لماذا طلب نظام الأسد تعيين وكلاء غير متخرّجين في مدارسه؟

في ظل أزمته المالية وتهجيره لسكان المدن والبلدات التي ثارت على حكمه، وملاحقتهم على أسس (طائفية ومذهبية) بمن فيهم من معلمين، بات نظام أسد يعاني من نقص في الكوادر في بعض المجالات خاصة التعليمية منها، حيث لجأ الأخير مؤخراً لطلاب الجامعات من أجل تعيينهم كـ (مدرسين وكلاء) في المدارس، بعد أن هجّر من هجّر من الوكلاء وفرّ من فر من آلته العسكرية.

ونشرت صفحة (شبكة أخبار اللاذقية) الموالية في فيسبوك، منشوراً جاء فيه ما مفاده أن وزارة التربية التابعة لنظام أسد، طلبت من مديرياتها في المحافظات تعيين معلمين وكلاء من طلاب الجامعات (السنة الثالثة والرابعة والخامسة) بوكالة اختصاصية وبنصاب 22 حصة دراسية في مدارس التعليم الأساسي /الحلقة الثانية/ ومدارس التعليم الثانوي والمهني ومعاملتهم مالياً معاملة المعلم الوكيل في الحلقة الأولى.

لهذا استعان نظام أسد بالوكلاء

يقول الأستاذ (محمد رسلان) وهو أحد المدرسين السابقين في ثانوية هدى شعراوي للبنات لأورينت نت، إن "لجوء نظام أسد للطلاب غير المتخرجين للعمل كوكلاء في المدارس، يعدّ تفسيراً واضحاً لما يجري بعد أن فقد نظام أسد بالفعل نخبة مدرسيه تارة بفعل التهجير والقصف والقتل في المدن التي خرجت عن سيطرته واستعادها فيما بعد، وتارة بسبب الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الكارثية التي وصل إليها سكان المناطق التي يسيطر عليها".

وتابع: "أقلع العديد من المدرسين عن الالتحاق بمدارسهم بسبب ضآلة الرواتب التي لا تكاد تغطي مصاريف التنقل، وقد زاد الأمر سوءاً بعد موجة الهجرة الجماعية الأخيرة إلى مصر وكردستان العراق والإمارات".

فضائح

أما (س. ك) وهي إحدى المدرسات اللواتي ما زلن في الخدمة التعليمية بمناطق أسد، فقد روت لأورينت نت ما يجري في مدارس أسد من التجاوزات، مشيرة إلى أن المعلمين أو المعلمات المدعومين اعتادوا التغيب عن الدوام بعلم الإدارة والمفتشين التربويين، ومن الأمثلة على ذلك إحدى المدرسات في ثانوية التجارة للبنات، حيث تقوم تلك المعلمة بـ (ابتكار الأسباب) من أجل تبرير الغياب أو الإجازات التي لم تنتهِ منذ بداية العام الدراسي، وما تزال حصصها شاغرة حتى الآن.

وما يؤكد حديث المعلمة، هو تعليق الموالين على منشور إعلان التربية، حيث علّقت إحداهن قائلةً: "ليش المعلمين المفيشين مابيسدو النقص حتى تجيبو طلاب يدرسو حرصا يا بيت ابو حرص"، لترد عليها أخرى قائلةً: "أي والله بعرف معلمة صف مثبتة.. أسبوع تقرير طبي.. والأسبوع لي بعدو بتموتن بالدروس.. وهكذا لآخر السنة".

ويحاول نظام أسد تعويض النقص العددي لديه في كوادر المؤسسات العامة تماماً كتعامله في حشد قواته وميليشياته، وذلك من أجل إعادة مظاهر سلطته على المدن المهجّرة المدمّرة الخالية من السكان، والتي لطالما وصفها بـ (المحررة) العائدة إلى بر الأمان.