إحصائية جديدة تفضح نظام الملالي.. الإيرانيون: نُريد الانتقال من خط الموت لخط الفقر

إحصائية جديدة تفضح نظام الملالي.. الإيرانيون: نُريد الانتقال من خط الموت لخط الفقر
تحاول إيران أن تُقلّد الدول العظمى والإمبراطوريّات الكبرى وأن تبني لها نفوذاً هنا وهناك، ابتداءً من أقرب جيرانها (العراق وأفغانستان) ووصولاً إلى أبعد نقاط العالم كأمريكا الجنوبية ومجاهل إفريقيا، غير أنّها وهي تبحث عن النفوذ نسيت أو ربّما تناست أنّ الاهتمام بالشؤون الداخلية أولى وأهم، وإلّا سيكون السقوط من الداخل كالسوس الذي ينخر قلب الخشب.

بالأمس خرج المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ليؤكد أنّ بلاده لا تستطع أن ترى الانهيار اللبناني وأن تقف مكتوفة الأيدي، غير أنّ المسؤول هذا لو أنّه قرأ الإحصاءات التي أصدرها مركز الإحصاء الإيراني يوم أمس الإثنين؛ لما أقدم على إطلاق تصريحات كالتي أطلقها عن ألمهم لما تتعرض له لبنان.

آخر الإحصائيات الصادرة عن مركز الإحصاء الإيراني (مركز رسمي) أكّدت ارتفاع معدل التضخم السنوي إلى 45.2%، وتضخم أسعار الغذاء وصل إلى 58.4٪، وبحسب التقرير ذاته الخاص بالتغيّرات في معدل التضخم فإن "معدل التضخم السنوي لشهر آب 2021 للأسر في إيران بلغ 45.2 بالمئة، وهو ما يُظهر زيادة بنسبة واحد بالمئة مقارنة بنفس المعلومات في الشهر السابق".

وبناء على هذا التقرير؛ اقترب معدل التضخم السنوي في آب 2021 من أقرب مسافة أعلى معدل تضخم سنوي سُجِّل في الثلاثين سنة الماضية في إيران، وهو التضخم البالغ 49.5 بالمئة والذي سُجِّل عام 1994.

وفي السياق ذاته؛ قالت صحيفة "دنيا الاقتصاد" الإيرانية قبل يومين إن عدد الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر المطلق في إيران تضاعف ووصل إلى 38٪ من أبناء الشعب الإيراني، ويقول التقرير إنّ واحداً من بين كل ثلاثة إيرانيين يعيشون تحت خط الفقر.

أكثر من ذلك؛ يقول رئيس المعهد العالي لأبحاث الضمان الاجتماعي روزبه كردوني إنّ عدد الأشخاص الذين يعيشون في إيران تحت خط الفقر المطلق تضاعف عما كان عليه خلال عامي (2016 – 2017).

بالأمس أيضاً؛ اقترح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في تغريداتٍ له على موقع "تويتر" على زعيم عصابة حزب الله حسن نصر الله بأن تعمد إيران إلى حل مشكلة سوريا بالمحروقات فتُحل فورا نصف مشكلة لبنان، وأخيراً لا حل لأزمة المحروقات فعليا إلا بتحرير السوق، ولا حل لأزمة لبنان إلا بتحرير الدولة ممن هم في مواقع السلطة في الوقت الحاضر.

إذن؛ لو كانت إيران قادرة على إخراج أحد من أزمته؛ لأخرجت سوريا، التي تعتبرها بيضة القبّان، ولكنها في بلادها غير قادرة على ذلك، وباتت المظاهرات الإيرانية المُطالبة بتحسين الوضع المعيشي لا تنفضُّ عن الشارع الإيراني، حتى إنّه في إحدى المظاهرات طالب الإيرانيون بنقلهم من خط الموت إلى خط الفقر الذي باتوا يعتبرونه أقصى أمانيهم.

ويعيش الاقتصاد الإيراني حالةً مزمنة من التضخم والركود والنمو السلبي والبطالة والفساد، رافقه ارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية، حيث وصل سعر كيلو الأرز في إيران (الغذاء الرئيسي للسكان) إلى 40 ألف تومان إيراني، وكان في العام الماضي بـ 15 ألف تومان، الأمر الذي أجبر ملايين الإيرانيين على تجنب هذا الغذاء، مُكتفين بالخبز الذي شهد ارتفاعات كبيرة، لكنه ما زال مُتاحاً في إيران.

وعاد التومان الإيراني لينخفض أمام الدولار، بعد فترة من الاستقرار النسبي أثناء فترة الانتخابات، الأمر الذي ردّه مُراقبون إلى أنّ حكومة الملالي حاولت خلال تلك الفترة إيجاد حالة من الاستقرار في الأسواق واستقرت أسعار العملات لتبلغ قيمة الدولار الواحد 21000 تومان إيراني، لكن اليوم وبعد أن انتهت مسرحية الانتخابات، عاد التومان ليهبط، حيث بات الدولار الواحد يساوي 28000 تومان.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات