السويداء بين الانفجار المرتقب والقنابل الموقوتة المؤجلة

السويداء بين الانفجار المرتقب والقنابل الموقوتة المؤجلة
حافظت السويداء طوال العشر سنوات من عمر الثورة على طبيعة الحراك السلمي الوطني عبر ثلة من معارضين وطنيين اعتبروا أقلية الأقلية من أبناء هذه المحافظة. اعتمد النظام على شبيحته في مواجهة حراك الشارع والاعتداء على المتظاهرين والمعتصمين في عدة مناسبات، ولم تشهد هذه المحافظة مواجهات بين قوات النظام وأي فصائل مسلحة، سوى في واقعتين ، ولكن شهدت العديد من عمليات تصفية لمعارضين وهجمات من قبل مجموعات إرهابية بتسهيل من نظام الأسد. 

لم يكن استقرار السويداء من قبيل صدفة، بل كان بفعل وعي النخب المعارضة وحرصها على عدم تعميم مفهوم العنف والعنف المضاد ومواجهة أشكال التسليح، ورغم أن حركة (رجال الكرامة) كسرت هذه القاعدة، فلم تكن تحت غطاء أو بصف المعارضة. إلى أن ظهر حزب اللواء السوري، وقام بعدة عمليات ضد المهربين والخاطفين لم تقنع الرأي المحلي، بل على العكس من ذلك فقد رأى فيها غالبية المجتمع في عملياته، تمثيليات رخيصة لتعويم وتبييض صفحة المنضويين تحت راية الحزب وجناحه العسكري المسمى "قوات مكافحة الإرهاب" . وما عزز تلك النظرة لدى غالبية الناس أن حزب اللواء اعتمد على شخصيات توصف بال"قذرة" في بناء جناحه العسكري، منهم المشهود له بولائه المطلق للأفرع الأمنية، ومنهم الذي يعمل في عصابات الخطف وتهريب المخدرات، ومنهم المعروف بعدم اتزانه الأخلاقي والنفسي.

حزب اللواء وعلاقته بمجلس التغيير السوري

منذ وصول الصحفي مالك أبو الخير إلى فرنسا بدأ العمل بالمجال الإعلامي وتمكن من إنشاء صفحة "أنا إنسان" التي كانت تقوم بتصوير ريبورتاجات من أرض محافظة السويداء، وتغطية آراء الناس بجرأة. وتمكن من بناء فريق إعلامي تحت حماية أحد الأفرع الأمنية، والعمل على إثارة أشد المواضيع حساسية للنظام. وانتقل بعدها إلى العمل التنظيمي وتمكن من استقطاب كوادر السويداء لحزبه تحت شعارات وطنية براقة وبأهداف منطقية ومقبولة للشارع، وبوجود الدعم السخي تمكن من بناء قاعدة مدنية واسعة ترافقت ببناء قوة عسكرية سماها قوات مكافحة الإرهاب، بدأت بمعسكرات تدريبية رفضت من قبل الأهالي، ليخرج من الباب ويدخل من الشباك، كما يقول المثل الشعبي، ويقوم باللجوء لشخصيات مشبوهة في تشكيل هذا الفصيل المسلح. وبالعودة لاتصالات مالك أبو الخير وتنسيقه مع كوادر المجلس السوري للتغيير، فقد اتفق الجانبان على تنفيذ وثيقة العهد التي لقيت سابقاً دعما دوليا، وهذه الوثيقة تهدف لإقامة إدارة ذاتية في درعا، وتوسعت لتدخل الجنوب السوري كاملاً كهدف لإقامة إدارة ذاتية.

الانفجار المرتقب 

منذ دخول حزب اللواء ساحة السويداء كطرف معارض، بدأ بإثارة الرأي العام ضد شخصيات اجتماعية بارزة، وقام بربط تلك الشخصيات بالعصابات والمارقين، متجاهلا دور النظام والأفرع الأمنية في رعاية تلك العصابات، بل على العكس تماماً حاول تأليب الرأي العام على تلك الشخصيات.

وبعد أن فشل مخطط حزب اللواء في إثارة قلاقل واقتتال داخلي بين أبناء الطائفة الدرزية، انتقل ليستهدف في عمل ضبابي أبناء العشائر البدوية، واستهدف سيارة تقل ثلاثة من أبناء العشائر البدوية وادعى أنه قام بالرد على هجوم على أحد حواجزه في بلدة المزرعة غرب السويداء، وقتل في هذه العملية أحد أبناء العشائر وقام عناصر "مكافحة الإرهاب" التابعة له بتعليقه من عقبه كعمل إرهابي بالمطلق. كما قاموا بتلفيق تهم لعدة شخصيات وخلط أوراق على لسان أحد الأسرى في العملية التي تم انتزاع اعترافاته تحت التعذيب كما يظهر حاله في الفيديو... رغم أن العملية تهدف لاحتكار أحد أهم طرق المخدرات، وهي مجرد تنافس بين مهربين لا علاقة له بمكافحة إرهاب ولا أجندات وطنية.

بذلك يستعدي حزب اللواء أبناء العشائر البدوية ويشعل نار الفتنة بين مكونين رئيسيين في السويداء، ويكشف عن أوراق جاء لتنفيذها باسم الثورة والتحرير.

التعليقات (1)

    HOPE

    ·منذ سنتين 8 أشهر
    كنا نامل من حزب اللواء ان يكون حزبا وطنيا سوريا بحق وليس شعار فقط. ناسف للحال الذي وصل اليه السوريين حيث الغلبه للمصالح الشخصيه والفئويه. كنا نامل ان يعيد احفاد سلطان باشا الاطرش امجاد الجبل لكل سوريا. للاسف سوريا تعيش زمن الاوغاد!! الطيب من ابناء سوريا غادر سوريا وبقي الاوغاد يقتلون بعضهم ! الا من رحم ربي ؟؟
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات