وكشف سليماني عن استراتيجية ميليشيا الباسيج في الفضاء الإلكتروني: "خصصت حوالي عشرة معسكرات لتدريب ثمانية ملايين ثوري شاب مؤمن ومجتهد"، مؤكداً أنّ الميليشيا التي يرأسها تسعى لجلب 35 مليون شخص إلى ساحة التأثير في الفضاء الإلكتروني، معلناً تخصيص معسكرين "للتدريب والتوجيه السياسي".
مصادر خاصة أكدت لأورينت نت أنّ نظام الملالي يستغلّ الطلاب الأجانب في إيران ليكونوا "ذباباً إلكترونياً" يعمل لمصلحة النظام الإيراني، حيث تتولى مؤسسة (IUVM) أو ما يُطلِق عليه النظام الإيراني "الاتحاد الدولي للوسائط الافتراضية" وهي مؤسسة إيرانية تسعى للتأثير على مُستخدمي الإنترنت حول العالم، إدارة هذا الجيش من الذباب الإلكتروني.
وقال المصدر إنّ عدداً من الطلاب العرب الذين يدرسون في إيران يعملون في تلك المؤسسة، ويمكن مُلاحظة نشاطهم من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، ولا سيما تويتر، ولا يكشف أولئك المستخدمون عن وجودهم في إيران في ملفات التعريف أو الإشارة الجغرافية الخاصة بحساباتهم.
وذكر المصدر أنّ مؤسسة (IUVM) يُديرها ضباط في الحرس الثوري الإيراني، ويرسمون سياستها التي تعمل على إضعاف خصومهم وتشويههم في الفضاء الإلكتروني، وهو ما أكّده بحث صادر عن جامعة أكسفورد البريطانية أعدّه الباحثون فيليب إن هاوراد، وفيديا نارايانا، ومنى السواح، حيث يقول البحث إنّ تدخل نظام الملالي في سياسة الدول العربية بات أكثر وضوحاً منذ احتجاجات الربيع العربي في عام 2011، وإنّ إيران حاولت توسيع نفوذها في المنطقة بصورة غير مسبوقة، وشهد أكتوبر تشرين الأول 2018 اختراق 770 حساباً على تويتر من قبل قراصنة إيرانيين.
وقال الباحثون إنّ النظام الإيراني ومن خلال مئات آلاف الحسابات الوهميّة يسعى لنشر قصص ملفّقة تقوم إيران بصياغتها وتخدم أجنداتها، إضافة للترويج لسياسة الملالي، كما إنّ تلك الحسابات أغرقت وسائل التواصل الاجتماعي برسائل تدعم الأسد وحملت عناوين زائفة بهدف الترويج الأكبر لتلك العناوين.
ومنذ قرابة العامين، تُلاحق الولايات المُتحدة المواقع الإلكترونية الإيرانية وتلك التابعة للوسائل الإعلامية الإيرانية كموقع قناة العالم الإيرانية أو قناة المسيرة اليمنيّة التي تبث من إيران أو قناة اللؤلؤة البحرينية وجميعها مُرتبطة ومموَّلة من النظام الإيراني، كما أغلق موقع تويتر مئات الحسابات الإيرانية التي تقوم بنشر الإشاعات والأخبار الكاذبة التي تهدف للتأثير على خصوم النظام الإيراني.
إذاً؛ فالاستراتيجية التي كشف عنها سليماني تؤكد أنّ النظام الإيراني ومنذ وصول المطلوب دولياً إبراهيم رئيسي إلى سُدّة الحكم، بات أكثر تشدداً، وهذا يبدو واضحاً من خلال ما يُعلن عنه يومياً من خروقات للقانون الدولي أو انتهاكات قوانين البحار، واليوم العمل على تشكيل جيش من الذباب الإلكتروني ليكون يداً ضاربة في الفضاء الإلكتروني للنظام الإيراني.
التعليقات (2)