ليلة سقوط كابل: فرار الرئيس الأفغاني من البلاد وطالبان تدخل القصر الرئاسي

في تطور لافت، فر الرئيس الافغاني أشرف غني إلى خارج البلاد مع وصول قوات حركة طالبان إلى تخوم العاصمة الأفغانية كابول بعد انهيار القوات الحكومية، فيما رفضت واشنطن تغيير حساباتها العسكرية الحالية ما لم تعرقل الحركة عمليات الإجلاء.

وافاد مسؤول كبير في الداخلية الافغانية أن الرئيس غني غادر البلاد إلى طاجيكستان بينما قال مسؤول كبير بوزارة الداخلية الأفغانية لوكالة رويترز إن طالبان تقدمت "من جميع الجهات" نحو العاصمة، في ظل عدم ورود تقارير عن اندلاع اشتباكات أو أي قتال.

وسيطرت قوات طالبان على سجن "بل تشرخي" في الضواحي الشرقية للعاصمة، وتمكنت من إطلاق سراح نحو 5 آلاف سجين من عناصرها، كما أحكمت سيطرتها على قاعدة باغرام التي كانت القاعدة الأبرز للقوات الأمريكية قبل الانسحاب منها مؤخراً. 

 

ونقلت شبكة سي إن إن عن مسؤولين أمريكيين أن الولايات المتحدة طلبت من طالبان عدم دخول العاصمة إلى حين إجلاء الدبلوماسيين الأجانب الراغبين بذلك، فيما أعلنت الحركة أنها أمرت قواتها بالوقوف على تخوم العاصمة كابل وعدم محاولة دخولها. لكنه في وقت متأخر من مساء يوم الأحد  نقلت "رويترز" عن الداخلية الأفغانية أن مسلحي "طالبان" بدأوا الدخول إلى كابل من جميع الاتجاهات.. ثم وصلوا إلى القصر الرئاسي وسيطروا على العاصمة دون مقاومة تذكر  وسيطروا على مطار المدينة العسكري بعد فرار قوات الأمن ومغادرة الرئيس أشرف غني إلى طاجيكستان.

 وسبق لطالبان أن قالت في بيان إنها  قد سيطرت على جميع أرجاء البلاد، لكنها لا تعتزم دخول العاصمة عن طريق القوة والقتال لاكتظاظها بالسكان. وأضافت أنها ستستمر الآن بمحادثات مع الطرف المقابل حيال الدخول إلى العاصمة بشكل سلمي، إلى أن تتم عملية انتقال الحكم بكل أمان واطمئنان، وبناء عليه أمرت جميع قواتها بالوقوف عند أبواب مدينة كابول.

كما أعلنت في البيان عن عفو عام لجميع موظفي إدارة كابول سواء كانوا في القطاع العسكري أو المدني، داعية إياهم إلى عدم محاولة مغادرة البلاد.

وتعهدت كذلك باحترام حقوق المرأة والسماح لها بالتعليم والعمل على أن ترتدي الحجاب، إضافة إلى السماح لوسائل الإعلام بانتقاد من تريد لكن من دون تشهير.

وفي الأثناء، كشف زامير زابولوف، المسؤول في وزارة الخارجية الروسية أن بلاده تعمل مع شركائها الدوليين لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن بشأن أفغانستان.

وأكد زابولوف أن روسيا من الدول التي حصلت على ضمانات من طالبان بشأن أمن سفاراتها، ولن تجلي بعثتها الدبلوماسية، مشيرا إلى أن روسيا لم تكن الدولة الوحيدة التي حصلت على ضمانات.

فيما صرح مسؤول من طالبان أن على الأجانب في كابل إما المغادرة إذا أرادوا ذلك، أو تسجيل حضورهم لدى مسؤولين إداريين تابعين لطالبان.

وتأتي تلك التطورات وسط ضوء أخضر أمريكي لطالبان، وذلك بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في 14 نيسان أن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان سيبدأ في الأول من  أيار وينتهي نهاية ذات الشهر.