السويداء وأزمة الزراعة: أصابع الحريق الإيرانية تُبدع "الكيف" والخراب!

السويداء وأزمة الزراعة: أصابع الحريق الإيرانية تُبدع "الكيف" والخراب!
زرعت السويداء الكرمة والتين والرمان منذ عهد قديم جدا. وحديثا زرعت التفاح والكرز واللوزيات والحبوب مثل القمح والشعير والحمص والعدس. 

ومنذ اندلاع الثورة في سوريا عام 2011 دخلت الزراعة في مأزق غير مسبوق تجلى في الحرب نفسها كتهديد للسكان ونقص الموارد المتاحة، واشتعال المنافسة على الموارد المتناقصة، وفقدان التنوع البيولوجي، ناهيك عن الآفات والأمراض وفقدان الأدوية والمعالجات، بالإضافة إلى تغيّر المناخ!

 أما النزاع المسلح فقد أظهر تغيرات واسعة من خلال التهجير والتخلي عن الأرض، وأقصد هنا قصة الهجرة القسرية المعروفة سابقا إلى الأمريكيتين، والهجرة وحالات اللجوء التي رافقت اندلاع الثورة الحالية إلى أوروبا، الأمر الذي أدى إلى تناقص مساحات الأراضي المزروعة ونقص المنتج الزراعي كغذاء رئيس للسكان.

المنطقة المدروسة في محافظ السويداء تمتد من قرية الكسيب إلى قرية الشريحي، التي تقع على الحد الشرقي للمحافظة وبحسب مديرية الزراعة، فلقد انخفض إنتاج الدونم  من ( ١٢٠) كيلو للدونم الواحد إلى (٥٠) كيلو خلال سنوات النزاع ، وضمن استطلاع قمت به في المنطقة الشرقية، أجمع المزراعون على أن أهم المشاكل، تتلخص على الشكل التالي:

١ - ارتفاع أسعار المعدات والخدمات الزراعية 

٢ - ارتفاع كلفة الإنتاج والحكومة حددت سعرا لايتناسب أبدا مع هذه الكلفة 

٣ - ارتفاع أسعار مواد المكافحة وغلاء أسعارها وفسادها وانتهاء صلاحيتها 

٤ - بسبب هجرة الأرض لم يعد يجد المزارع أيادي عاملة وذلك بسبب الهجرة والتخلي عن الأرض 

 ولابد من الإشارة إلى أن الاتحاد العام للفلاحين التابع للنظام، لايستجيب لطلبات المزراعين في غالب الأحيان، وإن استجاب فغالبا ما يكون الوقت متأخرا جدا. وعند زيارة ميدانية للأرض الزراعية لاحظنا استبدال زراعة الحبوب بالخضار الموسمية، بدل الزراعات الاستراتيجية وعند السؤال، كان الجواب أن كلفة زراعة الخضار منخفضة جدا مقارنة بزراعة الحبوب، وإن أرباحها اليوم باتت أكبر، وإن الكوادر الزراعية المختصة غير موحودة، وإن المال الذي قدم كمساعدات من المغتربين لم يعد يستثمر في الزراعة، ويعود الأمر إلى انعدام القدرة على التخطيط لغياب (التكنو قراط) الذين تم تطفيشهم في بلدان اللجوء والمغتربات عبر سياسات البروقراطية والفساد.

أما نقص المياه فتلك معضلة أخرى بسبب التصحر ونقص الأمطار وعدم وجود أي أسلوب للري وعدم سعي "الدولة" التي انخرطت في الحرب بشكل كلي عن إيجاد أية حلول، يمكن أن تحول دون مزيد من التدهور الزراعي في المحافظة. 

في ظل هذا المشهد العام تبدو النتائج كارثية على كل المستويات: ضعف إنتاج المحصول الاستراتيجي من الحبوب، وهجرت الأيادي العاملة،في ظل التصحر وفقدان الخبرات والبحث عن الرزق في أماكن بعيدة أو  العمل في أعمال غير زراعية! 

ومما يزيد الأمر صعوبة مسلسل حرق الأراضي الزراعية المتعمد الذي لم يبقِ ولم يذر، والذي قامت به على الأغلب ميليشيات موالية لإيران أو إيرانية بهدف دفع الناس لليأس ومن ثم التخلي عن الأرض وبيعها.. أو زرعها بحشيشة الكيف المنتج الإيراني المفضل لتدمير البلدان التي تتدخل بها..  أو بهدف استسلام محافظة السويداء للقبضة الإيرانية!

 بالنتيجة أفقرت المحافظة أكثر، وانعدم الأمن الغذائي، وتخلت السويداء عن هويتها الزراعية النضرة، وانخفض مستوى المعيشة وتفككت الأسر وعمّ الجوع والإفقار، والمؤامرة المستمرة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات