وأكدت اللجنة في بيانها أن التداعيات في لبنان وما يتعرض له اللاجئون السوريون فيها من تضييقات متزايدة هي أبرز المخاطر التي تهدد الاستقرار المجتمعي ويجب تسليط الضوء عليها للحد من تبعياتها الكارثية على السوريين.
وأشارت إلى أن بعض الجهات والشخصيات اللبنانية طالبت السوريين بالعودة لبلادهم على خلفية ادعاءات النظام بوجود استقرار في مناطقه على الرغم من عجزه عن تقديم أبسط متطلبات الأمن واحتياجات الحياة الرئيسية للمواطنين الذين يعيشون في مناطق سيطرته.
وتعقيباً على تصريحات البطريرك الماروني "بشارة الراعي" التي طالب فيها بإعادة السوريين قسراً إلى بلادهم، قالت لجنة المتابعة: إن تقارير لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا تفيد بأن الوضع غير آمن لعودة كريمة للاجئين السوريين، كما أن منظمة العفو الدولية بينت في تقريرها الأخير أن عشرات اللاجئين السوريين تعرضوا لانتهاكات كبيرة بعد عودتهم.
وأوضح البيان أن اللاجئين الذين غادروا بلادهم هرباً من الظلم وانتهاك حقوقهم الإنسانية الأساسية تقع مسؤولية حمايتهم على البلدان التي لجؤوا إليها كما يتوجب على هذه البلدان الالتزام بتوفير الأمن لهم وعدم الدفع بهم للعودة لمناطق تتعرض بها حياتهم للتهديد والخطر المباشر.
لا عودة بوجود الأسد
من ناحيتهم أكد الموقعون على البيان وقوفهم مع حق اللاجئين السوريين في الحصول على الحماية لحين تحقيق الانتقال السياسي في سوريا وتأمين الظروف الآمنة لعودتهم، مضيفين أن تلك الظروف لا يمكن أن تتم بوجود نظام أسد ومن يدعمه من ميليشيات حزب الله وإيران التي تحتل أراضي السوريين وبيوتهم على حد قولهم.
وأكدوا في الوقت نفسه على مطالب السوريين بمحاسبة الأسد على الانتهاكات التي ارتكبها بحق المدنيين واستخدامه الأسلحة الكيماوية ضدهم، داعين الدول العربية والمجتمع الدولي إلى عدم المساعدة بإعادة تأهيله والاعتراف به، ودعم مطالب السوريين بالتغيير الجذري وفق ما نصت عليه القرارات الدولية.
وختم الموقعون بيانهم بالدعوة أيضاً إلى وقف أي بوادر صراع وفتنة يمكن أن تؤدي لتصاعد الاضطرابات في لبنان وزيادة الصعوبات السياسية والاقتصادية إضافة إلى زيادة هيمنة وسلطة الأطراف المسلحة والميليشيات الموجودة رافضين في الوقت نفسه أن يتحوّل موضوع وجود السوريين في لبنان إلى مادة صراع.
ويأتي هذا عقب إعلان البطريرك الماروني في لبنان بشارة الراعي في وقت سابق على هامش مشاركته في مؤتمر كنسي بالعاصمة المجرية بودابست، وجوب إعادة اللاجئين السوريين قسراً إلى سوريا زاعماً أنه من غير الممكن حدوث عودة طوعية، لأن الحرب انتهت بسوريا لكن اللاجئين لا يريدون الإقرار بذلك، ويصرون على البقاء في لبنان.
التعليقات (2)