وقال أحد أعضاء اللجنة المركزية للتفاوض لأورينت نت، (فضل عدم الكشف عن اسمه)، إن الهدوء يسيطر على أحياء درعا البلد في ظل مفاوضات جارية بين وجهاء المنطقة وميليشيا أسد، حيث جرى اجتماع ليلة أمس بين الوجهاء ومندوبين من نظام أسد لإنهاء التصعيد في درعا ووقف إطلاق النار بشروط ترضي الطرفين و"من الممكن العودة لاتفاق التسوية الموقع برعاية الاحتلال الروسي عام 2018".
فيما قال أحد وجهاء درعا البلد "أبو علي المحاميد" الذي حضر الاجتماع مع مندوبي نظام أسد ليلة أمس: "قلنا لهم كل شي اتفاق مضى، انتهى أمره، اليوم سال الدم في حوران ونحن نريد اتفاق جديد، بعد ما تهدأ الأمور وينسحب الجيش إلى مواقعه القديمة ويوقف الهجوم، ممكن نشكل لجنة للتفاوض على كل مناطق حوران، وتسليم السلاح لدينا هو خط أحمر، وإذا وافق أهلاً وسهلاً، وإذا ما وافق فهي الحرب".
وانطلقت "معركة الكرامة" في عموم مناطق درعا أمس الخميس، تلبية لنداء "الفزعة" والتصدي للهجوم الذي بدأته ميليشيات أسد وإيران وعلى رأسها "الفرقة الرابعة" بهدف اقتحام أحياء درعا البلد من ثلاثة محاور (النخلة وقصاد والقبة) بتمهيد مكثف براجمات الصواريخ وخاصة نوع "فيل" وقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة والقناصات، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين بينهم نساء جراء القصف على المنازل.
وأعلن أبناء درعا خلال تلك المعركة السيطرة على عشرات الحواجز العسكرية والأمنية في معظم مناطق المحافظة وخاصة الريفين الشرقي والغربي، وتمكنوا خلال الهجوم من أسر أكثر من 70 عنصراً من ميليشيا أسد بينهم ضباط، إضافة لمقتل وإصابة آخرين بينهم ضباط واغتنام دبابة وأسلحة ثقيلة ورشاشات وذخائر كثيرة وسيارات عسكرية، وفق عشرات الصور والفيديوهات التي نشرها الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي.
عشرات الأسرى والقتلى لميليشيا أسد خلال معركة الكرامة في درعا (صور +فيديو)
وسيطر المقاتلون خلال الهجوم على معسكر زيزون ومعسكر الصاعقة وحاجز الكنسروة ومفرزة الأمن العسكري في بلدة الشجرة، وسيطروا أيضاً على تل السمن قرب مدينة طفس، والنقطة الأمنية في منطقة الري الواقعة بين اليادودة والمزيريب، وحاجزي “السرايا و القطاعة”، وحاجز طريق “تل الجابية” غرب مدينة جاسم وحاجز “المسلخ” والحاجز الواقع على طريق بلدة سملين، وحاجز آخر غرب بلدة نمر، وحاجز قيراطة في منطقة اللجاة.
كما سيطر أبناء درعا على حاجزين في بلدة أم المياذن وحواجز الرادار والسرو ومزرعة النعام وحاجز عسكري بين بلدتي صيدا والطيبة بريف درعا الشرقي، إضافة إلى الحواجز العسكرية في بلدة الجيزة، كما هاجموا كتيبة الفدائية على طريق صيدا – الطيبة، إضافة لتفجير عبوة ناسفة بسيارة عسكرية للميليشيا أدت لمقتل عدد من العناصر والضباط على الطريق الواصل بين مدينتي إزرع والشيخ مسكين.
بالتوازي مع ذلك، كثفت ميليشيا أسد قصفها الصاورخي والمدفعي على أحياء درعا البلد وبلدات الريف الغربي والشمالي، وأسفر القصف عن مقتل نحو 16 شخصاً بينهم أطفال ونساء، 6 منهم في أحياء درعا البلد و5 آخرون (امرأة وأربعة أطفال) في بلدة اليادودة، وبينهم مدنيان اثنان في مدينة جاسم شمال درعا، إضافة لعدد من الجرحى وأربعة قتلى من المقاتلين المحليين في المنطقة.
وتصر ميليشيا أسد ومن ورائها الاحتلال الروسي على بسط نفوذها الأمني على محافظة درعا وخاصة درعا البلد من خلال تهجير المئات من شبابها والاستيلاء على سلاحها، الأمر الذي يرفضه الأهالي ويطالبون بالالتزام باتفاق التسوية الموقّع عام 2018.
التعليقات (4)