أورينت تكشف بالأسماء: حزب الله يحول طريق الحج إلى طريق المخدرات والأردن مستهدف!

إلى منطقة اللجاة التابعة لمحافظة السويداء وتحديداً  المنطقة الجنوبية الشرقية منها،  حملت شاحنة مرت على كل الحواجز بيُسر "مكبساً" لصنع الكبتاغون هو الأول من نوعه في المنطقة التي يفترض أن تضم مصنعاً لتصنيع الكبتاغون، يخترق مجتمع بدو السويداء الذي سرعان ما سيتأثر بلا شك بالكارثة التي ستخلق وضعاً جديداً على الأرض.   

مر ما يقارب الشهر على وصول مكبس لحبوب الكبتاغون إلى ريف السويداء الغربي الشمالي، واستقر أخيراً في منزل بدائي في إحدى قرى اللجاة القريبة مما يسمى طريق الحج القديم،  وحديثا بات يسمى بجهود ميليشيا حزب الله: طريق المخدرات والحشيش. 

هذا المكبس ليس الأول من نوعه في الجنوب السوري، ولكنه الأول من نوعه من حيث طريقة العمل والترويج والأهداف البعيدة المدى لحزب الله ومن خلفه ايران، وهما المستثمِران  الذهبيان بالمخدرات في سوريا.

من صيدا إلى الجنوب السوري

عَبَرَ المكبس طريقاً برية طويلة من ميناء صيدا في لبنان ودخل الأراضي السورية من المعبر العسكري المخصص لحزب الله على الحدود السورية اللبنانية، عبر  ما يقارب ٣٠٠ كم، ولم تقم أي دورية أو حاجز أمني يتبع لنظام الأسد بتوقيفه. لماذا؟ تقول لنا المصادر لأن "حزب الله" يحميه.. ويكفي أن يكون باسم حزب الله حتى تكسر أيادي من تمتد لتفتيشه.. ولو كانت "الدولة السورية" المزعومة التي لم تعد موجودة سوى في أكاذيب إعلام النظام. 

مرَّ المكبس بكل سهولة ويُسر إلى منطقة اللجاة، واستقر في إحدى القرى البدوية الصغيرة، ووضع بعهدة كلٍّ من حسن رويضان وصافي الخلف القيادي السابق في أحد الفصائل وشقيق عدد من القتلى الذين قضوا في مواجهة النظام وميليشياته، وأبو صدام، فيما تقوم مهمة تأمين المواد الأولية للعمل على المدعو أبو جعفر وهو نفسه ضابط حزب الله الذي أشرف على إدخال المكبس وتأمين وصوله. 

كما تم الاتفاق مع جامل البلعاس و أبو هشام الحمد على تأمين الحماية وطرق النقل عبر وقم والخرسا مروراً بعريقة وصولاً للمزرعة غرباً، حيث يستلم التوزيع عدد من أفراد عصابة جامل البلعاس هناك، وتأمين طريق عبر قرية مجادل باتجاه طريق الشام ومروراً بشهبا، حيث تستلم هناك عصابة وسام الطويل و أمجد شلغين الحبوب ليصار إلى توزيعها.

إنتاجية مرعبة

أما عن عمل المكبس فهو بقدرة إنتاجية تصل لـ٨٠٠ حبة في الساعة، كما يقول المصدر إن باستطاعة المروِّج التوصية على الطلبية دون أن يدفع أي ليرة سورية مقابلها، وبعد أيام تجهز الطلبية وترسل عبر أحد الخطوط، وهنا أيضاً لا يقبض المنتجون أي ليرة، وهذا ما سيشجع المزيد من المروّجين والتجار للدخول لهذا السوق، وبالتالي سيتضاعف أعداد المدمنين وبالأخص أن هذه الحبوب قد توزع بالمجان وبأسعار بخسة جداً، لكن بالتأكيد بعد أن يزيد الطلب على هذه الحبوب سيكون سعرها أعلى من المتوقع لكي يعوض المنتجون خسارتهم بالفترة الأولى، لكن يبقى الهدف اليوم التوسّع بالترويج. 

الوجهة هي الأردن!

 المورّد أبو جعفر اتفق مع عدد من مزارعي الأعشاب المخدرة لضمان المحاصيل وتسويقها بمعرفته. 

كما اتفق مع شخص من آل كرباج من السويداء، يعمل في تخشيبة لبيع المخدرات بالقرب من الخزانات، اتفق معه جامل البلعاس على إيصال المنتجات لدرعا حيث يُشتهر كرباج بتهريب المخدرات منذ زمن لدرعا ولديه خبرة كبيرة بالطرق والتجار هناك. 

أما التهريب إلى الأردن فهذا المكبس لن ينتج الحبوب للأردن لكي لا ينافس المنتجين الآخرين، ولكن القائمين عليه لهم علاقات بالمهربين على الحدود الأردنية وعلى رأسهم إحسان فرمند و أبو مصعب نادر، ويمكن مستقبلاً أن تتم الاستعانة بهم لتيسير تجارتهم للأردن. 

مهمة التوزيع في السويداء تعود للمدعو شادي قطيش ويعمل معه عدد من تجار سوق الحسبة في قلب مدينة السويداء، تعرض شادي لعملية اغتيال فاشلة منذ أقل من شهر ونجا منها بسبب خلاف مع أحد مشغّليه من ضباط الأمن العسكري. أما اليوم فهو الموزّع رقم واحد في سوق السويداء ولكافتريات المدينة.

بقي أن نقول إنه لا أعداد ولا إحصاءات دقيقة عن عدد المدمنين من شباب السويداء، في حين أن ظاهرة أخطر وهي ترويج المخدرات في الكافتريات باتت تنتشر وتثير شغف وإدمان الشابات بها، وهي اليوم ما يشغل الكثير من ناشطي الصحة والمجتمع، حيث تفقد الفتاة السيطرة على إرادتها بشكل نهائي ما يجعلها عرضة للاستغلال.