لبنان..سخط شعبي ودولي بعد استقالة الحريري وأدوات إيران أفشلت المبادرة الفرنسية

لبنان..سخط شعبي ودولي بعد استقالة الحريري وأدوات إيران أفشلت المبادرة الفرنسية
كشفت مصادر لبنانية مطلعة الأسباب الحقيقة الكامنة وراء تعثر تشكيل الحكومة اللبنانية بعد اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري عن تشكيلها، وهو أمر أثار استنكاراً عربيا ودوليا واسعا، وسط مطالبات شعبية بتدخل دولي عاجل لإنقاذ لبنان من هيمنة ميليشيا حزب الله بأجنداتها الإيرانية وحليفها "التيار الوطني الحر" المتمثل بالرئيس ميشال عون.

وقال مراسل أورينت في لبنان طوني بولس نقلا عن مصادر مطلعة إن "الخلاف الأساسي حول تشكيل الحكومة اللبنانية هو خلاف على مشروعين بالبلد، المشروعان يبدو أنهما خلاف على حقائب وكتل وزارية أو ما شابه ذلك، لكن بالحقيقة هو أن حزب الله يحاول امتلاك الحقائب الوزارية والأساسية التي تُمكنه من التصويت والتحكم بقرار لبنان بشكل كامل".

ويوضح المصدر: "المبادرة الفرنسية تطالب بأن تكون حكومة مستقلة وتلتزم الحياد وغير تابعة لحزب الله، وأن يكون فيها وزراء غير مرشحين للانتخابات النيابية المقبلة ولديها أيضا مشروع إصلاحي لوقف التهريب على الحدود السورية ومعالجة موضوع الكهرباء الذي يشكل هدراً كبيراً بالميزانية"، غير أن ذلك المشروع لا يناسب حزب الله وحلفاءه باعتبارهم لا يريدون حكومة تلتزم الحياد عن الصراعات السياسية، بل إن الحزب صاحب الأجندات الإيرانية يريد جرَّ لبنان إلى مكانٍ سياسي معين.

كما أن الميليشيا لا تريد إيقاف التهريب باتجاه سوريا لأن تلك العملية تشكل لها مصدرا أساسيا لنهب ثروات البلاد، وفي نفس الوقت يتمسك التيار الوطني الحر بورقة الكهرباء التي يهيمن عليها منذ أكثر من 10 سنوات، وأيضا تشكل له مصدرا أساسيا لنهب الأموال اللبنانية.

وكان رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري اعتذر عن تشكيل الحكومة بعد رفض الرئيس ميشال عون التشكيلة الحكومية الأخيرة التي قدمها الحريري، وذلك بعد محاولات استمرت تسعة أشهر من الفراغ الحكومي الناتج عن الخلافات السياسية المتفاقمة التي أوصلت لبنان إلى أسوأ أوضاعه الاقتصادية في تاريخه الحديث.

عرقلة مقصودة بأصابع إيرانية

وتؤكد المصادر اللبنانية لأورينت نت أن الرئيس عون كان بصدد رفض التشكيلة الحكومية الأخيرة التي قدّمها الحريري مسبقا وقبل الاطلاع عليها، باعتبار "التيار الحرّ وحزب الله" لا يريدان حكومة وفق المواصفات العربية والدولية التي نادت فيها المبادرة الفرنسية والجامعة العربية وحتى الولايات المتحدة الأمريكية، بل إنّ الحليفين يريدان "حكومة عميلة لتنفيذ أجنداتهما" على غرار حكومة حسان دياب المستقيلة.

غير أن تعثر المفاوضات الإيرانية حول الاتفاق النووي في فيينا تنعكس سلباً على لبنان وتشكيل حكومته باعتبار أن إيران ترفض الإفراج عن ورقة الحكومة اللبنانية قبل أن تكون لديها تسوية على طاولة المفاوضات الدولية بشأن الاتفاق النووي، خاصة أنها تقف بشكل كبير وراء جر لبنان إلى الخراب لتنفيذ أجنداتها الطائفية.

غضب شعبي ودولي

وعقب اعتذار الحريري عن تشكيل الحكومة بدأت احتجاجات شعبية غاضبة تمثلت بقطع للطرق في بيروت وطرابلس وغيرها من المناطق اللبنانية، وتطورت الاحتجاجات لاشتباكات بين المتظاهرين والجيش اللبناني في مناطق متفرقة مع تسجيل إصابات عديدة في صفوف المتظاهرين، كما انهارت الليرة اللبنانية إلى قاعٍ تاريخي، حيث وصلت إلى 22 ألف ليرة مقابل الدولار الواحد، في ظل مطالبات شعبية بتدخل دولي تحت الفصل السابع لإنقاذ البلاد من هيمنة حزب الله والتيار الوطني الحر.

كما أثار ذلك تنديدا عربيا ودوليا واسعا، حيث اعتبر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن تعثر تشكيل الحكومة اللبنانية "مخيبا للآمال" وحذر من نتائج كارثية حول ذلك وقال: "من الأهمية تشكيل حكومة ملتزمة وقادرة على تنفيذ الإصلاحات ذات الأولوية الآن" مضيفا أنه: "يجب على القادة في بيروت أن يُنحّوا جانباً الخلافات الحزبية وأن يشكلوا حكومة تخدم الشعب اللبناني".

فيما اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن تبعات اعتذار الحريري قد تكون خطيرة على مستقبل الوضع في لبنان، وقال إن مسؤولية الفشل والتعطيل في التوصل إلى التوافق السياسي في لبنان "تقع على عاتق جميع السياسيين اللبنانيين".

ومنذ شهر كانون الأول عام 2020، يحاول الرئيس المكلف سعد الحريري تشكيل حكومة لبنانية من الاختصاصيين، كما أوصت المبادرة الفرنسية لكن حزب الله والتيار الوطني الحر الذي ينتمي له عون يقفان حجَر عثرة في وجه تشكيل الحكومة، كما أعلن الحريري والكثير من الفرقاء الداخليين، ومنهم حركة أمل الشيعية من خلال موقفها الأخير المغاير لموقف حليفها حزب الله.

ويعاني لبنان أزمة اقتصادية خانقة وغير مسبوقة بسبب الفراغ الحكومي الذي بدأ عقب استقالة الحكومة السابقة منذ انفجار بيروت في آب الماضي، في ظل تردّ ٍخدمي غير مسبوق من غياب الكهرباء وغلاء معظم المواد الأساسية والخدمية ولا سيما المحروقات، وسط تحذيرات واسعة من مجاعة أو انهيار كامل يضرب البلاد.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات