سببان ينعشان أسواق بيع الأدوات الكهربائية في إدلب والأسعار تنافس درجات الحرارة!

سببان ينعشان أسواق بيع الأدوات الكهربائية في إدلب والأسعار  تنافس درجات الحرارة!
 شهدت محال بيع الأدوات الكهربائية في إدلب وشمال غرب سوريا إقبالاً لافتاً بعد عودة التيار الكهربائي لمدن متعددة في المنطقة ومنها إدلب المدينة، الدانا، سلقين وسرمدا، والعمل جارٍ على تزويد المنطقة بالكامل بشكل تدريجي بعد التنسيق الذي حصل بين الشركة التركية " Green Energy" ومؤسسة الكهرباء العامة بإدلب في الخامس من أيار الماضي.

 

وقالت سعاد العيان وهي نازحة من مدينة حلب ومقيمة في مدينة الدانا أن عودة الكهرباء إلى المنطقة" بمثابة حياة بعد الموت وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وانعدام وسائل التبريد" .

 

وتضيف أنها ما إن اشتركت بالكهرباء الجديدة التي غابت عنها لسنوات حتى سارعت لشراء براد تركي يعمل على نصف أمبير إضافة إلى مروحة صغيرة لتخفف من خلالهما وطأة الحر الشديد، وتقول مبرزة أهمية البراد أنه " في السابق كنا نتخلص من الطعام الزائد لأنه يفسد في الحال نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، ونستعين بشراء ألواح البوظ الجاهزة لوضعها مع مياه الشرب التي سرعان ما تذيبه لسخونتها، أما الآن فقد بات الأمر مختلفا حين راح البراد الجديد يحافظ على الأطعمة وبرودة المياه".

 

الإقبال على شراء الأدوات الكهربائية زاد من أسعارها بعد زيادة الطلب عليها من قبل التجار وأصحاب المحال التجارية الذين استغلوا تحرك السوق نوعاً ما.

وتفاوتت الأسعار بحسب النوعية والحجم والمصروف وأيضاً بين الجديد والمستعمل، فبعد أن كان البراد التركي الذي يعمل على النصف أمبير بسعر ١٥٠ دولارا ارتفع سعره فجأة ليصل إلى ٢٧٥ دولارا  ، وكذلك الحال بالنسبة للمراوح والسخانات الكهربائية والخلاطات والغسالات وغيرها من الأدوات التي ارتفعت أسعارها بشكل واضح.

 

وبرر التاجر حسام الحلاق هذا الارتفاع بأسعار الأدوات الكهربائية برفعها من قبل شركات المنشأ وارتفاع تكاليف استيرادها ودخولها المناطق المحررة.

 سببان

لم يرتبط أمر الإقبال على شراء الأدوات الكهربائية في إدلب وشمال غرب سوريا فقط بوصول التيار الكهربائي إلى المنطقة بل إن هذه الخدمة لم تصل بعد إلى مناطق متعددة في إدلب وخاصة منطقة المخيمات السورية شمال البلاد، وإنما بسبب ارتفاع درجات الحرارة الكبير  أيضا لجأ الكثيرون لشراء الأدوات الكهربائية ذات السحب البسيط للكهرباء والتي تتناسب مع ألواح الطاقة الشمسية التي يعتمدون عليها في توليد الكهرباء منذ بدايات الحرب السورية.

 

نواف الأحمد من أهالي سرمدا شمال إدلب يقول إنه لم يتمكن من الاشتراك بالتيار الكهربائي الجديد نظراً لتكلفته العالية ولغلاء رسوم الاشتراك، إذ ينبغي على المشترك شراء ساعة أو عداد وهو نوعان إما أحادي الطور وثمنه ٣٥٠ ليرة تركية والاشتراك فيه يصل إلى ١٠٠ ليرة تركية وأما ثلاثي الطور يبلغ ثمنه ٩٠٠ ليرة تركية ورسم الاشتراك فيه يصل ل ٤٠٠ ليرة تركية عدا عن رسوم الاشتراك الشهري التي لا يقوى على دفع أدناها في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها، وفق تعبيره.

 

ورغم أن الأحمد يستعين بألواح الطاقة الشمسية التي توفر له كهرباء ضعيفة لشحن الموبايل والإضاءة  إلا أن ذلك لم يمنع من تشغيل مروحة صغيرة وبراد صغير بضع ساعات خلال النهار بغية الاستفادة من برودتها في هذا الجو "الملتهب" رغم ضعف توليد هذه الألواح، وفق قوله.

 

ومع تحرك أسواق بيع الأدوات الكهربائية في إدلب مؤخراً إلا أن حجم الشراء ما يزال ضعيفاً مقارنة مع أعداد السكان الذين بلغ إجمالي عددهم 4 ملايين و186 ألفاً و704 نسمة، نصفهم من السكان المقيمين ونصفهم نازحون ومهجرون، وفق الإحصائية الأحدث لفريق منسقو الاستجابة، وذلك نتيجة طبيعية لضعف مصادر الدخل، والفقر الشديد الذي راح يشمل سواد المنطقة الأعظم دون سبيل لحل قريب يخفف من وطأته في الأفق القريب.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات