لجنة تابعة للإنتربول في ديرالزور والهدف المنشقين عن نظام أسد

لجنة تابعة للإنتربول في ديرالزور والهدف المنشقين عن نظام أسد
وصلت إلى محافظة دير الزور شرق سوري لجنة من الإنتربول الدولي بمهمة تتعلق باستجواب عناصر في جيش النظام كان بعضهم سابقاً أعضاء في جماعات إسلامية معارضة، وآخرون غير منتمين لأي فصيل عسكري، بينما قال شهود إن مرافقيهم من المنتمين لحزب البعث طلبوا منهم تدوين شهادات بحق منشقين مقيمين خارج سوريا تتهمهم بالانتماء إلى جماعات مصنفة على لوائح الإرهاب، تمهيداً على ما يبدو لملاحقتهم في بلدان إقامتهم الحالية.

وحسب مصادر خاصة فإن اللجنة المكونة من ستة أعضاء، أحدهم مصري الجنسية، استدعت للتحقيق مقاتلين سابقين في جبهة النصرة وتنظيم داعش وحركة أحرار الشام الإسلامية، كانوا قد أجروا تسوية مع النظام وانضمو إلى قواته قبل سنوات.

المصادر قالت إن اللجنة وصلت إلى دير الزور في الثالث من شهر تشرين الثاني/نوفمبر الجاري عبر طائرة روسية، ترافقها سرية حراسة من قوات النظام، وأنها أتت بمهمة رسمية من دمشق، حيث استقر أعضاؤها  في إحدى الفلل بحي القصور وسط المدينة. 

وحسب المصدر فإن مهمة اللجنة التي معظم أعضائها من السوريين هي التحقيق مع عدد من الأشخاص المتهمين بالإرهاب، وهم اليوم منتسبون لجيش النظام، وأن من بين الأشخاص الذين تم التحقيق معهم عنصر سابق في "جبهة النصرة" ومنتسب لميليشيا "حزب الله" بعد أن كان مقاتلاً في صفوف المعارضة، دون معرفة مضمون التحقيق.

وبالإضافة إلى الأشخاص الذين تم التحقيق معهم في مقر إقامة اللجنة، أجرى أعضاؤها زيارة لمواقع في بلدات البوعمرو والبوليل شرق ديرالزور، في السادس من الشهر الجاري. 

ويتخوف الكثيرون من أن تكون هذه مقدمة لتلفيق ملفات بحق عناصر سابقين في جيش النظام و مؤسساته الأمنية، خاصة وأن زيارة اللجنة تأتي بعد وقت قصير على قيام فرع الأمن السياسي بدراسات "أمنية" في عدة مناطق بريف دير الزور الشرقي.

وحسب شهود عيان فإن الدراسات ركزت على منتسبين سابقين لجماعات إسلامية، أغلبهم موجودون في الخارج حالياً، حيث تم التحقيق مع من تبقّى من ذوي أهاليهم في المحافظة، وتدوين شهادات عنهم من أشخاص "ينتمون لحزب البعث" ومتعاونين مع النظام من ذات المنطقة التي ينتمي لها أولئك المطلوبون، ومن بين الأشخاص الذين تم السؤال عنهم منشقون عن فرع المخابرات الجوية التابعة للنظام من مدينة الميادين وهم موجودون حالياً في ألمانيا والنمسا، حيث كشف الشهود لـ"أورينت نت" أن الشهود الملفقين اتهموهم بأنهم كانوا عناصر في جبهة النصرة.

(ح.م) وهو قريب لأحد الأشخاص الذين أجريت دراسة أمنية عنهم قال لـ"أورينت" :انشق قريبي عن نظام أسد في عام 2012 وكان يخدمُ في فرع المخابرات الجوية وهو اليوم مقيم في أوروبا. لقد صدمني أنهم وضعوا اسمه مع جماعة النصرة، مع أنه كان ممرضاً في أحد المشافي الميدانية ولم ينتسب لأية جهة عسكرية أساساً، بل كان يساعد المدنيين الذين يتأذون من قصف النظام، وحين سألت ضابط الأمن عن ماهية هذه الدراسة قال بالحرف إنها للإنتربول الدولي، وسيتم ملاحقة كل مسلح وإرهابي حتى وإن كان في أوروبا !.

ولم يُخفِ عدد من الأهالي الذين التقت بهم "أورينت" خوفهم من مغبة ملاحقة أبنائهم في الخارج من قبل الإنتربول والذي بات ينسق ويتعاون مع نظام أسد بعد إعادة النظام إلى عضوية المؤسسة.

الناشط خلف الخاطر من ديرالزور قال: إن قرار المنظمة الدولية للشرطة الجنائية "الإنتربول" إعادة دمج نظام الأسد في نظامها لتبادل المعلومات والتنسيق معه هو أمر مثير للسخرية.

وتساءل خلال تصريحه لـ"أورينت": كيف ينسقون مع مجرم حرب، ويطلبون منه أسماء أشخاص "إرهابيين" وهو وصف كل من ثار ضده بالإرهاب ؟! الأمر مخيف صراحة ويبدو أن المجتمع الدولي لا يعتبر نظام أسد مجرماً رغم كل ما اقترفه من جرائم بحق السوريين، والغريب كيف تتحرك لجنة تابعة للإنتربول في محافظة كديرالزور تسيطر على نسبة منها ميليشيات مصنفة إرهابية كحزب الله والحرس الثوري .. القضية مربكة ومثيرة للسخرية. 

وكان الإنتربول الدولي قد علق عضوية نظام الأسد في العام 2012 في سياق العقوبات الدولية ضده، قبل أن يصدر مؤخراً قراراً بإعادته، لكن نظام المؤسسة يقتصر على ملاحقة المتهمين بجرائم جنائية ولا يشمل الملاحقين سياسياً، كما يأخذ بالاعتبار الطبيعة السياسية لمن تطالب أي حكومة بالقبض عليه حتى وإن ادعت ارتكابه جرماً جنائياً، حيث تخضع الموافقة على اعتماد أي مذكرة جلب لدراسة طويلة من قبل لجنة من الخبراء من تخصصات مختلفة.

التعليقات (1)

    مجدي

    ·منذ سنتين 6 أشهر
    يا اخي متعبين حالهم كثير الم يكن الاحري بهم ان يلاحقوا المجرمين الذين قتلوا الشعب السوري ك رفعت الأسد وأبنائه ومناكير ال مخلوف
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات