أبرزها الجفاف.. أسباب عديدة وراء انخفاض موسم الزيتون بإدلب

أبرزها الجفاف.. أسباب عديدة وراء انخفاض موسم الزيتون بإدلب
يعتمد معظم أهالي محافظة إدلب على الزراعة وبالأخص على موسم أشجار الزيتون، التي تمتد على مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية وكل عام ينتظر الأهالي موسم الزيتون لتحسين وضعهم المعيشي وتأمين احتياجاتهم الحياتية الأخرى من العائد المالي لهذا الموسم.

وقال أحمد الكردي مزارع يملك أرض زيتون في منطقة قاح على الحدود السورية التركية لأورينت نت ،أن الموسم هذا العام ضعيف قياساً بالموسم الفائت، موضحا أن العديد من الأسباب أثرت على كمية الإنتاج وأهمها قلة الأمطار هذا العام وتأثر الأشجار بالجفاف وبالتالي تبددت أحلام الناس بمردود مادي يكفي لاحتياجاتهم هذا العام.

بدوره، المهندس الزراعي عبد الحميد الأشقر ذكر لأورينت نت، أنه لا يمكن المقارنة بالنسبة لموسم الزيتون بين عام حالي وعام سابق، ولكن تتم المقارنة بين موسم عامين متتاليين، وعامين آخرين متتاليين سابقين أو لاحقين، إضافة إلى أنه في السنوات الأخيرة، الأمطار كانت متفاوتة من حيث الهطولات مقارنة مع المعدل العام ولكن النسب غير ثابتة، مما جعل الموسم من حيث الإنتاج ونسبة الزيت أيضا متفاوتة بشدة وكلها في تراجع.

وأضاف أن معظم مساحات الزيتون كان يتم ريها وهذا يزيد الإنتاج كماً ونوعاً، ويصل إلى تحقيق دخل وأرباح ممتازة للمزارعين، ولكن غلاء أسعار المحروقات وعدم توفر الماء الكافي سبب تأخراً في إنتاج الزيتون، إضافة إلى تعرض قسم كبير منها للخروج من الإنتاج، وموت حقول الزيتون نتيجة الإهمال وغلاء تكاليف الخدمات الزراعية، وعدم القدرة للوصول الدائم إلى حقول الزيتون خصوصا في جبل الزاوية.

أسعار مرتفعة

وتتأثر أسعار الزيتون والزيت طرداً مع عملية الطلب على المادة من جهة وإمكانية تصديرها من جهة أخرى.

وأشار مصطفى الإبراهيم تاجر زيت من ريف إدلب لأورينت نت، إلى أن الأسعار تعتمد بشكل عام على السوق المحلية وحسب كمية العرض والطلب وبشكل خاص على الجمعية التركية المختصة في شراء الزيت والزيتون من الداخل السوري ومقرها جنديرس.

وأوضح الإبراهيم أن شراء مادة الزيت والزيتون تعتمد على التسعيرة التي تحددها الجمعية التركية على تجار المناطق المحررة وذلك بسبب أنها الجهة الرئيسية التي تعمل على شراء كل كميات الزيت المنتجة في الداخل السوري.

وبين الإبراهيم، أن سعر تنكة الزيت اليوم وصل إلى ٣٦ دولاراً ، لافتا إلى أن السعر يتأثر أيضا بجودة مادة الزيت والتي تعتمد على نسبة الأسيد في الزيت والتي تختلف من منطقة إلى أخرى.

موسم متأرجح 

من جانبه، أوضح المهندس أحمد كوان معاون وزير الزراعة والري في "حكومة الإنقاذ" أن الإنتاج المتوقع من ثمار الزيتون في الشمال المحرر هو 98 ألف طن، وأن حاجة السوق المحلي من زيتون المائدة حوالي  13 ألف طن.

وتابع: "أن الإنتاج من ثمار الزيتون المعد للعصر 85 ألف طن، وإنتاج الزيت المتوقع في الشمال المحرر 18,700 طن، ومتوسط استهلاك الشخص الواحد من زيت الزيتون خلال العام  4-5 كغ.

وبحسب كوان أنه على اعتبار عدد سكان الشمال المحرر 3 مليون شخص، تكون حاجة الشمال المحرر من زيت الزيتون 13,500 طن، وأن الفائض من زيت الزيتون لموسم 2021 والمتوقع تصديره حوالي 5,200  طن.

وبيّن كوان أن الوزارة قدمت الكثير من الخدمات للمزارعين لتحسين الموسم، وأهمها نشر المصائد الفرمونية الخاصة بعتة الزيتون والمصائد الفرمونية الخاصة بذبابة ثمار الزيتون، بالإضافة لتنفيذ ندوات إرشادية عن طرق خدمة أشجار الزيتون.

ونوّه كوان أن الوزارة فرضت آلية لمراقبة الغش من خلال تحديد تسعيرة لعصر 1كغ زيتون والذي بلغ ٨٠غ، وأن اللجان التموينية تقوم بأخذ عينات من البيرين الناتج لتحديد نسبة الزيت فيه وهل هي ضمن المواصفة المحددة.

إجراءات غير كافية

في المقابل، أكد المهندس عبد الحميد الأشقر أن هذه الإجراءات غير كافية وأن أراضي الزيتون تحتاج إلى مشروع متكامل من الدعم الحكومي من خلال توفير طاقة بديلة وشبكات ري حديثة ودعم بالمزارعين، بالإضافة إلى عملية مكافحة الآفات التي تهاجم أشجار الزيتون من خلال حملات منظمة ومستمرة.

من جانبه، قال شادي الخالد مهجر من ريف إدلب إلى مخيمات الشمال السوري، لأورينت نت، إن شراء الزيت والزيتون همٌ كبير ومشكلة بالنسبة له وذلك بسبب ارتفاع الأسعار وعدم قدرته على تأمين المال، موضحا أنه يعتمد في تأمين احتياجات عائلته على السلة الشهرية، وبالتالي شراء تنكة زيت تحتاج إلى معجزة بالنسبة لوضعه المادي وأنه يكتفي بشراء كمية قلية من الزيتون لكي يطعم أطفاله.

وتلامس أسعار زيتون المائدة الخمس ليرات تركية للكيلو الواحد أي ما يعادل 3 آلاف ليرة سوري، ويختلف السعر حسب نوع الزيتون وينقسم إلى عدة أقسام "كالمعري والكردي والصوراني والتدمري وأبو شوكة ".

وتسببت الحرب التي شنها بشار الأسد بخسارة مناطق شاسعة من محافظة إدلب لصالح ميليشياته، ما أثر بشكل مباشر على مساحات الأراضي المزروعة وانخفاض الإنتاج بشكل كبير، الأمر الذي تسبب بارتفاع أسعار الزيتون والزيت بسبب الطلب الكبير كونه شيئاً أساسياً في موائد السوريين، وعلى الرغم من ذلك حرم الكثير من السوريين في الشمال من شراء مونة الزيت والزيتون بسبب غلاء الأسعار والوضع المعيشي المتدني.

وتشتهر سوريا بزراعة أشجار الزيتون إذ بلغ ترتيبها الرابع على مستوى العالم بكمية إنتاج تقدر بـ ٢٥٠ ألف طن، واحتضنت محافظة إدلب المركز الأول في إنتاج الزيتون من بين المحافظات السورية، وتحوي محافظة إدلب على أكثر من ١٥ مليون شجرة، بحسب إحصائية وزارة الزراعة لعام ٢٠١٠.

يشار إلى أن إنتاج الزيتون في سوريا انخفض بشكل ملحوظ خلال العشر سنوات الماضية، وحلت سوريا ثالثاً على الصعيد العربي بنسبة 3.8% من الإنتاج العالمي، وناهز محصولها للعام الماضي 850 ألف طن.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات