جورج قرداحي يتنصّل من تصريحاته.. غضب خليجي رسمي ولبنان يعتذر!

اعتبرت وزارة الخارجية اللبنانية أن ما صرح به وزير الإعلام "جورج قرداحي" خلال لقاء تلفزيوني وزعم فيه أن الحوثيين يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات، كان قبل أن يتولى منصبه الحالي و لا يعكس الموقف الرسمي للحكومة.

وبالرغم من محاولات الوزير (قرداحي) التنصل من هذه التصريحات إلا أن الخارجية اللبنانية أكدت في بيان لها نشرته الوكالة الوطنية للإعلام أن ما صدر عن الوزير من كلام يهاجم فيه الرياض وأبو ظبي لا يعكس موقف الحكومة الرسمي الذي يتمسك بعلاقات جيدة مع الدول العربية الشقيقة، إضافة إلى أنه قيل قبل أن يعيّن الوزير في منصبه بعدة أسابيع.

وأضافت الخارجية أنها أدانت مراراً هجمات الحوثيين ضد السعودية ولا تزال على موقفها فيما يتعلق بأمن وسلامة الأشقاء الخليجيين، كما أن لبنان ينأى بنفسه عن التدخل في سياساتهم الداخلية والخارجية.

من ناحيته أصدر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بياناً قال فيه إن حكومته حريصة على نسج أفضل العلاقات مع السعودية وتدين أي تدخل في شؤونها الداخلية من أي جهة أو طرف، كما اعتبر أن حديث "قرداحي" يندرج ضمن مقابلة أجريت معه قبل توليه منصبه الوزاري بعدة أسابيع. 

وبيّن ميقاتي أن كلام "قرداحي" مرفوض ولا يعبر عن موقف الحكومة إطلاقاً، خاصة في ما يتعلق بالمسألة اليمنية وعلاقات لبنان مع الأشقاء العرب وتحديداً السعودية وسائر دول مجلس التعاون الخليجي.

بيان التعاون الخليجي

وبالمثل رفض الأمين العام لمجلس "التعاون الخليجي" (نايف الجحرف) تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي لافتاً إلى أنها تعكس فهماً قاصراً وقراءة سطحية للأحداث كما استنكر كيل الاتهامات للإمارات والسعودية بالاعتداء على اليمن.

وبحسب الموقع الرسمي للمجلس فإن أمينه العام أوضح رفضه لتلك التصريحات جملة وتفصيلا مطالبا الوزير اللبناني بالاعتذار، واعتبر أن التحالف العربي يعمل على إعادة الأمور في اليمن إلى نصابها الصحيح قبل انقلاب الحوثيين على الشرعية عام 2014.

ودعا الأمين العام قرداحي إلى "الرجوع إلى الحقائق التاريخية وقراءة تسلسلها ليتضح له حجم الدعم الكبير الذي تقدمه دول التحالف العربي بقيادة السعودية لدعم الشرعية للشعب اليمني في كافة المجالات والميادين، وذلك بهدف الوصول إلى حل شامل للأزمة اليمنية".

ردود رسمية يمنية 

وفي إطار ردود الفعل الرسمية أدانت الحكومة اليمنية تصريحات وزير الإعلام اللبناني بشأن ميليشيات الحوثي، في حين قال وزير الخارجية " أحمد بن مبارك" أن الوزارة وجهت سفيرها في بيروت لتسليم الخارجية اللبنانية رسالة استنكار على التصريحات الأخيرة الصادرة عن قرداحي والتي تعدّ خروجاً عن الموقف اللبناني الرسمي تجاه بلاده.

من جانبه أشار السفير اليمني بلبنان عبدالله الدعيس إلى أن بلاده تستنكر هذه التصريحات وأن ما أدلى به الوزير اللبناني أمس زاد الطين بلة إذ لم يقدم أي اعتذار بل أكد على ما قاله سابقاً.

تهرب واعتذار كاذب 

وعقب الانتشار الكبير لتصريحاته وما تبعها من جدل، حاول قرداحي التنصل زاعماً أنه لم يقصد الإساءة إلى السعودية أو الإمارات، وأن حديثه كان عن ضرورة توقف حرب في اليمن التي وصفها بـ "العبثية والمؤذية"، كما أوضح أن ما قاله عن تلك الحرب لم يكن طرفاً فيه بل قاله كصديق فهو لم يهاجم ولم يشتم يوماً السعودية والإمارات بل يعتبرها بلده الثاني على حد قوله. 

وبعد مطالبات باستقالته لفت قرداحي إلى أنه لا يجوز أن يكون هناك من يملي عليه ما يجب القيام به حول بقائه في الحكومة أو عدمه رافضاً في الوقت نفسه تقديم الاعتذار .

وكان وزير الإعلام اللبناني أدلى بتصريحاته هذه خلال اشتراكه في إحدى حلقات برنامج "برلمان شعب" الذي سجل في آب الماضي وبُث على موقع قناة "الجزيرة" في يوتيوب قبل يومين، وفي نهاية البرنامج سحب "نواب البرلمان" الثقة الإعلامية منه، ثم نقل التصويت إلى استفتاء شعبي على موقع البرنامج على الإنترنت.

ويعدّ الإعلامي جورج قرداحي من أشد اللبنانيين مناصرة للأسد حيث وصفه في أحد لقاءاته المتلفزة عام 2018 بأنه (رجل العام)، قبل أن يناقض نفسه في تصريحات أدلى بها لموقع "اليوم السابع" أيلول 2020، عندما أكّد أن رغبته ببقاء نظام الأسد تهمة بريء منها.

يذكر أن اليمن يشهد حرباً منذ حوالي 7 سنوات عندما قامت ميليشيات الحوثيين بالانقلاب على السلطة الشرعية بالبلاد عام 2014 والسيطرة على العاصمة صنعاء، الأمر الذي جعل عدة دول عربية تشكل تحالفاً بقيادة السعودية لمحاربة تلك الميليشيات ودعم القوات الحكومية.