تصفية ضابط درزي رفيع في القوى البحرية ونظام أسد يروّج لانتحاره

نعى موالون ضابطا رفيعا من مرتبات القوى البحرية لميليشيا أسد بعد مقتله في ظروف غامضة، وسط اتهامات لنظام أسد بتصفيته بسبب مواقفه الوطنية المناهضة للتدخلات الإيرانية والجرائم الواسعة ضد الشعب السوري.

وذكرت صفحات موالية على "فيس بوك"، أمس، أن الضابط العميد المهندس، نضال فوزي صيموعة، (54 عاما) قتل إثر "حادث أليم في مدينة اللاذقية"، دون نشر أي صور أو بيانات رسمية لتوثيق الحادث المزعوم، للضابط الذي ينحدر من قرية عرمان بريف السويداء.

لكن مصادر خاصة من اللاذقية أكدت لأورينت أن نظام أسد قام بتصفية العميد صيموعة في شقته بمساكن "الجاهزية القتالية" الخاصة بالضباط في المدينة ذاتها، حيث يخدم في الفوج (200) التابع للقوى البحرية في اللاذقية، وهو فوج صواريخ (ياخونت) الروسية.

وقال المحلل العسكري العميد أحمد رحال في حديثه لأورينت نت، إن "ميليشيا أسد كانت وراء تصفية العميد نضال صيموعة ثم راحت تروج لمبررات متناقضة حول مقتله، فتارة تقول الميليشيا إنه فقد ذاكرته بشكل مفاجئ وأصابه خرف شيخي مبكر وضل طريقه إلى مسكنه الذي لا يبعد سوى أمتار عن مقر عمله في اللاذقية، وتارة تدعي أنه تعرض لجلطة دماغية".

ويعزو رحال أسباب تصفية صيموعة إلى كونه يشغل مركزا هاما في قيادة القوى البحرية في اللاذقية، كونه مهندسا ميكانيكيا ومختصا في صواريخ "ياخونت" الروسية، إلى جانب توقعات برفضه لجرائم نظام أسد وسياساته الداخلية والخارجية، خاصة التدخلات الإيرانية.

فيما شكك كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي بالأسباب التي روجها نظام أسد حول مقتل العميد صيموعة بعد تكرار مقتل عشرات كبار الضباط في صفوفه لأسباب غامضة، معتبرين أن نظام أسد يعمل على تصفية قائمة من أبزر الضباط في ميليشياته لحماية نفسه مستقبلا.

وفي هذا السياق، كتب وسام إسماعيل على صفحته في "فيس بوك" قائلا: "العميد المحترم نضال صيموعة ابن مدينة السويداء قتل بطريقة بشعة، حيث تعرض للتصفية أكثر من مرة وأتحداكم إن كان حادث سير ابحثوا جيداً بالحادثة ، لقد قتلوه حيث كان له رأي إيجابي مختلف من الأحداث الجارية في سورية لصالح الشعب، بدأ النظام المجرم منذ فترة بإدراج أسماء على لائحة التصفية، من القادم يا ترى ؟!".

وتزامنت تصفية العميد نضال مع استدعاء ميليشيا "الحرس الجمهوري" للواء سهيل الدكر والتحقيق معه بأمور مجهولة، بعد نحو أسبوعين على تعيينه كنائب لقائد القوى البحرية، ورغم أن شقيقه العميد آصف الدكر يشغل رئيسا للفرع (291) في مخابرات أسد، ما يثير الشكوك حول تصفيات وتغييرات تجريها ميليشيا أسد بسبب النزاعات حول الولاءات الدولية وخاصة الإيرانية.

وينحدر صيموعة من قرية عرمان بريف السويداء، تخرج من كلية الهندسة العسكرية في حلب عام 1990 برتبة ملازم أول، مهندس اختصاص هندسة ميكانيك عربات، وعيّن في مرتبات القوى البحرية، وبعد عام 2010 نقل إلى الفوج (200 صواريخ ياخونت) في اللاذقية، ثم انتقل مؤخرا إلى قيادة القوى البحرية.

وخلال الأشهر الماضية وثقت الشبكات المحلية وفاة ومقتل عشرات الضباط برتب عالية، خاصة برتبة عميد من صفوف ميليشيا أسد بظروف غامضة، كان أبرزهم اللواء موريس مواس، المسؤول عن الكثير من المجازر والجرائم بحق السوريين خلال إدارته مشفى تشرين العسكري والنقاط الطبية العسكرية في حمص في السنوات الماضية.