موسم الرمان السوري: فاكهة الشتاء التي تصدّر للبنان والعراق

تحظى فاكهة الرمان بأهمية كبيرة لدى السوريين عموماً، كونها فاكهة محلية ولذيذة الطعم، وتدخل في العديد من الصناعات الغذائية والعصائر,, كما أنها تعدّ  مادة أساسية في المطبخ السوري.

والرمان من فواكه الجنة التي ذكرت في القرآن الكريم، ويرتبط موسمها ببداية فصل الشتاء. وتعدّ محافظة إدلب من المناطق المشهورة بزراعة أشجار الرمان ولاسيما مدينة دركوش التي يقام فيها مهرجان الرمان السنوي الذي يلعب دوراً أساسياً في تعزيز الدخل المادي للمزارعين في تلك المنطقة

الرمان.. مساحات وإحصائيات

من المعروف أن الرمان من الأشجار التي تحب الماء وتحتاج لكميات كبيرة منه لريّها، فمن الطبيعي أن تزدهر زراعتها بالقرب من الأنهار والمسطحات والآبار المائية، وتشهد ضفاف نهر العاصي تطوراً وزيادةً في أعداد الأشجار المزروعة حولها وعند سؤالنا عن مساحات زراعة الرمان وإنتاجها سنوياً أجاب المهندس (أحمد كوان) معاون وزير الزراعة والري في حكومة الإنقاذ السورية قائلاً "تنتشر شجرة الرمان بكثافة على ضفاف نهر العاصي، من جسر الشغور باتجاه منطقة دركوش، وقد بلغت المساحة المزروعة بالرمان بحدود 310هكتارات ويبلغ عدد الأشجار فيها حوالي 115,000 شجرة".

من جهته تحدث لأورينت نت ( ماهر سعيد القصاب) أحد مزارعي الرمان في منطقة سهل الروج قائلاً " تعتبر زراعة الرمان في ريف إدلب الغربي كمنطقتي "عرب سعيد وحفسرجة"  ومنطقة سهل الروج من الزراعات الثانوية، حيث يعتمد المزارعون في تلك المناطق على زراعة المواسم الحبوبية كالقمح والشعير بالدرجة الأولى، وهناك بعض المزارعين يزرعون الرمان للتنوع الغذائي، أو الاستهلاك العائلي أو المحلي الضيق في أحسن الأحوال، كونها تحتاج لكميات مياه كبيرة جداً بشكل شبه يومي، لذلك نجدها تزدهر بالقرب من نهر العاصي ومسار جريانه".

الإنتاج والاستهلاك

يختلف الإنتاج السنوي لشجرة الرمان، تبعاً لعدد مرات السقاية ، ومستوى الرعاية والاهتمام بالشجرة، إضافةً للعوامل الطبيعية التي تلعب دوراً أساسياً في التأثير على كمية الإنتاج بالزيادة أو النقصان

سألنا عن موسم الرمان وأنواعه أجابنا (ياسر الدبل) أحد المزارعين في منطقة دركوش قائلا:

 "يبدأ موسم الرمان من 9/15 لغاية 11/15 ويبلغ أشده بنهاية الشهر العاشر من كل عام، ويكون الإنتاج بالعموم جيدا ومرضيا للمزارعين، ويعود  عليهم بالنفع والفائدة، وعندنا بالسوق المحلية أربعة أنواع رئيسية للرمان، يأتي في مقدمتها العصفوري وهو أغلى الأنواع وأكثرها استهلاكاً، ويبلغ سعر الكيلو غرام حوالي 5 ليرات تركية، وبعده يأتي اللفان والحلواني والفرنسي الذي يعتبر دخيلاً على الإنتاج السوري، وتتراوح أسعار الكيلو غرام من تلك الأنواع الثلاثة مابين 2-4 ليرات تركية، والذي يلعب الدور الأساسي في تحديد سعر كيلو الرمان موضوع العرض والطلب فقط، حيث لا يوجد تسعيرة محددة ولا جهة معينة مسؤولة عن ذلك، ويستهلك الأهالي الرمان إما للأكل مباشرة، كفاكهة أساسية في البيت والضيافة، أو باستخدامه في صناعة حامض الرمان المكثف المعروف في سوريا باسم  (دبس رمان) والذي يعتبر من أساسيات المطبخ السوري".

 

بينما أضاف المهندس (احمد الكوان) معاون وزير الزراعة والري "يقدر إنتاج موسم الرمان لهذا العام ب 5750 طناً تقريباً، كما يقدر الاستهلاك السنوي بنحو 1350طناً، ويبقى فائض إنتاج مقدر ب4400طن، يتم تصديره بالتنسيق مع الجانب التركي باتجاه العراق أو لبنان، الأمر الذي يعود بالنفع المادي أولا وأخيراً على المزارع نفسه'.

صعوبات وحلول

كغيرها من المزروعات والمحاصيل تحتاج شجرة الرمان لمتابعة دائمة، ورعاية كبيرة حتى تؤتي أكلها على النحو المطلوب.. وبالحديث عن تلك الصعوبات قال (غسان فاضل) أحد المزارعين موضحاً:

 "الحمد لله" المياه موفرة أساساً من نهر العاصي وهي روح شجرة الرمان، ولكن تكمن الصعوبة بضخ أو نقل المياه للكروم والأراضي، ويعتبر ارتفاع أسعار المحروقات من أبرز الصعوبات لدينا وأيضاً أجور اليد العاملة المرتفعة، ومن جهة ثانية نعاني من أجور النقل والفلاحة المكلفة مادياً، وأما من حيث المبيدات والأدوية لا تعتبر مكلفة أو صعوبة كبيرة كون شجرة الرمان لا تحتاج إلا دورة أو دورتين من بخ وأدوية وهذا مقدور عليه نوعاً ما" 

وعن الحلول والخطوات الداعمة المقدمة من المعنيين في حكومة الإنقاذ السورية أفادنا المهندس (أحمد كوان) بقوله:

 "تقوم وزارة الزراعة والري في حكومة الإنقاذ بتقديم الدعم للمزارعين ولمحصولهم من خلال إقامة مهرجان الرمان السنوي في مدينة دركوش، وتقديم الجوائز للمزارعين لتشجيعهم على الاستمرار، وتشجيع المستثمرين بإقامة مشاريع تخدم محصول الرمان، كما تقوم الوزارة بالتعاون مع الجهات المعنية لرفع الضرائب المفروضة على تصدير محاصيل الرمان، و بتوجيه المنظمات المعنية لدعم ذلك المحصول الذي يعتبر من المحاصيل الصناعية الهامة.