إجراء جديد لليتوانيا ضد المهاجرين ومصدر يروي تعاملها الوحشي بحقهم

تطور جديد على الساحة الأوروبية لمنع عبور المهاجرين، حيث بدأت ليتوانيا (الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي) بتشييد سياج فولاذي لمنع عبور المهاجرين إليها وإلى بقية دول الاتحاد، ويعدّ هذا السياج أول سياج يتم بناؤه داخل حدود الاتحاد الأوروبي لمنع عبور المهاجرين بالرغم من رفض المفوضية الأوروبية تمويل ليتوانيا في مشروعها الجديد الذي اعتبرته منافياً لاتفاقيات حقوق الإنسان.

ويحاول مئات المهاجرين منذ أسابيع الدخول إلى أراضي الاتحاد الأوروبي عبر الحدود (البيلاروسية - الليتوانية) وسط رفض قاطع من قبل سلطات الأخيرة وتعاملها بطرق لا أخلاقية ووحشية مع من يحاول عبور الحدود خلسة،إضافة إلى زجها كثيرا من اللاجئين داخل السجون التي تسمى (مراكز إيواء) في ظل اتهامات وجهتها لـ (بيلاروسيا) باستخدام ملف اللاجئين كورقة ضغط لتسهيل عبورهم باتجاه ليتوانيا.

سياج عازل

وجاء في تقرير نشرته وكالة "رويترز" وعنونته بـ (ليتوانيا بدأت في بناء أول جدار أوروبي لدرء المهاجرين من بيلاروسيا) أن ليتوانيا بدأت بناء أول جدار فولاذي على حدودها مع روسيا البيضاء منذ أن بدأ مهاجرون من الشرق الأوسط ومناطق أخرى الدخول إليها عبر بيلاروسيا. 

وتابعت.. أن العمل على بناء السياج بدأ من قبل 3 دول هي (ليتوانيا - لاتيفيا - بولندا) الحدودية مع (بيلاروسيا)، حيث بدأت ليتوانيا الأسبوع الماضي في إقامة أول امتدادات السياج الفولاذي الذي يبلغ ارتفاعه 3.4 أمتار ويعلوه نصف متر من الأسلاك الشائكة.

ونقلت الوكالة عن "فيرجيليوس راوجال" كبير حرس الحدود في جنوب ليتوانيا قوله: إن ليتوانيا خصّصت 152 مليون يورو لبناء 500 كيلومتر من الجدار العازل بحلول شهر أيلول من العام المقبل، والذي يتكون من كومة من الأسلاك الشائكة الملفوفة مع سياج معدني بارتفاع 3 أمتار مزود بأجهزة مراقبة بالفيديو.

اتهامات بتسهيل العبور

وكانت وزارة الدفاع البولندية قالت أول أمس: إن الجنود البيلاروسيين هددوا بفتح النار على قوات الحدود البولندية، معتبرة أنها محاولة لتصعيد أزمة المهاجرين على حدودهم المشتركة، وعلى الرغم من النفي البيلاروسي إلا أن رئيسها (ألكسندر لوكاشينكو) ذكر مؤخراً أن بلاده لن توقف المهاجرين بعد الآن لأن عقوبات الاتحاد الأوروبي تستنزف موارد بلاده.

وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية "أورسولا فون دير لايين" في وقت سابق أن الاتحاد الأوروبي لن يمول "أسلاكاً شائكة وجدراناً" على حدوده لمنع دخول المهاجرين، وفق ما تطالب به 12 دولة بينها ليتوانيا والنمسا.

عاملونا كالحيوانات وتعرضنا للضرب والإذلال

وفي تصريح لـ "أورينت نت" قال (عدنان ألجاتي) وهو أحد المهاجرين الذين حاولوا العبور إلى الاتحاد الأوروبي عبر حدود بيلاروسيا - ليتوانيا: "إن تعامل السلطات الليتوانية مع المهاجرين يتخلله الكثير من الانتهاكات التي وصلت إلى درجة ارتكاب الفظائع في بعض الأحيان. 

وأضاف أنه خلال محاولة عبور اللاجئين إلى ليتوانيا وعلى مرأى من حرس الحدود البيلاروسي، بدأ الحرس الليتواني بإطلاق النار عليهم فأصاب امرأة في كتفها وتم اعتقال العشرات وزجهم في "معتقل رسمي" تم تخصيص جزء منه كمركز احتجاز للاجئين، مشيراً إلى أنهم انهالوا بالضرب المبرح باستخدام  السوط والكابلات الكهربائية على بعض الشبان الذين حاولوا عبور الحدود خلسة.

وكانت أورينت قد نشرت شريطاً مصوراً يظهر إجبار اللاجئين على عبور أحد الأنهار على الحدود البيلاروسية- الليتوانية رغم أن درجة حرارة مياهه منخفضة جداً، إضافة لتعريتهم من ثيابهم وسط البرد القارس وتعريضهم للموت.