وظهرت المرأة الموالية (قالت إنها مذيعة) وسط حي الشيخ سعد بمنطقة المزة بدمشق قادمة مشياً على الأقدام وهي تحمل جرة غاز فارغة من منزلها بحي (86) أكبر منطقة سكنية للطائفة العلوية في العاصمة، وسط غياب للمواصلات بسبب أزمة المحروقات والغلاء الفاحش.
وخلال بث مباشر على "فيسبوك" بدأت المرأة هجوماً غير مسبوق على نظام أسد ومسؤوليه بطريقة لاذعة وساخرة من الوضع المعيشي وما وصلت إليه البلاد بسبب سياسة أسد وحكومته، وخاصة غياب المواد الأساسية للعيش كالغاز والمحروقات والكهرباء والماء والخبز.
رح إنعفط
وأرفقت كلامها خلال الفيديو بعبارة "أكيد بعد هالفيديو بدي إنعغط" وذلك بعد أن طال هجومها أعلى السلطة في نظام أسد ومقارنتها سوريا ببلدان أخرى حديثة المنشأ كالإمارات وسينغافورا وقالت أيضاً: "لك الصين عندهن مليارات من البشر ونحنا مو قادرين نستثمر خيرات بلادنا لأنو عنا بعض الفاسدين عم يسرقونا ويسرقوا خبزنا ومينا وكهربتنا، لا وأحلى شي بيعطوا للدول المجاورة، نحنا كريمين كتير، إن شاء الله عمرو الشعب بس المهم الدول المجاورة، المهم قانون حسن الجوار"، وأضافت: "أنا بعرف انو بدي إنعفط بعد هالفيديو بس ما بقى فيني بدي إحكي، وأنا ببلد حر وديمقراطي، وحرية التعبير فيه مباحة ولا يحق لأي سلطة أن تنتقصها".
غمز صاروخي
وخلال حديثها أشارت إلى أنها تعمل مذيعة في القنوات السورية الموالية وراتبها (44 ألف ليرة)، ودعت لهجرة جماعية من مناطق سيطرة نظام أسد، وقالت: "على سيرة الهجرة، سنة هجرية سعيدة، أنو حدا يفهمني ليش عم نهاجر، أنا بقلكن ليش عم نهاجر، لأنو أهل البيت ما بقى بدن يانا، (في إشارة لنظام أسد).
كما عبّرت عن غيظها وكذلك جميع الموالين من احتقار نظام أسد لمؤيديه وخاصة قتلى ميليشياته والسخرية منهم بتكريم ذويهم ببعض الهدايا الرمزية بعد مقتلهم وقالت: "حدا يفهمني هاد المبدع اللي عمره 18 سنة بهاجر لبرا، ليش بسنتين بصير عميد بالجامعة، ونحنا عنا بنكرم المبدع بساعة جدارية، ولا منكرم أهل الشهيد بسحارة ليمون... عندي حكي كتير بس يمل".
وكانت إحدى المقربات من دائرة صنع القرار في نظام أسد، الإعلامية ديانا جبور، مديرة مؤسسة الإنتاج الدرامي التابعة لوزارة الإعلام، دعت لهجرة جماعية من مناطق سيطرة نظام أسد في سوريا، وكتبت جبور على صفحتها في "فيسبوك" ، الإثنين الماضي: "بمناسبة رأس السنة الهجرية أتمنى لنا ولكم إعادة سيرة السلف الصالح وأن نهاجر كلنا كلنا".
وتعاني مناطق سيطرة ميليشيا أسد أزمة اقتصادية خانقة وغير مسبوقة بتاريخ سوريا، متمثلة بانهيار اقتصادي بسبب فساد مسؤولي وضباط الميليشيا، إضافة لأزمة المحروقات التي أرخت بظلالها على جميع قطاعات الحياة من الأفران والمواصلات والصناعة والكهرباء و"المؤسسات الحكومية"، وتمثلت بأزمات طوابير منتشرة في معظم المناطق.
وتفاقم الوضع الاقتصادي خلال الأشهر الماضية بشكل ملحوظ ورافقته قرارات تعسفية وأزمات انعكست على المواطنين بين غلاء فاحش وبطالة متفشية، وعجز شرائي للسكان المرهقين من سياسة أسد خلال السنوات العشر الماضية، ولا سيما مع رفض نظام أسد الاستجابة للمطالب الشعبية والدولية بحل سياسي ينهي الصراع وينقذ البلاد من مجاعة مقبلة.
التعليقات (13)