة عن رضا صمدي، وهو موظف متقاعد من مدينة كرمانشاه، قوله: "قبل أيام وقفت في طابور لساعات متواصلة من أجل الحصول على دجاج بسعر مناسب، وغداً سأفضل الذهاب أيضاً للشراء صندوق فاكهة من أسواق الجملة بأسعار مناسبة بدلا من المشاركة في مسرحية الانتخابات الرئاسية التي لا تعنيني كمتقاعد، وسأقاطع الانتخابات التي لم تؤمن لي ولأطفالي صندوق فاكهة، على حد تعبيره.

كما قال رئيس اتحاد أصحاب سوق الخضار والفواكه في كرمان للصحيفة: "تراجعت قدرة الكثير من الناس على شراء الفاكهة ويمكنني القول إن المشتريات انخفضت بنسبة 50 إلى 60 بالمئة".

وقبل أيام هاجمت وكالة تسنيم للأنباء المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني (جمال أورف) رئيس مقرات الانتخابات في وزارة الداخلية الإيرانية، بعد أن أدلى بتصريحات مؤخراً، توقع من خلالها مشاركة منخفضة في الانتخابات الرئاسية، حيث قال أورف في مؤتمر صحفي إنه يتوقع إقبالا في الانتخابات بين 37 و 47 بالمئة بناء على نتائج استطلاعات رأي مختلفة".

وأضاف التقرير: "وصف موقع تسنيم الإخباري تصريحات أورف بأنها (غير مسؤولة) وتتماشى مع شعارات دعاة تغيير النظام في إيران والذين يقاطعون الانتخابات" (الانقلابين)، حيث توقعت استطلاعات رأي مختلفة في إيران وخارجها نسبة مشاركة مماثلة للأرقام التي أعلنها (أورف)، وفي الواقع تقديره بنسبة 47٪ أعلى بكثير من معظم التقديرات التي تم إجراؤها حتى الآن".

مركز انتخابي فارغ من المشاركين في الانتخابات الرئاسية في إيران - 18 حزيران 2021