محللون يوضحون لـأورينت أهداف التصعيد الإيراني ضد القواعد الأمريكية شرق دير الزور

محللون يوضحون لـأورينت أهداف التصعيد الإيراني ضد القواعد الأمريكية شرق دير الزور
حظيت الهجمات على قواعد عسكرية في ريف دير الزور الشرقي باهتمام غير عادي، مع أنها لم تسفر عن وقوع إصابات أو أضرار مادية، وكأن الهدف منها فقط إزعاج القوات الأمريكية، والضغط على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.

الهجمات التي شنتها ميليشيات مدعومة من إيران على مدار الأسبوعين الماضيين،والتي استهدفت قاعدتين أمريكيتين في حقل العمر النفطي، وحقل كونيكو للغاز، بعد الضربة الأمريكية في 27 حزيران الماضي لمواقع الميليشيات في سوريا والعراق، والتي أدت إلى مقتل عناصر من الميليشيات، لا ترقى إلى أن تسمى حتى رداً، لكن تبدو أهدافها أبعد من إلحاق خسائر محدودة بالقوات الأمريكية قد تستدعي رداً قاسياً لا تطيقه ميليشيات إيران، وإنما إشاعة حالة من عدم الاستقرار في صفوف تلك القوات.

وعادة ما ترد القوات الأمريكية عند استهدافها بشكل مباشر، لكن لا شيء حصل تجاه الميليشيات هذه المرة، ما يؤشر إلى عدم توفر الرغبة بالتصعيد من الجانبين، ما يقلل من أهمية الأنباء عن وصول خبراء صواريخ من إيران للمنطقة، ويجعلها في إطار الاستعراض.

والحال كذلك، تبدو الإجابة على الأهداف التي تتطلع إيران إلى تحقيقها من إطالة أمد الضربات محيرة إلى حد ما.

محادثات فيينا

ولا يمكن تفسير هدف إيران من وراء الهجمات المدروسة، وفق الباحث في مركز الدراسات الإيرانية في أنقرة "إيرام" الدكتور محمد عبد المجيد دون النظر إلى المفاوضات الدولية مع إيران بشأن برنامج طهران النووي.

ويوضح لـ"أورينت نت" أن "التحرش هذا، محاولة من إيران للضغط على الولايات المتحدة للحصول على امتيازات على طاولة المفاوضات في محادثات فيينا، خصوصاً وأن هذه المحادثات تشهد جموداً في الأسابيع الأخيرة ولم تستطع إيران تحصيل ما كانت ترجوه منها".

وطبقاً لعبد المجيد، قد يكون الهدف من الضربات هو حمل الولايات المتحدة على الانسحاب من المنطقة ما يساعد طهران على الاستفراد في دير الزور.

ويؤشر ذلك إلى احتمالية أن تزيد طهران من وتيرة التحرش بالقوات الأمريكية في سوريا في الفترة المقبلة، ويستدرك عبد المجيد: "لكن ليس بشكل مباشر وإنما عبر وكلاء محليين تزعم أنهم يمثلون مقاومة شعبية للقوات الأمريكية وأنه لا دليل على ارتباط مباشر بينها وبينهم".

ويتفق مع عبد المجيد الكاتب والمحلل السياسي فراس علاوي الذي يعتقد أن غرض طهران من الضربات هو تمرير رسائل لواشنطن على خلفية تعثر محادثات فيينا.

لكن لماذا وقع الخيار على سوريا لجعلها ساحة لتمرير الرسائل؟ يجيب علاوي لـ"أورينت نت": "سوريا ساحة مفضلة لإيران، حيث حرصت إيران منذ بداية مساندتها نظام أسد أن لا تعلن عن وجود قواتها بشكل رسمي في سوريا وإنما بصفة استشارية، وهكذا فإن التصعيد لا يحمّلها أي مسؤولية قانونية".

ويضيف أن وضع سوريا الحالي واستباحة البلاد من قوى خارجية كثيرة يسهّل على إيران المهمة ويجعل تكلفة الرد الأمريكي أقل عليها.

الداخل الإيراني

وثمة حسابات متعلقة بالداخل الإيراني كما يقول علاوي، حيث يريد التيار المتشدد الإيراني، الذي يمثله المرشد خامنئي والرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي أن يوجه رسائل للشارع الإيراني، مفادها أن البلاد صارت نداً للولايات المتحدة، بفعل التمدد الإيراني في المنطقة، وإن كان مكلفاً.

وكذلك تريد إيران امتصاص غضب الشارع الإيراني المطالب بالرد على الهجمات الأمريكية.

 

زيادة كلفة الوجود العسكري الأمريكي

من جانب آخر، تلفت مصادر "أورينت نت" إلى اضطرار الولايات المتحدة لاستقدام تعزيزات عسكرية إلى القاعدتين المستهدفتين، ومن هنا فإن الوجود الأمريكي في سوريا سيكون أكثر كلفة، وهو ما يتعارض مع التوجه الأمريكي نحو تقليل تكاليف الوجود العسكري في المنطقة عموماً، وجعله في الحد الأدنى.

لكن علاوي، لا يتفق مع هذه القراءة، ويعزو ذلك إلى أن الوجود الأمريكي في سوريا لا يكلف واشنطن الكثير، فضلاً عن أن الهجمات لم ترقَ إلى أن تشكل تهديداً على الوجود الأمريكي.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات