أورينت تزور العراقيين بأطمة: يتقاسمون مع السوريين اللجوء والموت

أورينت تزور العراقيين بأطمة: يتقاسمون مع السوريين اللجوء والموت
تتعدد وجوه الدكتاتورية وتختلف أساليب الإجرام والبطش، والضحية دائماً هي الشعوب المسحوقة وذنبها الوحيد أنها طالبت بحقها المسلوب بالعيش الحر الكريم.. من سوريا إلى لبنان إلى العراق بل إلى جميع البلدان العربية التي اكتوت بحكم الميليشيات الطائفية محطات متكررة من مآسٍ مريرة تعيشها تلك الشعوب. 

وربما لا يعلم الكثيرون أن المخيمات السورية تضم أيضا عائلات عراقية مهجرة، تتقاسم مع السوريين مرارة الأيام وحلم النصر والعودة الكريمة. أورينت نت تأخذكم في هذا التحقيق إلى محطة من محطات اللجوء لتروي قصص تهجير العراقيين إلى الشمال السوري. 

الهروب من القتل والتصفية! 

خيامهم بائسة وغالبا ما تكون مكتظة.. وبعض أكواخ الصفيح تكمل مشهد البؤس الذي يتقاسمونه مع إخوتهم السوريين. أما أطفال الأزقة فخلف ألعابهم البسيطة ولهوهم العابر.. ثمة حكايات تروى عن المدارس والتعليم وحقوق الطفولة الغائبة. 

تلك هي مشاهداتنا الأولى في قاطع المهجرين العراقيين في مخيمات أطمة في الشمال السوري، على مرمى حجر من الحدود السورية التركية.. أما في الذاكرة فثمة تفاصيل تستعاد.. تفاصيل بدأت مع اشتداد القصف وعمليات التصفية الطائفية التي طالت سُنة العراق من قبل ميليشيات الحشد الشعبي والإيراني، وها هنا بدأت رحلات التهجير إلى أماكن أكثر أمناً، وكانت سوريا إحدى الوجهات الأساسية لبعض العائلات العراقية.

وللوقوف أكثر على رحلة تهجير العراقيين التقت أورينت نت (أبو حمزة العراقي) مسؤول قاطع المهجرين العراقيين بمخيمات أطمة السورية والذي قال "بدأت رحلة تهجيرنا في عام ٢٠٠٥ بعد أن ضقنا ذرعاً بممارسات الميليشيات الطائفية الإجرامية من قتل وتصفيه، حيث نال المناطق السنية النصيب الأكبر منها كمنطقة صلاح الدين والأنبار والموصل وديالى، وكانت وجهتنا مدينة دير الزور السورية الأقرب جغرافياً لنا" وأضاف "كانت رحلة الوصول للأراضي السورية محفوفة بالمخاطر والمجازفة، كوننا سلكنا طرقا وعرة وطويلة وبعضها مكشوفة على الميليشيات الطائفية، وبلغ منا الجهد والتعب والمرض مبلغاً عظيماً، إضافةً لتعرضنا لعمليات ابتزاز وتشليح من قبل المهربين وقطاع الطرق وسلبنا هوياتنا الشخصية وممتلكاتنا الخاصة من حلى وملابس ونقود، ولكن هدفنا بإنقاذ أرواحنا وأرواح أطفالنا كان أكبر من أي خسارة".

من دير الزور إلى مخيمات أطمة 

رحلة التهجير والمعاناة لم تتوقف ولن تنتهي تفاصيلها في رحلة الشقاء السورية العراقية، ما دام التراخي في مواجهة خطر إيران هو السائد في  ردود فعل المجتمع الدولي ومن قبل العربي.. ومع تغير بسيط في الزمان والمكان و تبدو الصور واحدة..  فكان إجرام ميليشيا أسد والميليشيات الموالية لإيران بانتظار إكمال مشروع التهجير والإبادة حتى النهاية.. وهو أمر طالما أدرك سنة العراق نصيبهم منه باكراً،  مما اضطر العوائل العراقية للبحث عم ملجأ آخر بعيد عن جحيم الحرب وذلك بحسب (أبو حمزة العراقي) والذي أضاف في حديثه لأورينت نت:

 "خرجنا من حرب إلى حرب أخرى، واخترنا أهون الضررين، فقسم من العائلات حالفة الحظ بالخروج إلى تركيا والبقية أجبروا على اللجوء إلى مخيمات الشمال السوري المحرر، لتبدأ رحلة تهجير جديدة لا تقل خطورة ومعاناة عن سابقاتها، ليستقر بنا المطاف أخيراً بمخيمات إدلب في مدينة أطمة الحدودية مع تركيا، وننتهي من أصوات المدافع والطائرات وأزيز الرصاص، وتبدأ معاناة جديدة متمثلة بتأمين حياتنا ووضعنا المعيشي"

سبعة أفراد في خيمة! 

مع وصول العائلات العراقية إلى إدلب وتأمينهم بمخيمات مدينة أطمة بدأت صعوبات الحياة تتكشف لمن خرج صفر اليدين واستقراره في مساحة جغرافية صغيرة تكاد تنعدم فيها مقومات الحياة الأساسية وبالحديث عن الوضع المعيشي للعوائل العراقية في أطمة حدثنا (يونس صخر حسين) أحد المهجرين قائلاً "يبلغ عدد العائلات العراقية 24 عائلة تقسم على مخيمين صغيرين نفتقد كل مقومات العيش، فلا مدارس ولا مياة ولا حتى صرف صحي، ووضع المخيمات لا يخفى على أحد خاصةً مع ازدياد عدد المهجرين بفعل بطش نظام أسد بحق إخواننا السوريين وازدحام الناس في رقعة جغرافية صغيرة ونسكن بأعداد كبيرة بخيمة واحدة تصل في غالب الأوقات إلى سبعة أشخاص في خيمة مساحتها خمسة أمتار فقط، نتشارك مع السويين شظف العيش وهموم الحياة"

وأضاف ( الحسين ) "والنعم من السوريين، أهلنا وإخواننا، استقبلونا بكل محبة وشاركونا أمتعتهم وغذاءهم على الرغم مما ألم بهم من ذات البطش والإجرام على اختلاف المنفذين، فالإجرام واحد والشعب واحد" 

 نقتدي بإخوتنا السوريين: الموت ولا المذلة

يحدثنا (أبو حمزة العراقي) وهو يداري دمعة بدت واضحة في عيون أتعبها قهر الرجال وأمل الانتظار:

 "سوريا والعراق دولة واحدة بنظر الشعوب فقط، ولكن القيادات هم من زرعوا فكرة الطائفية سواءً ضمن البلد الواحد أو البلدان الأخرى، فلا فرق بين سوريا والعراق، وفرق بين حال السوريين  والعراقيين اليوم، وحالياً تتساوى الدولتين من حيث استمرار القصف والتدمير وسياسة التهجير والتغيير الديموغرافي، ويبقى الشعب الحر الذي يأبى الطغيان، يتقاسم مآسي الحياة وأمل الفرج القريب"

ويختتم أبو حمزة العراقي بالقول:

"نحن كأحرار لا يمكننا العودة للعراق كون المطلب الأول للموافقة لعودتنا ودخولنا إلى مناطقنا هو تغيير ملتنا كمسلمين سنة وقبولنا بمشروعية زواج المتعة بالدرجة الأولى، وهو مالا يمكننا قبوله ابداً، ونفضل الموت على أن نبدل ديننا أو أن نعطي الدنية فيه، ونقول ونعلن للعالم أجمع شعار إخوتنا السوريين الذي رفعوه في ثورتهم المجيدة "الموت ولا المذلة".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات