"رحلة نحو الموت”.. تعرف إلى أخطر أنواع المخدرات التي تنتشر في السويداء

"رحلة نحو الموت”.. تعرف إلى أخطر أنواع المخدرات التي تنتشر في السويداء
انتشر في محافظة السويداء مؤخراً بين فئات من الشباب، تعاطي مخدِّر تفوق خطورته جميع أصناف المخدرات، يعرف محلياً بـ“الشبو” أو “الكريستال”.

وتفوق خطورة “الشبو” جميع المواد المخدرة، لكونه يخرّب جميع أجهزة جسم الإنسان، وعلى رأسها الخلايا العصبية، فمع بداية تعاطي الشباب له يشعرون بإحساس بالنشوة والسعادة، لكن سرعان ما تنقطع سعادة تلك البدايات المميتة، وفق تقارير صحفية.

مواطن اكتشف تعاطي ابنه للمادة

وقال مواطن في السويداء فضّل عدم ذكر اسمه، إنه اكتشف تعاطي ابنه البالغ من العمر 17 عاماً لمخدر “الشبو”، مشيراً إلى أنه كان لا يزال في المرحلة الأولى من التعاطي، حيث اكتشف الأمر نتيجة تعرض ابنه لوعكة صحية مفاجئة أدخلته المشفى.

وأضاف أنه اضطُر لحجز ابنه في المنزل مدة 15 يوماً،  وتعامل معه بطريقة مرِنة، واستشار طبيباً صديقاً للعائلة، حتى تعافى من آثار المادة وأقلع عنها، مشيراً إلى أن ابنه مرّ بحالة صعبة جداً خلال الأيام الأولى من إقلاعه عن المخدر، وقد حاول الانتحار في إحدى المرات.

ووجه والد اليافع تحذيراً لجميع العائلات بضرورة مراقبة أبنائهم، والتعامل معهم بطريقة صحيحة بعيداً عن القسوة المفرطة، في ظل الانتشار الواسع للمخدرات، وانخفاض أسعارها، وعدم وجود رقابة أمنية وانحلال الكثير من الضوابط الاجتماعية، كما أرسل صوراً للمادة التي اكتشف وجودها مع ابنه.

وتشير تقارير صحية، إلى أن المتعاطي يعاني سلوكاً عدوانياً مفرطاً تجاه جميع من حوله، وحتى نفسه، نتيجة هلاوس سمعية وبصرية، وفقدان الوزن، وسقوط الأسنان، وارتفاع معدلات دقات القلب، مع التدمير المتواصل للخلايا العصبية، وعبر شهور قليلة يتحول مظهر متعاطي “الشبو” من شاب في العشرينات إلى عجوز في السبعينات.

المخدرات تعبر من الحواجز 

وقد كشف مصدر خاص أن مادة “الشبو” تلاقي رواجاً منذ مدة في محافظة السويداء، وخصوصاً بين اليافعين والشبان، مشيراً إلى أنها تدخل المحافظة من خلال أشخاص لهم ارتباطات أمنية، فالمادة لا تُصنع محلياً، إنما تدخل مروراً بالحواجز الأمنية المنتشرة على طريق دمشق السويداء.

وأضاف المصدر الذي ينتمي لأحد الفصائل المسلحة في السويداء، أن سعر الغرام الواحد من المادة، يتراوح بين 60 ألفاً و80 ألف ليرة سورية، لافتاً إلى وجود العديد من مروّجي المادة، خصوصاً في  #السويداء #وشهبا و #صلخد #وبلدة_عتيل

حيث تنشط في السويداء عصابة رامي مزهر بهذا الشأن ،كما في الخطف والدعارة و أشياء أخرى مشينة بحق آل مزهر وأهالي الجبل جميعاً.

وفي شهبا، تنشط عصابة محمد الحسين من بلدة الطيبة، وآخرون من مدينة شهبا نفسها كالمدعو المجرم عاطف نزال علبي وعصابته التي امتهنت النصب والتجارة بالمخدرات.

بينما تنشط في عتيل عصابة راجي فلحوط، ويذكر أن شرطة السويداء ضبطت قبل أسبوعين المجرم يزن تركي كشور ( أحد أفراد عصابة عتيل) وهو يقود سيارة مسروقة وبداخلها كمية من هذا النوع من الحشيش المخدّر ، إلا أن عصابة فلحوط التابعة لفرع الأمن العسكري بميليشيا أسد،  قامت وبتعليمات من فرع الأمن العسكري باختطاف ضابط بالشرطة مع سيارته، إلى أن قامت الشرطة بالإفراج عن المجرم يزن كشور وكل المخدرات التي كانت بحوزته مع السيارة، وذلك بواسطة الأمن العسكري الذي دخل وسيطاً لما أسماه (حقن الدم)!

بينما تنشط عصابة ناصر فيصل السعدي في ناحية صلخد، وتقوم بتوزيع هذا المخدّر الذي يصلها عن طريق داعش نفسها التي يرتبط بها السعدي بعلاقات قوية، كما هو حال ارتباط داعش بعصابة مزهر أيضاً والتي قامت العام الفائت باختطاف سيارة إسعاف للهلال الاحمر واستخدامها في نقل المؤن الغذائية والأدوية والذخيرة إلى البادية حيث تنشط داعش. 

وذكر المصدر أن تعاطي مخدر “الشبو” بين الشباب، يأخذ بالتزايد في الآونة الأخيرة، نتيجة سهولة الحصول عليه، ورخص أسعاره مقارنة بسعر المادة في الدول المجاورة، فضلاً عن غياب الرقابة الأمنية والاجتماعية والأسرية، وغياب دور الفعاليات الدينية من جهة ومنظمات المجتمع المدني من جهة أخرى عن دور التوعية.

متعاطٍ قتل أحد أفراد أسرته

و ضبطت الشرطة المحلية كمية من مادة “الشبو” في منزل شخص قتل أحد أفراد أسرته الشهر الماضي، بعدما تم القبض عليه، واعترف بتعاطي المادة وبأسماء الأشخاص الذين يروجونها، وقد تم تعميم مذكرات بحقهم.

كما تم ضبط المادة قبل أسابيع بسيارة (مسروقة) كان يقودها المدعو يزن تركي كشور المنتمي لعصابة راجي فلحوط في عتيل، وعلى إثر احتجاز السيارة والمجرم قامت عصابة الإرهابي راجي فلحوط آنذاك باختطاف ضابط بالشرطة وسيارته لحين الافراج عن السيارة والمخدرات التي تم ضبطها. 

وأشار المصدر إلى أن مخدر “الشبو” من أكثر المواد الخطيرة المنتشرة في الوقت الحالي، ناهيك عن صنوف أخرى من المخدرات، إذ باتت أرقام المتعاطين لهذه المواد “مخيفة” على حد قوله، وخلال هذا العام تم ضبط عدة مروجين ومتعاطين، دون أن يفصح عن رقم دقيق.

كما أكد المصدر أن معظم متعاطي مادة “الشبو”، ينتمون لعصابات ترتكب جرائم الخطف بدافع الفدية والسلب وسرقة السيارات، موضحاً أن المادة تلاقي رواجاً بشكل كبير بين أفراد العصابات حسب التحقيقات الأمنية.

الشبو.. رحلة نحو الموت

وصف مصدر طبي تعاطي مخدر الشبو، بأنه "رحلة نحو الموت"، وذلك لخطورته الشديدة، حيث يُصنع الشبو من مادة مُنشّطة سريعة الإدمان تُدعى "الميتا أمفيتامين".

وأضاف المصدر أن هذه المادة تُسبّب للمريض هلوسات سمعية وبصرية، ليبدأ بتكهّن وتخيل أمور غير صحيحة وسط حالة من الهستيريا والعدوانية الشديدة التي قد توصله لقتل أحد المقربين أو الانتحار، عدا عن زيادة الرغبة الجنسية لديه.

مشيراً إلى أن الشبو يؤثّر في جسد متعاطيه بشكل واضح حيث تنخفض شهية الطعام لديه بشكل كبير، مع انعدام رغبته بالنوم، وانهيار قدراته الجنسية مع الوقت والموت المفاجئ بأسباب قلبية، فضلاً عن الأضرار النفسية والتقلب المزاجي السريع.

وكون "الشبو" من المخدرات الخطيرة ، فلا يُنصح بعلاجه منزلياً إنما يجب التوجه للمختصين، حيث يتم وصف أدوية معينة بحذر للتخلص من الإدمان بالإضافة إلى وجوب خضوع المتعاطي للعلاج السلوكي والنفسي، بحسب ما يؤكد المصدر.

يشار إلى عدم وجود أرقام دقيقة حول نسب متعاطي مادة “الشبو” أو بقية أصناف المخدرات بشكل عام في محافظة السويداء، وسط غياب الجهود الحكومية والمجتمعية على حد سواء عن متابعة هذا الملف، لكن الكثير ممن التقينا بهم يعتبرون أن مستوى تعاطي المواد المخدرة بات مقلقاً، وخصوصاً مادتي الكبتاغون والحشيش.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات