خطيب سني ينفجر بوجه إيران وحزبها ويكشف تواطؤ الأمن اللبناني

انفجر خطيب سني يدعى إبراهيم الإبراهيم من على المنبر بوجه الهيمنة الإيرانية على لبنان ومؤسساته السيادية، كاشفا عن تواطؤ قوى الأمن  اللبنانية مع ميليشيا حزب الله والتغطية عليه في أحداث بلدة خلدة التي شهدتها المنطقة قبل نحو شهر.

وقال الخطيب، بحسب الفيديو الذي نشره له المحامي اللبناني المعروف طارق شندب وعدد من النشطاء اللبنانيين، إن هذه الدولة عوراء وتغطي مع أجهزة الأمنية سلاح ميليشيا حزب الله التابع لإيران التي قتلت اللبنانيين والسوريين.

وأضاف أن هذه الدولة العوراء تريد  إعطاء البلد لقمة سائغة لقوى الإجرام، (إيران) التي قتلت في سوريا والعراق واليمن وما تزال تقتل، في نفس الوقت تقيم علاقات من "تحت الطاولة مع الصهاينة" على حد تعبيره.

وكشف الشيخ خلال خطبته عن قيام قوى الأمن اللبنانية بتوقيف 19 شاباً من أبناء بلدة خلدة، وذلك لوقوفهم بوجه ميليشيا حزب الله ومنعهم من  اقتحام البلدة قبل عدة أسابيع، وذلك بعد ما قتل أحد أبناء البلدة قيادياً للميليشيا ثأراً لأخية المقتول قبل نحو عام.

وقال في هذا الخصوص، " إن قوى الأمن أوقفت الشبان بتهمة تشكيل مجموعة مسلحة والخروج على أمن الدولة وإحراق آليات عسكرية للجيش، هذا كله كذب وتدجيل على الناس؛ نعم تم إحراق آلية عسكرية ولكن ليست للجيش والأمن وإنما لعناصر مسلحة للحزب"، ويقصد ميليشيا حزب الله.

أحداث خلدة

وبدأ التوتر الأمني في منطقة خلدة مطلع الشهر الجاري عقب مقتل قيادي من ميليشيا حزب الله يدعى "علي شبلي" ثأراً على يد شاب يدعى "أحمد زاهر غصن"، وذلك بعد أن أقدم القيادي على قتل شقيق الأخير قبل نحو عام، دون أن تتحرك السلطات اللبنانية لمحاسبته.

وأثناء موكب التشييع، تعمّد مسلحو حزب الله المرور بعتادهم العسكري بجوار منزل عائلة "غصن" واستفزاز عشائر خلدة بشعارات طائفية والتلويح بالسلاح، ما أدى إلى تفجر الوضع وإطلاق الرصاص على موكب التشييع ليسقط عدد من مسلحي حزب الله بين وقتيل وجريح.

 وتعود جذور الحادثة إلى آب من عام 2020  حينما استفز شبلي أهالي منطقة خلدة بتعليق شعارات وصور طائفية خاصة بعاشوراء وحزب الله على جدران مجمع تجاري يملكه في بلدة خلدة. 

وتوجّه حينها عدد من الأهالي إلى مجمع شبلي وطالبوه بإزالتها قبل أن يتطور الموقف ويطلق شبلي وعناصره النار، ما أدى الى مقتل طفل يدعى حسن زاهر غصن يبلغ من العمر 14 عاماً.

 وبعد مقتل غصن جرت محاولات كثيرة لحل الخلاف وتمسكت العشائر في خلدة بمطلب وحيد، وهو تسليم علي شبلي إلى القضاء اللبناني، وهو ما لم يحدث نظراً لنفوذ ميليشيا حزب الله.

وتأتي هذه الأحداث في ظل ازدياد أزمات لبنان السياسية والاقتصادية، أوصلت البلاد إلى مصير أسود، تماما كما بشّر بها رئيس الجمهورية ميشال عون حليف حزب الله قبل نحو عام عندما رد على سؤال أحد الصحفيين عقب تفجير مرفأ بيروت وهو إلى أين نحن ذاهبون ، ليرد عون إلى  "جهنم".

 لتسير البلاد بسيناريو "محور المقاومة" الذي بشر به عون من أزمة إلى أخرى، من الطوابير إلى الفراغ السياسي والفوضى الأمنية، وغير ذلك، وسط صرخات شعبية ورسمية تطالب عون وحلفاءه بإنقاذ لبنان من السيناريو الجهنمي قبل الوصول إلى "الدرك الأسفل" خدمة للأجندات الإيرانية.

أزمة سياسية 

ويعاني لبنان فراغاً حكومياً بدأ عقب استقالة الحكومة السابقة منذ انفجار مرفأ بيروت في آب 2020، ومنذ ذلك الوقت حاول رئيس الوزراء السابق سعد الحريري تشكيل حكومة توافقية للخروج من الأزمات الحالية، لكنه فشل بذلك بسبب عرقلات وضعها عون وصهره جبران باسيل من خلال "حزب التيار الحر"، وبتحالف واضح مع الثنائي الشيعي ذي الأجندة الإيرانية (حركة أمل وحزب الله).

ومع اعتذار الحريري قبل أسابيع عن مواصلة التكليف بتشكيل الحكومة، عاد رئيس الوزراء الأسبق، نجيب ميقاتي إلى الواجهة السياسية مجدداً بتكليف من الرئيس عون للبدء بتأليف حكومة، فيما بقيت العراقيل ذاتها تمنع تأليفها والخروج من الأزمة السياسية رغم انقعاد 13 جولة بين عون وميقاتي حتى يوم الخميس 26 /8، في حين توقعت مصادر غربية لصحيفة "الأخبار" أن المعطيات الحالية تؤكد أن لا تأليف للحكومة اللبنانية في المدى المنظور، ما يشير لاستمرار الأزمات على كافة الأصعدة وبقاء البلاد ضمن نفق مظلم لا يمكن الخروج منه إلا بتحرك دولي.