تشويه ومآرب أخرى.. الأسد يزيل متنزهات ومصايف "الشام" الشعبية

تشويه ومآرب أخرى.. الأسد يزيل متنزهات ومصايف "الشام" الشعبية
يواصل نظام أسد تشويه العاصمة دمشق ومعالمها الطبيعية والسياحية من خلال قرارات تعسفية تصب بمصلحة مسؤوليه وتتناسب مع الأجندات الإيرانية، بعد أن أوصل الشام "العريقة" إلى ذيل القوائم العالمية على كافة المستويات، بعقلية حاقدة وانتقامية تجاه أهلها المعارضين لحكمه.

آخر فصول التشويه والإجرام بحق دمشق وريفها، كانت عبر إزالة المتنزهات والمصاطب الشعبية والأشجار المعمَّرة من ضفاف نهر بردى في بلدات جديدة الشيباني وأشرفية الوادي وبسيمة و(عين الخضراء) بمنطقة وادي بردى، أبرز المصايف الدمشقية، بالريف الشمالي الغربي.

وبحسب مصادر محلية متعددة تحدثت لأورينت نت، فإن ورشات تابعة لحكومة أسد، وبالتحديد وزارة الموارد المائية، باشرت منذ أيام بتجريف وإزالة المصاطب والمتنزهات من أطراف النهر في تلك البلدات تحت مبررات الحفاظ على حرم النهر وصبّه بالإسمنت، ما أدى لتخريب المنطقة المشهورة بخضرتها وجمالها الطبيعي، إضافة لخسائر ضخمة لأصحاب تلك الأراضي والمنشآت.

وتوضح المصادر (التي طلبت عدم الكشف عنها): "بدأت الورشات بأمر من الوزارة والبلدية بتهديم كل شيء على أطراف النهر وأزالوا المصاطب والمتنزهات التي يبلغ عمرها أكثر من 50 سنة والتي يعتمد عليها السكان برزقهم ولقمة عيشهم، ولا تؤثر بشيء على الحكومة أو النهر"، لافتة أيضاً إلى عملية اقتلاع الأشجار المعمَّرة تحت مبررات "سخيفة"، وهو أمر يؤدي إلى تشويه المعالم الطبيعية والسياحية ويشكل تصحّراً للمنطقة الخضراء بالنهاية.

في حين برّر رئيس بلدية جديدة الوادي، تيسير موازيني تلك القرارات التعسفية بأنها لإزالة "المخالفات" الموجودة على أطراف نهر بردى، وقال في تصريحات لمواقع موالية: "يتم العمل على صب حرم النهر والذي تبلغ مساحته 6 أمتار لكل جهة من النهر، وبسبب قرار صب حرم النهر تم البدء بإزالة المصاطب الشعبية الموجودة على طرفي النهر بما فيها الأشجار".

وفي حال نفذت حكومة أسد قرار (الحرم المائي لنهر بردى) كما أشار موازيني، أي ستة أمتار لكل جهة على طول مجرى نهر بردى، فذلك يعني استملاك جميع الأراضي الموجودة حول مجرى النهر في تلك البلدات، بما يشمل المصاطب والمتنزهات والمباني السكنية وغيرها من الأملاك والأراضي الزراعية التي ستذهب بمقص الاستملاك التعسفي دون أي مقابل يعوّض خسائر السكان، حيث تعد مساحة تلك القرى صغيرة بسبب تضاريس المنطقة الجبلية، ما يدفعهم للاعتماد على أراضيهم الموجودة حول النهر لبناء المتنزهات والمنازل، أو في بعض الأحيان زراعتها والاستفادة من محصولها.

وشكّل ذلك القرار سخطاً وغضباً شعبياً لدى سكان تلك البلدات الثلاثة، عبّر عنه الأهالي على مواقع التواصل الاجتماعي بكلمات توضح مدى حالة القهر التي وصل إليها سكان مناطق سيطرة نظام أسد، في ظل القرارات التعسفية التي أودت بالبلاد إلى هاوية الأزمات المتفاقمة وخاصة الاقتصادية منها.

ورصدت أورينت مئات التعليقات على موقع "فيسبوك" تُظهِر السخط الشعبي لأهالي المنطقة تجاه خسارة أرزاقهم وتشويه مناطقهم وتحويل "الجنّة" إلى صحراء بفعل قرارت غبية تعود بالنفع على مسؤولي نظام أسد، كما جرى في عين الفيجة المجاورة، وهي التي تعد أهم المصايف في دمشق وريفها.

ولطالما كانت المنطقة الواقعة على أطراف نهر بردى، الممتدة من الربوة بدمشق مروراً بدمّر وقدسيا وحتى قرى وادي بردى وصولاً لعين الفيجة، المصيف الأول لدمشق وسكانها، حيث تمتاز بجمالية خلابة وتضاريس مميزة، تتمثل بامتزاج المياه مع الغابات والجبال، إلى جانب سهولة الوصول إليها لقربها من قلب المدينة وقلة تكاليفها باعتبارها متنزهات شعبية اعتاد عليها الدمشقيون خلال عشرات العقود الماضية.

غير أن تلك المتنزهات والمصاطب تشكل مصدر رزق لسكان قرى وادي بردى، في وقت يعاني فيه السكان من أزمات مالية وغياب فرص العمل والرزق، ومن خلال الإجراء التعسفي الأخير سيخسر السكان آخر آمالهم المعيشية دون أي تعويض أو سماع أصواتهم التي تناشد قهراً رأس نظام أسد لإنصافهم، مع علمهم أن أسد وشبيحته ما زالوا عملياً يطبقون شعار "إحراق البلد".

وخلال السنوات الماضية، قضت ميليشيا أسد على أهم مصايف دمشق ومصادرها المائية، بعملية عسكرية شنتها على قرية عين الفيجة بمنطقة وادي بردى، وأسفرت عن تدميرها بشكل ممنهج تحت مبررات "الأمن المائي"، وعقب ذلك دمرت كل معالمها التاريخية والسياحية بما يشمل مئات المطاعم الفخمة والمتنزهات والمباني والأحياء السكنية، لتحولها منذ عام 2017 إلى منطقة عسكرية يمنع الدخول إليها،  بعد أن كانت مقصداً للسيّاح المحليين والعرب، ومعقلاً لعذوبة المياه والضيافة والثقافة، فضلاً عما تشكله المنطقة الممتدة إلى الزبداني في خريطة الجمال العالمي.

التعليقات (1)

    HOPE

    ·منذ سنتين 7 أشهر
    الله لا يوفقهم كل قراراتهم للتخريب!! وكانهم قادرين يطعموا كلابهم ليقدروا يرجعو يعمروا يلي بيهدموه!! شو هالحقد يلي جمع هالطوائف على ارض الشام !! كل افعالهم تعكس احقادهم ...... لاحول ولا قوة الا بالله.
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات