نهاد سيريس متحدثا عن روايته (أوراق برلين): في رأسي يزدحم تاريخان وثقافتان!

نهاد سيريس متحدثا عن روايته (أوراق برلين): في رأسي يزدحم تاريخان وثقافتان!
عن دار ممدوح عدوان للنشر، صدر للروائي السوري نهاد سيريس رواية جديدة بعنوان: (أوراق برلين) وهي أولى روايات الكاتب منذ اندلاع الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد. 

خسرتُ وطني وأصبحتُ لاجئاً

الروائي نهاد سيريس كتب على صفحته الشخصية على (فيسبوك) نصاً هاماً تحت عنوان: "بخصوص روايتي أوراق برلين" شرح فيه ملابسات كتاباتها، والظروف التي واجهها ككاتب منذ خروجه من سوريا عام 2012 فقال: 

" بعد أن خرجت من سوريا في بداية 2012 انشغلت في البداية بترتيب أمور كثيرة؛ منها ما يتعلق بحياتي في المستقبل، ومنها ما يتعلق بخدمة بعض أعمالي التي كانت تترجم إلى بعض اللغات في ذلك الوقت. ولكن بعد أن استقريت في ألمانيا نهائياً بدأت بالتفكير بكتابة رواية جديدة. لقد تغيرت حياتي وسُنحت لي فرصة جديدة وهي البيئة الجديدة التي أصبحت أعيش فيها وعلي أنا أيضاً أن أكتب بشكل جديد".

ويتابع نهاد سيريس قائلا: 

" إن ما جرى في سوريا وفي حلب بالتحديد نسف كل شعوري بالاستقرار. لقد خسرت وطني وأصبحت لاجئاً، ولم أعد أسير في الشارع كمواطن بل كغريب، بينما الشوارع التي ألهمتني معظم أعمالي قد تدمرت وتحولت إلى صور مشوشة في ذاكرتي.

ولكن يجب الشروع في الكتابة من جديد. لقد حاولت ولكنني واجهت صعوبات جمة، فكل الأفكار والقصاصات التي كنت أحملها في محفظتي قد ضاعت أهميتها. ووصلت أخيراً إلى قناعة وهي إن أردت أن أكتب عملاً جديداً فعلي أن أغير مواضيعي وأسلوبي بما فيها الأمور التي سأكتب عنها. فأنا أعيش في برلين التي احتلت التاريخ في القرن العشرين وفي نفس الوقت تحتل ذكرياتي عن الوطن مخيلتي. هنا في رأسي يزدحم تاريخان وثقافتان وإن أردت أن أكتب فعلي أن أرضخ لهما معا. أما عن الأسلوب فقد وجدت أنني يجب أن أغيره هو أيضاً ولو جزئياً، فالواقعية الصرفة لم تعد تجذبني، وهذا طبيعي فمعظم المدارس الفنية والأدبية قد تغيرت بعد الحربين العالميتين وما حدث ويحدث في سوريا لا يقل أهمية في نفوسنا عما جرى في أوروبا ودفع الكتاب والفنانين إلى التغيير".

بطل يعيد اكتشاف نفسه! 

(أوراق برلين)  صدرت في (188) صفحة من القطع المتوسط، ويتضح من خطوطها العامة، أنها أشبه ما تكون بسيرة ذاتية لكاتبها الذي تتماهى الكثير من معطيات حياته الراهنة مع معطيات حياة البطل، وإن لم تكن رواية سيرة ذاتية بالمعنى التوثيقي الكامل.. وكان الناشر قد عرف بالرواية وما تعالجه من أحداث ومقاربات بالقول: 

"متنقّلاً بين أسواق حلب الأثريّة وبين بارات برلين، يُعيد بطل رواية (أوراق برلين) اكتشاف نفسه مرّةً بعد مرّةٍ، ويفتح يديه لتجاربَ متنوّعةٍ، وأناسٍ جُدد، ويصيخ السمع منتظراً أن يقصّ عليه أحدهم حكايةً جديدةً كي يدوّنها، ونراه يهرب من قصّة حبٍ مخفقةٍ عبْر استكشاف تاريخ ألمانيا في الحربَيْن العالميّتيْن: الأولى، والثانية، ليضيع في الذكريات، والصور، والخرائط، بين حلب الغربيّة والشرقيّة وبين برلين الغربيّة والشرقيّة، ويقلّب في لوحات الرسّام الألمانيّ أوتو ديكس، التي جسّدت بشاعة الحرب العالميّة الأولى؛ كي ينسى صور الدمار والقتل التي احتفظت بها ذاكرته.

يتجوّل نهاد سيريس في روايته بخفّةٍ بين الأماكن، والأشخاص، والأحداث، ضمن نصٍّ متدفّقٍ واحدٍ، ويتخفّى عمله وراء طابعٍ توثيقيٍّ ينقّب في تاريخ الحروب وعمارة المُدن، وبعدئذٍ يفاجئ القارئ بجرعةٍ غير متوقّعةٍ من الخيّال عن أعاجيب وقوى خارقة تُعين الناس على تجاوز ويلات الحرب هرباً نحو بداياتٍ جديدة. فهل يمكن للمرء الفرار من حربٍ في بلاده عبْر الغرق والتنقيب في تاريخ حربٍ أُخرى وقعت في زمانٍ ومكانٍ آخرين؟" 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات