أنقذونا.. عرب الأحواز ينتفضون بوجه نظام الملالي وخبراء لأورينت: القوميات غير الفارسية تتأهب

أنقذونا.. عرب الأحواز ينتفضون بوجه نظام الملالي وخبراء لأورينت: القوميات غير الفارسية تتأهب
من المُطالبة بالكهرباء إلى المُطالبة بالماء ووصولاً إلى المُطالبة بإسقاط النظام، هكذا أشعل العرب في خوزستان (الأحواز) إقليمهم برُمّته، لتخرج مُدن الإقليم العربي عن بكرة أبيها مُطالبةً بإسقاط نظام الملالي الحاكم في إيران.

مطالب العرب التي تطوّرت، جرّت عليهم ويلات النظام الإيراني؛ ليخرج عليهم هذا النظام بقضه وقضيضه ويستجلب عشرات الجنود والآليات العسكرية، بل أكثر من ذلك ليستجلب الميليشيات العراقية كونهم الأقدر على فهم طبيعة ولغة الثوّار العرب في الأحواز.

عدد من المُتظاهرين الذين تحدّثت معهم "أورينت نت" اختصروا ما يجري في محافظة الأحواز بجملة واحدة "نحن نموت.. أنقذونا" بهذه الكلمات اختصروا مأساتهم، مُطالبين العالم أجمع بالتحرك لإنقاذهم من الآلة العسكرية لنظام الملالي.

المعارض العربي محمد مجيد الأهوازي قال لـ "أورينت نت" إنّ ثورة 15 تموز انطلقت بسبب قطع المياه على العرب في إقليم خوزستان، وجرّها إلى المُدن الفارسية الصحراوية البعيدة والهدف من ذلك تهجير العرب من مُدنهم الغنيّة بالماء والنفط والزراعة.

وأضاف الأحوازي أنّ نظام الملالي حفر أنفاقاً عملاقة لجر المياه إلى تلك المُدن، ومنها مدينة أصفهان التي بات سُكّانها ينعمون باللهو في المياه بعد أن كانت مدينة شبه صحراوية، أما مدينة يزد فهي مدينة صحراوية بالكامل، حتى إنّ بيوتها بُنيت لتناسب تلك البيئة، أمّا اليوم فقد جرّ نظام الملالي المياه إلى تلك المدينة.

وأشار الأحوازي إلى أنّ السّدود التي بناها نظام الولي الفقيه على الأنهار العربية هي سدودٌ كبرى وتحجز المياه عن الوصول إلى المناطق العربيّة، كما إنّ هذه السّدود مُخالفة حتى للقانون الذي وضعه المُعمّمون، ومُخالف لقانون حماية البيئة الإيراني ذاته، كما إنّ نظام الملالي أعطى تراخيص عشوائية لحفر الآبار في المنطقة، وهو الأمر الذي أفقد المنطقة حتى مياهها الجوفية.

أما مسؤول المكتب السياسي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز عادل السويدي فأكد في تصريحات خاصة لـ "أورينت نت" أنّ النظام الإيراني اعتاد أن يتعامل مع أيّة مطالب مُحقّة للشعب الأحوازي بالعقل الأمني الإقصائي، وهذا الأسلوب -الأمني الإقصائي- لم يتغير منذ تولي الخميني مقاليد الحكم بالقوة في الكيان الإيراني المغتصب.

وأشار السويدي إلى أن انتفاضة 15 تموز الأحوازية سببها الرئيسي عمليّات التعطيش والتهجير المُمنهجة التي يقوم بها النظام الإيراني، حيث قطع نظام الملالي مياه الشرب عن 10 مليون عربي وبشكل متعمّد منذ سنوات، مؤكداً قيام سلطات نظام الولي الفقيه بتدشين 5 مشاريع عملاقة و17 سداً لنقل مياه الأنهار العربية التي تجري في هضبة الأحواز إلى مدنٍ إيرانية أخرى، وتمثلت هذه المشاريع بسدود عظيمة وأنفاق وممرات تُضخ فيها المياه بكميات كبيرة وتنقلها إلى مدن يزد وكرمان وأصفهان ورفسنجان وقم.

تضامن القوميات غير الفارسية

عمليّات القتل المُمنهج التي تنتهجها ميلشيات الحرس الثوري والميليشيات الشيعيّة العراقية، أفرزت حالة من التضامن مع العرب من القوميّات غير الفارسية في إيران، وأكد السويدي وجود حالة تضامن شعبي وجماهيري لدى الشعوب غير الفارسية مع "انتفاضة العطش" في الأحواز وما نتج عنها من قتلى وجرحى ومعتقلين أحوازيين نتيجة استهداف ميليشيات الحرس الثوري للمحتجين السلميين في الأحواز.

ونوّه السويدي إلى أنّ الأحزاب والمؤسسات التابعة للآذريين والبلوش والأكراد والتركمان وجميعها قوميّات غير فارسية؛ أصدرت بيانات شجبت فيها الأساليب غير الإنسانية التي تتعمّد السلطات الإيرانية تطبيقها بالقوة ضد العرب في الأحواز، وهنالك تحرّكات مماثلة في مناطق الشعوب غير الفارسية، ونتوقع أنها ستخرج كذلك بوقفات احتجاجية ضدّ ممارسات النظام الأمنية، وهي أيضاً تُعاني من سياسات النظام الإيراني الإقصائية والشمولية ضد الشعوب غير الفارسيّة.

بعد سوريا.. الكل مُستهدف

نظام الملالي وعلى خُطا نظام أسد؛ ادّعى وعلى لسان رئيس شرطة مدينة شاديكان أنّ "انتهازيين ومشاغبين" قتلوا المُتظاهرين ونقلت وكالة أنباء الطلبة التابعة لنظام الولي الفقيه عن رئيس الشرطة أنه تمّ اعتقال "منفذي الحادث"، غير أنّ وكالة فارس ووكالة إيرنا نقلت عنه شيئاً مُختلفاً، إذ يقول إنّ الشرطة ستقوم باعتقال الجُناة.

لم تُكمل المُظاهرات الأحوازيّة أيّامها الأربعة بعد حتى وصل عدد الشهداء إلى 7 مع سقوط عشرات الجرحى عبر استهدافهم بالرصاص الأمني للنظام الإيراني، ويعتقد السويدي أنّ نظام الملالي في إيران له باع طويل في عمليات التخريب والقتل والدمار والتشريد، يقول السيدي: "ازدادت حدة التصرفات الوحشية لنظام الملالي في العراق وسوريا تحديداً، بعد أن أوغل هذا النظام بقتل الشعب السوري الشقيق وإبادة ثواره في المدن والقرى السورية، وهذا ما يجعل نظام الملالي يتصرف بعقلية اجتثاثية مع أيّ حركة احتجاجية في الأحواز أو غيرها من مناطق الشعوب غير الفارسية التي تعاني مشاكل بنيوية ومزمنة".

ويذهب السويدي إلى أنّ العقل الأمني والعسكري لنظام الملالي هو العقل الأوحد الذي يلجأ إليه مباشرة صُنّاع القرار في طهران، يقول السويدي: "علينا أن نستفيد كأحوازيين ومنتفضين من الدروس الإيرانية الاجتثاثية القاسية التي حصلت مع شعبنا السوري وشعبنا العراقي، والجميع في الأحواز يُنادي بسلمية الانتفاضة وعدالة المطالب المُحقّة التي يرفعها أبناء وبنات وأطفال الشعب العربي الأحوازي، وحقه بالحصول على المياه الصالحة للشرب".

وطالب المسؤول بحركة النضال العربي لتحرير الأحواز بأن يوقف النظام الإيراني مشاريعه الاستيطانية، وإيقاف عمليات التهجير القسري للأحوازيين وإرجاع الحياة إلى الأرض والأنهار والبشر عبر فتح السدود أو إزالتها عن أنهارهم، وهو ما أدى إلى قتل الحيوانات والأسماك وتدمير القرى والمزارع للسكان الأصليين بغية إرغامهم على ترك أراضيهم ومزارعهم والهجرة إلى مدن أخرى في إيران.

يُشار إلى أنّه ومنذ الخامس عشر من تموز تشهد مدن خوزستان المختلفة مسيرات احتجاجية ضد نقص مياه الشرب وعمليّات التهجير المُمنهجة التي تُمارسها سُلطات الولي الفقيه، وبدأت سياسات النظام الإيراني هذه منذ وصول الخميني إلى رأس السلطة في إيران، ليعمل هو وخليفته على تهجير العرب من الأحواز من خلال تجفيف الأنهار والإفقار المُمنهج للشعب العربي هناك.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات