ما بين أمريكا وطالبان: كيف قدمت هوليوود صورة أفغانستان؟

ما بين أمريكا وطالبان: كيف قدمت هوليوود صورة أفغانستان؟
هوليوود قدمت صورة نمطية لأفغانستان وطالبان والأفغانيين فيما سعت إلى تكريس البطولة الأميركية مهمشة كل ما سواها.

لم تكن أرض أفغانستان إلا أرض صراع في المخيال الأميركي وصورة مجد أميركي ظل يهلل له الرئيس الأميركي بوش، على أنه قمة ما حققته الإمبراطورية باتجاه القضاء على الإرهاب.

وبقيت الصورة النمطية للإرهابيين الأفغان هي السائدة والتي ما لبثت أن انتقلت إلى المشرق العربي من خلال إرهابيي القاعدة وداعش وأتباع الزرقاوي والبغدادي، والتي لاحقتها عدسات هوليوود وقدمت تلك الصورة النمطية البائسة والمزرية لا لشيء سوى لتمجيد البطولات الأميركية الخارقة.

وفيما نحن نعيش اليوم انفراد طالبان بالحكم وخروج أميركا عن بكرة أبيها من أرض طالبان بعد عشرين عاما من الإقامة العسكرية فيها، تتراكم صورة أفغانستان وطالبان والأفغانيين مما قدمته هوليوود وكيف جسدت ذلك الواقع خلال العقدين الماضيين.

يرصد موقع سبيكتاتور نماذج من تلك العينة التي تطرقنا إليها، وحيث الصورة النمطية للصراع الذي تكتنفه صعاب الطبيعة والأيديولوجيا، هو الذي ينتج تلك الشخصيات الانتقامية من الجانبين وكما هي الحال في فيلم “القاعدة الأمامية” للمخرج رود لوريالذي يعدّ من آخر ما قدّمته السينما الأميركية من أفلام حول هذه الثيمة قبيل الانسحاب، حيث يقدم قصة ويوميات أفراد كتيبة أو فرقة حربية أميركية تستوطن بقعة محاطة بالجبال من كل جانب تقريبا، وخلال ذلك تم تأسيس تلك البيئة الحربية على مسافة غير بعيدة عن الحدود مع باكستان، حيث تتمركز مجاميع من مسلحي طالبان وهم يتربّصون بإحدى القواعد العسكرية الأميركية.

على أن الحياة اليومية التفصيلية للجنود ما تلبث أن تتخللها عمليات شدّ وجذب من خلال جلسات التفاوض مع شيوخ من حركة طالبان، ما انفكوا يطالبون بالقصاص من الجنود الأميركان لاعتداءاتهم المتكرّرة على مناطق يقطنها مدنيون في إطار صراعهم الطويل مع حركة طالبان.

أرض صراع في المخيال الأميركي

الفيلم برمته كان يحكي قصة مصيدة كارثية وقع فيها الجنود الأميركان أمام تدفّق أعداد غفيرة من مسلحي طالبان، وهم ينزلون من أعالي الجبال ويمطرون القاعدة العسكرية بغزارة مذهلة من نيران القنابل والرصاص والصواريخ في جحيم أتى على أغلب جنود وضباط الثكنة العسكرية، لولا اللحظة الأخيرة التي دخلت فيها مروحيات الأباتشي فأنقذت المتبقين من ذلك الجحيم ولتظهر البطولات الفردية الأميركية لعمليات الإخلاء.

وامتدادا للصورة النمطية، وكما ذهبنا من قبل فإن صورة المسلحين الأفغان وهم يموتون غير ذات أهمية على الإطلاق، فهم يتساقطون تباعا أو يقتنصهم الجنود الأميركان، بينما يتم إنقاذ الجنود الأميركان بمهارة متناهية ومجابهة للمخاطر أيا كان مستواها.

وامتدادا لصورة فرسان أميركا ورجال الغرب الأميركي سوف ننتقل بهم من هناك إلى عقر دار مسلحي طالبان وذلك من خلال فيلم “الإثنى عشر الأقوياء” للمخرج نيكولاي فوغيلسيك، حيث تنفذ القوات الخاصة الأميركية أولى مهماتها ضد طالبان بعيد أحداث 11 سبتمبر في ظل حقبة عبدالرشيد دوستم، الزعيم الأوزبكي وأحد أمراء الحرب الذي خاض صراع وجود ضد طالبان فيما الفرسان الأميركان على ظهور الخيل لا يجدون عنها بديلا بسبب وعورة الأرض وسعيا لطلب الدعم الجوي، تمضي تلك المهمة العسيرة ما بين كر وفر فيما فرسان أميركا وكالعادة يبلون بلاء حسنا، يتساقط مسلحو طالبان في صراع دام في وسط بيئة شديدة الوعورة.

إنها الأسابيع الثلاثة الأولى لاشتعال الصراع ما بعد أحداث سبتمبر والقوات الأميركية الخاصة تشق طريقها باتجاه مزار شريف، وخلال ذلك ينسج المخرج خطوط الصراع في إطار درامي متصاعد تؤطره المعارك وصرخات الجنود والطريق الطويل لهزيمة طالبان.

أما فيلم “الناجي الوحيد” للمخرج بيتر بيرغ  فإنه يعرض مهمة أخرى ضد طالبان وأحد فصائلها المحاربة بزعامة أحمد شاه مسعود، وخلال ذلك يعمق الفيلم قضية النسيج الاجتماعي السائد من خلال التفاعل مع عرقية البشتون في مواجهة طالبان وما يتبع ذلك من معارك شرسة في بيئة جبلية وعرة، والحاصل أنها فرصة أخرى متاحة لتمجيد البطولات الفردية للقوات الخاصة والأميركية وهي تمضي في مهمتها في تقصي أثر طالبان والاقتصاص، حيث يقدم المخرج وقائع كان قد وثقها الكاتب ماركوس لوتريل في كتابه الختم البحري، وقدم من خلال هذا الفيلم شخصيات القناص لوتريل (مارك والبيرج) والملازم مايكل مورفي (تايلور كيتش) وزميله المدفعي داني بي ديتز (إميل هيرش) وكلهم ينفذون عملية فريدة من نوعها تستدعي قدرات استثنائية.

وإذا ما انتقلنا إلى المزيد من التفاصيل التي تتعلق بالحياة الأفغانية وصولا إلى النسيج الاجتماعي والقيمي، فإننا سوف نشهد مغامرة مختلفة في فيلم “الصحراء الحمراء” للمخرج أليكس تيرنر، حيث إن الأحداث تعود بنا إلى فصل آخر من فصول المواجهة مع طالبان إلى درجة أن تتعرض كتيبة أميركية إلى كمين من طالبان يكاد يقضي عليها، وهنا تختلط الخرافة بثيمة الفيلم الحربي عندما يجهز الجنود الأميركان على أحد المزارات الذي

يعد في المفهوم البسيط للأفغان ملاذا للجن، مما يوقع الفريق الأميركي في مآزق لا حصر لها، وخلال ذلك وكالمعتاد سوف تنقاد الأحداث لصالحهم ويمضون في مهمتهم مع هامش ملفت للنظر من البطولات الفردية والجماعية الأميركية.

المصدر: جريدة (العرب) اللندنية 

التعليقات (2)

    هوليود لصنع الثقافة الصهيونية

    ·منذ سنتين 8 أشهر
    الحرب الصليبية والكره للعرب تطور الى نظرية الصهيونية ولدعمها ربطوا مستقبل اليهود الحمير بهم وهكذا تم توحيد المسيحيين رغم ان هذا الدين من ملكية الثقافة العربية والارامية وليس لاوربا وامريكا وروسيا اي علاقة، ولكنهم بحاجة لدين لكي يتم تاجيج الكراهية والقتل، للاسف اوربا مسحت الحضارة الانسانية وتم تحقيرها بهوليود مزبلة الثقافة.

    USA killed 150 millions of indians

    ·منذ سنتين 8 أشهر
    How can usa offer humanity at the time they are making films in holywood to kill the children of other nations , and we heard blair the mentally handicap to say for terrorism and he said before that usa arrange the movie for the war , busch was mintally war criminal for hateness for Iraqi children to kill them .
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات